عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 2014-02-17, 08:03 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

عمره :

ذكر ابن البرقي عن يحيى بن بكير عن الليث : توفي وهو ابن 90سنة ، و ذكر الذهبي عن يحيى بن بكير انه قال : مات و له نحو100سنة . وقال العجلي: مات و له 99سنة
وأما الواقدي، فروى عن عبد الله بن أبي يحيى، عن عمرو بن شعيب، أن عمرا مات وهو ابن 70سنة
و من المتفق عليه ان سيدنا عمرو بن العاص وُلِدَ قبل عمر بن الخطاب بنحو خمس أو سبع سنين ، و توفي بعد عُمَر بعشرين سنة ..فَعُمَر وُلِدَ سنة40ق.هـ و مات سنة23هـ ، أي أن عمرو بن العاص وُلِدَ سنة47ق.هـ أو سنة45ق.هـ و مات على الصحيح سنة43هـ .. فيكون عمره نحواً من90سنة أو أقل . قال الذهبي : ((فينتج هذا أن مجموع عمره بضع وثمانون سنة، ما بلغ التسعين رضي الله عنه))

الكلام عن مرضه و عن آخر ما قاله لما حضرته الوفاة :

قال ابن عبد البر : ((حدثنا خلف بن القاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا الطحاوى حدثنا المزنى قال سمعت الشافعى يقول دخل ابن عباس على عمرو بن العاص فى مرضه فسلم عليه وقال كيف أصبحت يا أبا عبد الله قال : "أصلحت من دنياى قليلا وأفسدت من ديني كثيرا فلو كان الذي أصلحت هو الذي أفسدت والذي أفسدت هو الذى أصلحت لفزت ولو كان ينفعنى أن أطلب طلبت ولو كان ينجينى أن أهرب هربت فصرت كالمنجنيق بين السماء والأرض لا أرقى بيدين ولا أهبط برجلين فعظنى بعظة أنتفع بها يا بن أخى" ، فقال له ابن عباس : هيهات يا أبا عبد الله صار ابن اخيك أخاك ولا نشاء أن أبكى إلا بكيت كيف يؤمن برحيل من هو مقيم فقال عمرو على حينها من حين ابن بضع وثمانين سنة تقنطنى من رحمة ربى اللهم إن ابن عباس يقنطنى من رحمتك فخذ منى حتى ترضى ، قال ابن عباس : هيهات يا أبا عبد الله أخذت جديدا وتعطى خلقا فقال عمرو مالى ولك يا بن عباس ما أرسل كلمة إلا أرسلت نقيضها))

و قال الذهبي : ((قال ابن سعد أخبرنا ابن الكلبي عن عوانة بن الحكم، قال: قال عمرو ابن العاص: عجبا لمن نزل به الموت وعقله معه، كيف لا يصفه ؟ فلما نزل به الموت، ذكره ابنه بقوله، وقال: صفه قال: يا بني ! الموت أجل من أن يوصف، ولكني سأصف لك، أجدني كأن جبال رضوى على عنقي، وكأن في جوفي الشوك ، وأجدني كأن نفسي يخرج من إبرة)) . ابن سعد " 4 / 260

و قال الذهبي : ((قال أشعث عن الحسن : لما احتضر عمرو بن العاص، نظر إلى صناديق، فقال: من يأخذها بما فيها ؟ يا ليته كان بعرا، ثم أمر الحرس، فأحاطوا بقصره فقال بنوه: ما هذا فقال: ما ترون هذا يغني عني شيئا)) . و قال : ((قال ثابت البناني : كان عمرو على مصر، فثقل، فقال لصاحب شرطته: أدخل وجوه أصحابك، فلما دخلوا، نظر إليهم وقال: ها قد بلغت هذه الحال، ردوها عني، فقالوا: مثلك أيها الامير يقول هذا ؟ هذا أمر الله الذي لا مرد له قال: قد عرفت، ولكن أحببت أن تتعظوا، لا إله إلا الله، فلم يزل يقولها حتى مات . قال روح حدثنا عوف بن ابي جميلة الاعرابي العبدي البصري ، عن الحسن قال: بلغني أن عمرو بن العاص دعا حرسه عند الموت، فقال: امنعوني من الموت قالوا: ما كنا نحسبك تكلم بهذا قال: قد قلتها، وإني لاعلم ذلك، ولان أكون لم أتخذ منكم رجلا قط يمنعني من الموت أحب ألي من كذا وكذا، فياويح ابن أبي طالب إذ يقول: حدس امرءا أجله ثم قال: اللهم لا برئ فأعتذر، ولاعزيز فأنتصر، وإن لا تدركني منك رحمة، أكن من الهالكين))

و في روايات أخرى "و هي الأشهر" عن ابن شماسة المهري انه هو و عبد الله بن عمرو بن العاص كانوا ممن حضروا وفاة عمرو بن العاص ..فقال ابن شماسة راوياً : لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة جزع جزعاً شديداً فدمعت عيناه و بكى طويلاً و وجهه إلى الجدار ، فقال له ابنه عبد الله : ما يُبكيك يا ابتاه ، أجزعك من الموت يحملك على هذا؟ ، فأقبل عمرو بوجهه و قال : لا والله و لكن جزعاً لما بعد الموت ، فذكر ابنه له مخففاً و ملطفاً مواطنه مع رسول الله والفتوح التي قادها بالشام و قربه و دنوه من النبي صل الله عليه و سلم و استعماله له و قال له : "أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا أما بشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا " ..فقال له عمرو : أي بني ! قد كان ذلك، وسأخبرك، إي والله ما أدري أحبا كان أم تألفا ...و قيل أن عمرو هو من قال ذلك : ((لقد كنت على خير .."و جعل يذكر صُحبته لرسول الله و فتوحاته بمصر و الشام")) ثم قال عمرو : و تركت أفضل من ذلك شهادة أن لا إله إلا الله ..و لقد كنت على ثلاثة أطباق فلو مت على بعضها علمت ما يقول الناس

اول شئ : كنت كافراً و لما بعث الله محمداً كنت أشد الناس كُرهاً لرسالته و تمنيت لو أني قتلته و كنت أشدَّهُم عداوة لرسول الله صل الله عليه و سلم ..حتى بلغت كراهيتي لدين الله اني ركبت البحر الى صاحب الحبشة اطلب دم اصحاب رسول الله صل الله عليه و سلم ، فلو مت على ذلك الطبق قال الناس : مات عمرو مشركا عدوا لله ولرسوله و وجبت له النار

ثاني شئ : لما قذف الله الإسلام في قلبي فأتيت رسول الله صل الله عليه و سلم لأبايعه ، فقلت يا رسول الله أعطنى يمينك لأبايعك فبسط إليّ يده ليبايعني ، فقبضت يدي فقال ما لك يا عمرو ، قلت أن أشترط عليك قال تشترط ماذا أن يُغفَر لك ، فقلت : أبايعك شرط أن يغفر الله لي ما تقدم من ذنبي وأنا أظن حينئذ أني لا آتي ذنبا في الإسلام فقال رسول الله يا عمرو إن الإسلام يجب ما قبله وإن الهجرة تجب ما بينها وبين الإسلام و في رواية : ((إن الإسلام يهدم ما كان قبله وإن الهجرة تهدم ماكان قبلها)) فبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كان أحد أحب إلى منه ولا أعظم في عيني منه و والله إني كنت أشد الناس حياء من رسول الله فما ملأت عيني منه ولا راجعته بما اريد حياءا منه و إعظاما له حتى مات رسول الله فلو مت على هذا الطبق قال الناس أسلم عمرو وهاجر مع رسول الله نرجو لعمرو عندالله خيرا كثيرا و في رواية : ((لقال الناس : هنيئا لعمرو أسلم وكان على خير ومات فترجى له الجنة))

و آخر شئ : قد كانت إمارات و فتن ، فتلبست بالسلطان و وليت أشياء فلا أدري ما حالي فيها أعلى هي أم لي ، وأنا مشفق من هذا الطبق

قال عمرو "بالروايات المشهورة" : فإذا انا مت و أخرجتموني فأسرعوا بي و لا تبكين علي باكية ولا تتبعني نائحة ولا نار وشدوا عليّ إزاري فإني مخاصم وسنوا علي التراب سنّاً فإن جبني الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر ولا تجعلن في قبري خشبة ولا حجرا وإذا دفنتموني فاقعدوا عندي قدر ما ينحر جزور و يُقسم لحمها أُسَرّ و أستأنس بكم وأنظر ماذا أوامر رسل ربي و ماذا اراجعه بهم . و ظل عمرو يقول و يردد بلسانه : اللهم إنك أمرتني فلم أأتمر وزجرتني فلم أنزجر ووضع يده على موضع الغل وقال اللهم لا قوي فانتصر ولا برىء فاعتذر ولا مستكبر بل مستغفر لا إله إلا أنت ..فلم يزل يرددها حتى مات . و اما عند الذهبي فقال : ((روى يونس عن ابن شهاب، عن حميد بن عبدالرحمن، عن عبد الله بن عمرو، أن أباه قال حين احتضر: اللهم إنك أمرت بأمور، ونهيت عن أمور، تركنا كثيرا مما أمرت، ورتعنا في كثير مما نهيت اللهم لا إله إلا أنت ثم أخذ بإبهامه، فلم يزل يهلل حتى فاض، رضي الله عنه)) . ابن عساكر " 13 / 268 / ب . و قال : ((روى إسرائيل عن عبد الله بن المختار، عن معاوية بن قرة، حدثني أبو حرب بن أبي الاسود، عن عبد الله بن عمرو، أن أباه أوصاه: إذا مت، فاغسلني غسلة بالماء، ثم جففني في ثوب، ثم اغسلني الثانية بماء قراح، ثم جففني، ثم اغسلني (الثالثة) بماء فيه كافور، ثم جففني وألبسني الثياب، وزر علي، فإني مخاصم ثم إذا أنت حملتني على السرير، فامش بي مشيا بين المشيتين، وكن خلف الجنازة، فإن مقدمها للملائكة، وخلفها لبني آدم، فإذا أنت وضعتني في القبر، فسن علي التراب سنا ثم قال: اللهم إنك أمرتنا فأضعنا، ونهيتنا فركبنا، فلا برئ فأعتذر، ولا عزيز فأنتصر، ولكن لا إله إلا أنت، وما زال يقولها حتى مات)) . إسناده قوي، وهو في " طبقات ابن سعد " 4 / 260، و " ابن عساكر " 13 / 269 / آ . و "سنوا علي التراب سنا" : السن بالسين المهملة: و معناها :صب ، ويروى شن بالشين المعجمة وهما بمعنى

سند الرواية :

هذه القصة او الخبر "الذي جاء عن ابن شماسة المهري" و التي تتحدث عن مرضه و وفاته هي بالأصل قصة او خبر واحد لكن الفاظها و نقصانها و زياداتها تختلف من رواية الى رواية ، و لذلك جمعتها و ركبتها من عدة روايات و أسانيد مختلفة ، و ايضاً بتعديلات على بعض الالفاظ الاصلية لتسهيل فهم المعنى

فقد أخرجها ابن الأثير بأسد الغابة

و رواها ابن عبد الحكم : عن أبو صالح عبدالله بن صالح وأسد بن موسى عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة . و عن عمرو بن سواد عن ابن وهب عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شماسة عن عبدالله بن عمرو عن عمرو بن العاص و هي التي فيها زيادة جملة : ((تركت أفضل من ذلك شهادة أن لا إله إلا الله)) . و عن أسد بن موسى عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن قيس بن سمي أن عمراً ..إلخ و هي التي فيها : ((إن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ماكان قبلها)) و فيها : ((فوالله إن كنت لأشد الناس حياء من رسول الله فما ملأت عيني منه ولا راجعته بما أريد حتى مات رسول الله حياء منه))

و ذكرها ابن عبد البر فقال بسنده : ((أخبرنا عبد الله بن محمد بن اسد قال حدثنا محمد بن مسرور العسال بالقيروان قال حدثنا أحمد بن معتب قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزى قال حدثنا ابن المبارك قال حدثنا ابن لهيعة قال حدثنا يزيد بن أبى حبيب أن عبد الرحمن بن شماسة قال لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة ..إلخ))

و ذكرها الذهبي ، فقال : ((قال أحمد حدثنا عفان، حدثنا الاسود بن شيبان، حدثنا أبو نوفل بن أبي عقرب قال : جزع عمرو بن العاص عند الموت ..إلخ)) . و إسناده صحيح، وهو في " المسند " 4 / 199، 200، وابن عساكر: 13 / 269 / آ

يتبع...
__________________








رد مع اقتباس