عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2012-03-25, 05:16 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,061
افتراضي سلسلة التحدي بالقرآن/محمد إبراهيم عبد الغني/لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ

بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة التحدي بالقرآن ـ ليس بكلام بشر
تدبر /محمد ابراهيم عبد الغنى قطب
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ }*


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعه باحسان إلى يوم القيامة
يقول الله تعالى فى الآية الكريمة المحكمة 11 من سورة الشورى :
بسم الله الرحمن الرحيم { فَاطِرُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ }

جاء فى ظلال القرآن للمرحوم سيد قطب :
{ ليس كمثله شيء }.. والفطرة تؤمن بهذا بداهة. فخالق الأشياء لا تماثله هذه الأشياء التي هي من خلقه.. ومن ثم فإنها ترجع كلها إلى حكمه عندما تختلف فيما بينها على أمر، ولا ترجع معه إلى أحد غيره؛ لأنه ليس هناك أحد مثله، حتى يكون هناك أكثر من مرجع واحد عند الاختلاف.

جاء فى الوسيط فى تفسير القرآن الكريم:للشيخ طنطاوي
(ثم نزه - سبحانه - ذاته عن الشبيه أو النظير.. فقال { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ }.
أى: مثله شئ - تعالى -: لا فى ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فالكاف مزيدة في خبر { لَيْسَ } و { شَيْءٌ } اسمها. أي: ليس شئ مثله.
أو أن الكاف أصلية. فيكون المعنى: ليس مثله - تعالى - أحد لا فى الذات ولا فى الصفات ولا فى الأفعال.
وذلك كقول العرب: مثلك لا يبخل، يعنون: أنت لا تبخل على سبيل الكناية، قصدا إلى المبالغة فى نفى البخل عن المخاطب بنفيه عن مثله، فيثبت انتفاؤه عنه بدليله.
والمقصود من الجملة الكريمة على كل تفسير: تنزيهه - تعالى - عن مشابهة خلقه فى الذات أو الصفات أو الأفعال.

قال صاحب الكشاف: قالوا: مثلك لا يبخل، فنفوا البخل عن مثله، وهم يريدون نفيه عن ذاته، قصدوا المبالغة فى ذلك فسلكوا به طريق الكناية، لأنهم إذا نفوه عمن يسد مسده، وعمن هو على أخص أوصافه، فقد نفوه عنه.
ونظيره قولك للعربى: العرب لا تخفر الذمم، كان أبلغ من قولك: أنت لا تخفر الذمم
والله الذي يجب أن يرجعوا إلى حكمه فيما يختلفون فيه من شىء هو خالقهم الذي سوى نفوسهم، وركبها: { جعل لكم من أنفسكم أزواجاً }.. فنظم لكم حياتكم من أساسها، وهو أعلم بما يصلح لها وما تصلح به وتستقيم. وهو الذي أجرى حياتكم وفق قاعدة الخلق التي اختارها للأحياء جميعا: { ومن الأنعام أزواجاً }.. فهنالك وحدة في التكوين تشهد بوحدانية الأسلوب والمشيئة وتقديرها المقصود.. إنه هو الذي جعلكم ـ أنتم والأنعام ـ تتكاثرون وفق هذا المنهج وهذا الأسلوب. ثم تفرد هو دون خلقه جميعا، فليس هنالك من شيء يماثله ـ سبحانه وتعالى ـ: { ليس كمثله شىء }.. والفطرة تؤمن بهذا بداهة. فخالق الأشياء لا تماثله هذه الأشياء التي هي من خلقه.. ومن ثم فإنها ترجع كلها إلى حكمه عندما تختلف فيما بينها على أمر، ولا ترجع معه إلى أحد غيره؛ لأنه ليس هناك أحد مثله، حتى يكون هناك أكثر من مرجع واحد عند الاختلاف.

جاء فى تفسير الطبرى رحمه الله :
(وقوله: { لَيْس كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } فيه وجهان: أحدهما أن يكون معناه: ليس هو كشيء، وأدخل المثل في الكلام توكيداً للكلام إذا اختلف اللفظ به وبالكاف، وهما بمعنى واحد، كما قيل:واستدلال على القرآن بأبيات من الشعر).

جاء فى الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي رحمه الله:
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } قيل: إن الكاف زائدة للتوكيد؛ أي ليس مثله شيء.ثم استدلال ببعض من الشعر.

جاء فى تفسير الجلالين ؛
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ } الكاف زائدة لأنه تعالى لا مثل له { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ } لما يقال { ٱلبَصِيرُ } لما يفعل..

جاء فى تفسير القرآن لابن كثير:
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ } أي: ليس كخالق الأزواج كلها شيء؛ لأنه الفرد الصمد الذي لا نظير له.

جاء في مفاتيح الغيب التفسير الكبير للإمام الرازي.
قال تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } وهذه الآية فيها مسائل:
المسألة الأولى: احتج علماء التوحيد قديماً وحديثاً بهذه الآية في نفي كونه تعالى جسماً مركباً من الأعضاء والأجزاء وحاصلاً في المكان والجهة، وقالوا لو كان جسماً لكان مثلاً لسائر الأجسام، فيلزم حصول الأمثال والأشباه له، وذلك باطل بصريح قوله تعالى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } ويمكن إيراد هذه الحجة على وجه آخر، فيقال إما أن يكون المراد { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } في ماهيات الذات، أو أن يكون المراد ليس كمثله في الصفات شيء، والثاني باطل، لأن العباد يوصفون بكونهم عالمين قادرين، كما أن الله تعالى يوصف بذلك، وكذلك يوصفون بكونهم معلومين مذكورين، مع أن الله تعالى يوصف بذلك، فثبت أن المراد بالمماثلة المساواة في حقيقة الذات، فيكون المعنى أن شيئاً من الذوات لا يساوي الله تعالى في الذاتية، فلو كان الله تعالى جسماً، لكان كونه جسماً ذاتاً لا صفة، فإذا كان سائر الأجسام مساوية له في الجسمية، أعني في كونها متحيزة طويلة عريضة عميقة، فحينئذ تكون سائر الأجسام مماثلة لذات الله تعالى في كونه ذاتاً، والنص ينفي ذلك فوجب أن لا يكون جسماً.

وجاء فى كتاب إعراب القرآن للنحاس :
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } أي لا يقدر أحد على هذا غيره والكاف/ 221/ ب في { كَمِثْلِهِ } زائدة للتوكيد لا موضع لها من الإِعراب لأنها حرف، ولكن موضع { كَمِثْلِهِ } موضع نصب. والتقدير: لَيسَ مِثلَهُ شيءٌ { وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ }
ومع أنه - سبحانه - { ليس كمثله شىء }.. فإن الصلة بينه وبين ما خلق ليست منقطعة لهذا الاختلاف الكامل. فهو يسمع ويبصر: { وهو السميع البصير }.. ثم يحكم حكم السميع البصير.

هذا ما جاء به المفسرين وقد اجمعوا على أن الآية تشير الى ذات الله وليس لها من مثل .
يقول الله فى الآية الكريمة 11 من سورة الشورى: { فَاطِرُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ }
أوردت من ما جاء به بعض المفسرين واجمعوا على ان ليس مثل الله شئ فى الكون كله ولان اشتبهت عليهم الجملة و لو فسروها حسب نص الآية فيكون ليس مثل مثل الله شئ ولكن هذا غير جائز وغير معقول فمنهم من قال أن الكاف زائدة ليخرجوا من المأزق فى تفسيرهم
هذا بعض ما جاء به المفسرين القدامى والمعاصرين ومنهم من قال ان الكاف زائده فى الجمله وهذا لا يجوز القول به فى القرآن فالقرآن انزل من لدن حكيم خبير كما جاء فى الآية الأولى من سورة هود : { الۤر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } فليس معقول ان يكون هناك حرف واحد زائد أو ناقص فى القرآن .
لو دققنا فى الآية الكريمة 11 من سورة الشورى { فَاطِرُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ }
نجد الله تعالى يذكر بعض من آياته فى الخلق ففي هذه السورة يذكر الله انه خالق السماوات والأرض وجعل من أنفسنا أزواجا وهى المرأة - فالرجل زوج والمرأة زوج وهما زوجان - ,وكلمة أزواجا هى جمع لكلمة زوج والزوج لابد له من زوج آخر يكمله ولا غنى لزوج عن زوجه الآخر فالرجل لا غنى له عن المرأة والعكس صحيح فالمرأة لا غنى لها عن الرجل .أما قول الله تبارك وتعالى ( وَمِنَ ٱلأَنْعَامِ أَزْواجاً ) .كلمة أنعام هي كل ما يتمتع به الإنسان وهى الخيرات التي جعلها الله له فى الأرض من الحيوان والنبات فالحيوان زوج للنبات والنبات زوج للحيوان لأنه لا غنى عن احدهما عن الآخر فالحيوان لا غنى له عن النبات وكذلك النبات لا غنى له عن النبات الذي يساعد على إنباته وهناك نباتات تعتمد فيها على الانتشار على الحيوانات فبعض النباتات التي لها بذور التي يأكلها الحيوان وينتقل الحيوان من مكان إلى آخر ثم ينزل البذور مع روث البهائم من مكان إلى مكان وتنبت البذور فى مكان آخر وكذلك بعض النباتات التي بذورها لها أشواك فتعلق هذه البذور فى صوف أو وبر الحيوانات وتنتقل إلى مكان آخر كذلك بعض النباتات التى تتغذى على افتراس الحشرات. وما دام لا غنى عن احدهما عن الآخر فيكونا أزواجا .وفى هذه الآية الكريمة يقول لنا الله أنه خلق كل الخلائق , السماء وما فيها والأرض ومافيها (الإنسان والحيوان والنبات) .
( يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ) الخطاب للإنسان فيقول الله تبارك وتعالى انه خلقنا من هذه الأنعام .كيف؟
الله خلق الانسان من طين وينموا ويكبر من عناصر الطين ولكن الإنسان لا يأكل التراب ولا يصنع طينا يأكله فجعل النبات والحيوان همزة الوصل بين الإنسان والطين ووزع عناصر ومواد تكوينه فى النبات والحيوان فالنبات يمد الإنسان بالفيتامينات التي لا غنى له عنها وكذلك الكربوهيدرات التي تولد الطاقة التي يحيى بها الإنسان والحيوان يمد الإنسان بالبروتينات التي تساعد على نمو جسده والدهون التي تمده أيضا بالطاقة وكذلك بعض العناصر كالحديد وغيره من العناصر التي يأخذها الحيوان من النبات .
إذن الله خلق الإنسان كله من النباتات والحيوانات أي أن الله ذرأ ووزع ما يتكون منه جسم الإنسان فى هذه الأنعام وكلمة ( ذرأ ) تعنى خلق كما جاء فى القاموس المحيط
إذن الإنسان فى حياته من البداية إلى النهاية يعتمد فى نشأته ومعيشته على النبات والحيوان الذي يتغذى على النبات أيضا ليكون ما يحتاجه جسم الإنسان فى النمو هذا معنى ( يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ) فى الآية .
والله تعالى أعلى واعلم .
أما قول الله جل وعلا فى الآية ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) اى ليس كمثل خلقه خلق والضمير هنا فى هذه الآية يعود على خلق الله تبارك وتعالى .
لم ولن يستطع إنسان أن يخلق سماء ولا ارض وذرأ فيها كل هذه الخلائق من نبات وحيوان ويجعلهم أزواجا اى لا غنى لأحد عن الآخر أما القول بان ليس كمثله شئ تعنى ان لا احد مثل الله فى ذاته فهذا حيود عن سياق الآية التي يتكلم فيها الله تبارك وتعالى عن بعض من خلقه والعلاقة بين الخلائق والله سميع بصير فلا يستطيع احد أن يدعى خلق مثل خلق الله تبارك وتعالى والله سميع لهم وبصير بهم .

تم بحمد الله والله أعلى واعلم
* بتصرف بسيط
يتبع
رد مع اقتباس