عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2023-12-16, 01:58 PM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,734
افتراضي لا تمنعن يد المعروف عن أحد ما دمت مقتدراً


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:ـــ

(( لا تمنعن يد المعروف عن أحد ما دمت مقتدراً))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
جميل أن تدخل السرور على قلوب الآخرين إذا احتاجوا لمساعده وتكفيك دعوة صادقة من شخص محتاج يسعدك الله بها .. وكما جاء في الحديث عن الحبيب المصطفى صلَّ الله عليه وسلم:
(وخير الناس أنفعهم للناس ) وأعلم أنَّك عندما تساعد إنسان على قضاء حاجته فإنهُ يشعر بالأخوة والمحبة فيما بينكم وقد قال صلَّ الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) سعادة لا تضاهيها سعادة قمة السعادة عندما نكون سبب في سعادة الآخرين وقمة الفرح أن تكون مصدر فرح للآخرين ... الأجر من الله والتوفيق في الدنيا ..قال صلَّ الله عليه وسلم: { (إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن، وأن يفرِّج عنه غمًا، أو يقضي عنه دينًا، أو يطعمه من جوع}.
سُئِلَ الإمام مالك رحمه الله: "أي الأعمال تحب ؟" فقال:
"إدخال السرور على المسلمين، وأنا نَذَرتُ نفسي أُفرِج كُرُبات المسلمين".
فقط أخلص النية ستأتيك المثوبةُ من عند الله تعالى...ويروى أن ابن عباس( رضي الله عنه) كان معتكفًا في المسجد النبوي، فجاءه رجل يستعين بهِ على حاجة لهُ فخرج معهُ فقالوا له كيف تخرج من المعتكف فقال:لأن أخرج في حاجة أخي خيراً لي من أن أعتكف في مسجد رسول الله صلَّ الله عليه وسلم شهراً كاملاً.
فأرجوا أن نحرص عليها وحتى إن لم يكن صاحب الحاجة مُقَدِراً لما تفعل فقط اخلص هذه المساعدة لله تعالى واظفر بالأجر العظيم عند الله عز وجل..كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يحلب للحي أغنامهم ، فلما استُخلف قالت جارية منهم :الآن لا يحلبها ، فقال أبو بكر :بلى وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد بعض الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل ، ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة ، فدخل إليها طلحة نهارا فإذا عجوزا عمياء مقعدة ، فسألها :ما يصنع هذا الرجل عندك؟ قالت :هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدني ، يأتيني بما يصلحني ويُخرج عني الأذى ، فقال طلحة : ثكلتك أمك يا طلحة عثرات عمر تتبع ؟!و اعلم أخي في الله أنك عندما تعمل المعروف و تساعدالمحتاج تشعر بسعادة غامرة عندما ترى السعادة غامرة على وجهه...

و عندما تساعد الغير وتقضي حوائجهم لأن هذا العمل يريحك ويسعدك ويبعد عنك الأمراض النفسية،ولكن لا تنصدم بردات فعل البعض المؤسفه عندما تتنتظر كلمة شكر من أحدهم ولا تجدها ..ولكن لابد أن نفعل الخير فقط لأننا نقتدي بنبينا ويجب علينا أن ننتظر أجور الآخرة من الله تعالى..قال مجاهد : صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان هو يخدمني أكثر.
فساعد الناس وأقضي حوائجهم لطلب الأجر من الله سبحانه وتعالى ..لا تسعى لكلمة شكرًا من الناس ومثل ما قال المثل (افعل خير وارميه في البحر ) فهنيئاً لمن أدخل السرور على قلب مؤمن طفلاً يتيماً كان أو شيخاً كبيراً أو امرأة أرمله أو أي فعل من أفعال الخير وتسهيل أمور الناس والتخفيف عن ألآمهم وعدم تعقيد أمورهم..قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم:
(من سرّ مؤمناً فقد سرّني ، ومن سرّني فقد سرّ الله)، فعلى العاقل أن يستعين على قضاء حاجة نفسه بالسعي في قضاء حاجات المسلمين، فإنك إذا سعيت في قضاء حاجات المسلمين سعى الله نفسه في قضاء حاجتك، فأيهما خير لك؟ وبهذا يحصل ترابط المجتمع و تكاتفه و الارتقاء به إلى أعلى المراتب، يسود فيه ألألفه والرحمة فالكبير يقوم بواجبه تجاه الصغير والقوي يقضي حاجة الضعيف والغني يعطف على الفقير .
وكما قال الشاعر:
وأفضل الناس ما بين الورى رجل . . . . . تقضى على يده للناس حاجاتُ
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم . . . . . .فطالما استعبد الإنسان إحسان
فإن أردت أن يسهل الله قضاء حوائجك فأعن الناس على قضاء حوائجهم ، فالجزاء من جنس العمل،علمتُ بلْ أي قنتُ أن مَن مدّ يدَهُ لِـيُساعد الناسَ ثمّ احتسبَ أجرهُ ..هيّأ الله له مَن يُعينَهُ وَيسدّ فُرجَتَهُ ،يقول أحد الإخوة:وقد وجدت والله أثر مساعدة الناس على حياتي من تيسير الله سبحانه لجميع أموري ولقد سمعت حديث بما معناه أن أسرع الناس مرورا على الصراط أناس تقضى حوائج الناس على أي دينهم ،وهو من باب المسارعة إلى فعل الخير والمسابقة فيه كما قال الله تعالى:
{ فاستبقوا الخيرات }.قال الداراني أني لأضع اللقمة في فم أخي فأجد طعمها في فمي..فيمكن أن تنجو من النار وتدخل الجنة بفرج كربة صغيرة لا يلقى لها بال
فاغتنم الفُرص قبل أن يغتنمها غيرك.
§§§§§§§§§§§§§

رد مع اقتباس