عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2010-05-25, 04:21 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,398
افتراضي

الظن فى القرآن الكرم


وقد ورد ذكر الظن فى القرآن فى أربعة وسبعين موضعاً ، منها اثنان وخمسون فعلاً واثنان وعشرون اسماً.
ونستطيع أن نقسم الظن الوارد فى القرآن إلى قسمين:
1- ظن مقبول.
2- ظن مردود.

فأما الظن المقبول فقد وصفه القرآن الكريم بأنه خيراً كما فى قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ (12) ) [ النور ]

أما الظن المردود فقد وصفه رب العالمين بأنه ظن السوء كما فى قوله تعالى : (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6) ) [ الفتح ]
وكما فى قوله تعالى من نفس السورة : (بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا (12) ) [ الفتح ]

فالمردود هنا – طبقاً لهاتين الآيتين – هو ظن السوء خاصةً وليس مطلق الظن!!
من هنا - وبشواهد القرآن - يتبين لنا أن ليس كل الظن مردوداً ، بل هناك ظن مقبول حيث أنه يعبر عن الدرجة الثانية من درجات العلم والإدراك ، وهناك ظن مردود ، وأن الذى يفرق بين قسمى الظن أمران :

1- غير محسوس وهو : النية أو الرغبة.
2- محسوس وهو : توفر المرجح.

فعندما يخبر رب العالمين بحال أهل النار عندما يعاينونها قائلاً : (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53) ) [ الكهف ] فاستخدم كلمة ( فظنوا ) رغم أنهم يبصرونها بأعينهم ، ويشمون رائحتها بأنوفهم ، ويسمعون زمجرتها بآذانهم ويعلمون أنه لا مصرف لهم عنها ، فرغم أن كل هذا مشاهد أمام أعينهم ويواجهونه بلا واسطة ولا حاجز ، فإن الله سبحانه عبر عن حالهم بالظن رغم أنه يقينى جداً ، ولكن جاء هذا اللفظ القرآنى لا ليشكك فى يقينهم بمواقعة النار ، ولكن ليعبر عن عدم رغبتهم فى دخولها.
فليس معنى الظن إذاً متعلقاً بمسألة العلم - فى هذه الحالة - رغم أن الحال يخبر بأن علمهم بالنار وبمواقعتهم لها علم كامل ويقينى لا يتطرق إليه الشك بحال!!


وعندما يقول رب العالمين : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ ) [ الحجرات : 12 ] فإنه يأمرنا أن نجتنب كثيراً من الظن ، أى ليس كل الظن ، ثم يقول : ( إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) [ الحجرات : 12 ] أى ليس كل الظن إثم بل بعضه!!
وما هو الظن السئ ؟ هو الذى توفرت فيه سوء النية ، أو خالطته رغبة مخالفة للشرع ـ أو لم تتوفر فيه وسائل الترجيح.
الأمر الذى نريد أن نخلص إليه من خلال عرضنا لتناول القرآن الكريم لقضية الظن ، هو أن وصف الأحاديث النبوية بالظن ليس بالأمر السّئ ، وليس بالأمر الطاعن فيها ، وليس بالسبب الذى يدفع إلى ردها ، ولكن وصف الأحاديث النبوية بالظن يعنى أن رواية الحديث تفتقد لأحد عناصر اليقين ، ولكن توفر فيها مرجح القبول. لذا وجب الأخذ بها ، لأن قبول الظن الحسن منهج قرآنى طالما توفرت فيه شروط القبول.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس