عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 2015-05-01, 06:30 PM
حجازيه حجازيه غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-04-03
المكان: مـكـة الـمـكـرمـة
المشاركات: 1,808
افتراضي

يجب أن يُعلم أن الفصل الأول الذي طرحه " السقاف " لإثبات إيمان " أبو طالب " متهالكـ و لا يمكن أن تكون صادر من شخص يتبع الدليل الحق و إن خالف هواهـ ..

فلذلكـ أقول و أشهد الله على ذلكـ أن الفصل الأول هو فصل البعثرة و السفسطة و العبث ..



الفصل الثاني ..


اقتباس:
فصل

ذكر الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب


روى البخاري (3884) ومسلم (24) عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ فَقَالَ :
(( أَيْ عَمِّ قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ )) فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُاللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ يَا أَبَا طَالِبٍ تَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ فَلَمْ يَزَالا يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ بِهِ : عَلَى مِلَّةِ عَبْدِالْمُطَّلِبِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( لاسْتَغْفِــرَنَّ لَكَ مَـا لَـمْ أُنْهَ عَنْهُ فَنَزَلَتْ { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } وَنَزَلَتْ { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } (14) .
أقول : هذا حديث شاذ مردود غير مقبول ولا يجوز التعويل عليه ! وبيان ذلك :
أولا : الحديث توفرت فيه شروط الصحة المقررة في علم الحديث ..

و هى : اتصال السند .. عدالة الرواة .. ضبط الرواة .. انتفاء الشذوذ .. انتفاء العلة ..

فلذلكـ لم يعقب " السقاف " على هذه المسألة بالشكل الذي يليق ..


اقتباس:
اعترف الحافظ ابن حجر في (( الفتح )) (7/195) أن في نزولها في أبي طالب نظر ، وهذا طعن صريح في حديث ابن المسيب عن أبيه في رواية قصة موت أبي طالب التي في الصحيحين .
وذكر في الفتح (8/508) أنها نزلت في عمه وقال : (( هذا فيه إشكال ، لأن وفاة أبي طالب كانت بمكة قبل الهجرة اتفاقاً ، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه و آله وسلم أتى
قبر أمه(15) لما اعتمر فاستأذن ربه أن يستغفر لها فنزلت هذه الآية ، والأصل عدم تكرر النزول )) .
أقول : وقوله هنا ( ثبت ) أنها نزلت لما أتى قبر أمه . باطل مردود لا سيما وهي من أهل الفترة(16) .
وجاء في مسند أحمد (1/99و130) كما أقر بذلك الحافظ في (( الفتح )) (8/508) عن سيدنا علي عليه السلام قال : سمعت رجلاً يستغفر لوالديه وهما مشركان فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل الله { ما كان للنبي ..} الآية . وهذا حديث صحيح الإسناد(17) .
وهذه الروايات توجب الاضطراب في سبب نزول الآية وعدم صحة الاستدلال بها على أنها نزلت في أبي طالب أو في والدة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
يقول السقاف : هذا طعن صريح في حديث " أبن المسيب عن أبيه و أن حديث أبن حجر يخرج " أبو طالب " من الآية ؟!

فكما هو معلوم أن الطعن يكون بالتكذيب أو التضعيف فأين ذكر ابن حجر ذلكـ ؟

إذا كان يقصد بقول " فيه نظر " فليطمئن فلا يوجد أي طعن فهو لم يطعن بإبن المسيب و لا بالحديث و لم يخرج " أبو طالب " من الآية ..

فإذا أردنا فهم حديث أبن حجر كاملا فعلينا العودة الى المصدر لنفهم عن ماذا يتحدث ..

قوله "فأنزل الله ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين" أي ما ينبغي لهم ذلك وهو خبر بمعنى النهي هكذا وقع في هذه الرواية وروى الطبري من طريق شبل عن عمرو بن دينار قال قال النبي صلى الله عليه وسلم "استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك فلا أزال أستغفر لأبي طالب حتى ينهاني عنه ربي فقال أصحابه لنستغفرن لآبائنا كما استغفر نبينا لعمه فنزلت" .
وهذا فيه إشكال لأن وفاة أبي طالب كانت بمكة قبل الهجرة اتفاقا وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى قبر أمه لما اعتمر فاستأذن ربه أن يستغفر لها فنزلت هذه الآية والأصل عدم تكرر النزول؛ وقد أخرج الحاكم وبن أبي حاتم من طريق أيوب بن هانئ عن مسروق عن بن مسعود قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى المقابر فاتبعناه فجاء حتى جلس إلى قبر منها فناجاه طويلا ثم بكى فبكينا لبكائه فقال "إن القبر الذي جلست عنده قبر أمي واستأذنت ربي في الدعاء لها فلم يأذن لي فأنزل علي ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين" وأخرج أحمد من حديث بن بريدة عن أبيه نحوه وفيه نزل بنا ونحن معه قريب من ألف راكب ولم يذكر نزول الآية وفي رواية الطبري من هذا الوجه لما قدم مكة أتى رسم قبر ومن طريق فضيل بن مرزوق عن عطية لما قدم مكة وقف على قبر أمه حتى سخنت عليه الشمس رجاء أن يؤذن له فيستغفر لها فنزلت وللطبراني من طريق عبد الله بن كيسان عن عكرمة عن بن عباس نحو حديث بن مسعود وفيه لما هبط من ثنية عسفان وفيه نزول الآية في ذلك فهذه طرق يعضد بعضها بعضا وفيها دلالة على تأخير نزول الآية عن وفاة أبي طالب ويؤيده أيضا أنه صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد بعد أن شج وجهه رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون لكن يحتمل في هذا أن يكون الاستغفار خاصا بالأحياء وليس البحث فيه ويحتمل أن يكون نزول الآية تأخر وإن كان سببها تقدم ويكون لنزولها سببان متقدم وهو أمر أبي طالب ومتأخر وهو أمر آمنة ويؤيد تأخير النزول ما تقدم في تفسير براءة من استغفاره صلى الله عليه وسلم للمنافقين حتى نزل النهي عن ذلك فإن ذلك يقتضي تأخير النزول وإن تقدم السبب ويشير إلى ذلك أيضا قوله في حديث الباب وأنزل الله في أبي طالب إنك لا تهدي من أحببت لأنه يشعر بأن الآية الأولى نزلت في أبي طالب وفي غيره والثانية نزلت فيه وحده ويؤيد تعدد السبب ما أخرج أحمد من طريق أبي إسحاق عن أبي الخليل عن علي قال "سمعت رجلا يستغفر لوالديه وهما مشركان فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ما كان للنبي الآية" وروى الطبري من طريق بن أبي نجيح عن مجاهد قال وقال المؤمنون ألا نستغفر لأبائنا كما استغفر إبراهيم لأبيه فنزلت ومن طريق قتادة قال ذكرنا له أن رجالا فذكر نحوه... (انظر فتح الباري 8/508)



http://library.islamweb.net/newlibra..._no=52&ID=8637

فأبن حجر لم يطعن في حديث " أبن المسيب عن أبيه " مطلقا ..

بل كان في معرض التوضيح و ليس الطعن و التضعيف ..

فذكر أن نزول الآية تأخر و إن كان سببها تقدم " و المقصود بسببها هو أبو طالب" و أيد هذه النقطة بأدلة أخرى ..



اقتباس:
وانظر كيف ينزلون الآيات وينقلون الأحاديث في الطعن في أمه صلى الله عليه وآله وسلم وأبيه وعمه وهناك أحاديث ذكرناها في موضوع ( عذاب القبر )(18) يُذكر فيها أن القبر ضم بنتيه صلى الله عليه وآله وسلم وابنه القاسم عليهم سلام الله تعالى وهذا يدلك إلى أن أيدي النواصب الأثيمة التي كانت صاحبة النفوذ والدولة في العهد الأموي والعباسي أدخلت وصنعت تلك الروايات وبثتها ليعتقدها الناس ، ونحن والحمد لله تعالى لسنا ممن ينطلي عليهم ذلك .
وبهذا بطل الحديث وبالتالي بطل كون هاتين الآيتين نزلتا في أبي طالب .
تم التعقيب على مسألة والديّ الرسول ..

لا يوجد في المسألة طعن ، فكفر والد إبراهيم عليه السلام ثابت في القرآن الكريم فهل طعن الله في نبيه عليه السلام ؟

أم أنقص ذلكـ من قدر الخليل إبراهيم عليه السلام عندنا كون أبيه كافر ؟؟ ..

و هذه الأطروحة خارجة عن الموضوع و لكنه أراد تشيج العواطف و إعطاها صبغة النصب ليخفي عجزهـ ..

و لو كان صاحب حق لما كان بحاجة لهذه القفزة و الإقحام ..


اقتباس:
وأما قوله تعالى { إنك لا تهدي من أحببت .. } الآية ، فيمكن الجواب عنها من أوجه منها :
1- أن سياق الآية هو : { وإذا سمعـوا اللغو أعرضـوا عنه وقالوا لنا أعمالنـا ولكم أعمالكـم سلام عليكم لا نبتغي الجاهليـن ، إنك لا تهـدي من أحببت ولكــن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتديــن ، وقالـوا إن نتبع الهـدى معـك نتخطـف مـن أرضنـا أولم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون } القصص : 55-57 .
وهذا خطاب لجماعة وليس لأبي طالب مثل قوله تعالى { ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء } ! وأبو طالب لم يخف أن يتخطف من أرضه بدليل مناصرته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فلو خاف من ذلك لما دافع عنه وحصر في الشعب معه إلى آخر ما هو معلوم !
2- كيف يصح عود الضمير على أبي طالب في قوله تعالى { من أحببتَ } (19) وهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يحب الكفار ! فقد قال تعـالى ﴿ إنه لا يحب الكافرين ﴾ الروم : 45 ، وقال تعالى : ﴿ لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم ... ﴾ الآية ، المجادلة : 22 .
جزئية مليئة بكركبة فضيعة ..

يقول أن آية وإذا سمعـوا اللغو أعرضـوا عنه وقالوا لنا أعمالنـا ولكم أعمالكـم سلام عليكم لا نبتغي الجاهليـن ، إنك لا تهـدي من أحببت ولكــن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتديــن ، وقالـوا إن نتبع الهـدى معـك نتخطـف مـن أرضنـا أولم نمكن لهم حرماً آمناً يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقاً من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون

خطاب جماعي و ليس " لأبي طالب " !!!!!! ..

طبعا ليس خطابا " لأبي طالب " لأن الله لم يخاطب قط " أبو طالب " ..

و لكننا نأخذ مقام الشاهد فالآية هى إنك لا تهـدي من أحببت ولكــن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتديــن

فالله لن يخاطب أيا كان بهذا الخطاب إلا من كان مكلفا بالتبليغ ألا و هو النبي ..

في أن مسألة هداية التوفيق ليست بيد الرسول بل بيد المولى سبحانه و تعالى ..

و هذا التوضيح له و سبب الخطاب ذُكر في الكتب ..

فقد ذكر القرطبي في تفسيره التالي ..

قوله تعالى : إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين .

قوله تعالى : إنك لا تهدي من أحببت قال الزجاج : أجمع المسلمون على أنها نزلت في أبي طالب .

قلت : والصواب أن يقال أجمع جل المفسرين على أنها نزلت في شأن أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو نص حديث البخاري ومسلم .



اقتباس:
( تنبيه ) : لاحظوا كيف آل الأمر في أن تَجْعَل العوامل الأموية الناصبية عم النبي ووالديه عليهم سلام الله تعالى في النار(20) وكيف يدافعون عن أبي سفيان ومعاوية الذي بقي عدواً لآل البيت معلناً ذلك مقترفاً للمعاصي حتى مات .
بل وصل الحال بهم وبأذنابهم المعاصرين أن يدافعوا عن مروان بن الحكم ووالده طريد رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد جـاء فيهما قول النبي صلى الله عليــه وآله
وسلم (( إنه الوزغ ابن الوزغ ))(21) ، وكذا يدافعون عن يزيد والحجاج وأمثال هؤلاء الظالمين ويصنفوا فيهم التصانيف للذب عنهم !
أعاذنا الله تعالى من هذا الظلم المبين !
محاولة جديدة " للسقاف " لإستمالة الناس عاطفيا ..

و لن يقع فيها و ينخدع إلا أصحاب الهوى أمثاله ..

و لكن لا يمنع أن أقول أنها حزئية ساقطة و خالية من المصداقية و الوقائع ..


اقتباس:
بقي هنا أن نقول : بأن أبا هريرة روى أن آية { إنك لا تهــدي من أحببت } نزلت في أبي طالب عند مسلم (رقم25) !
ونجيب : بأن في سنـد هذه الــرواية يزيد بن كيســان وهـو ضعيـف كما سيـأتي في التعليـق على بعض أحــاديث هذا الكتـاب وراويه أبو هـريرة لم يحضـر القصـة لأنه أسلـم سنة سبـتع من الهجرة كما يقولـون ! فهـو عـلى أقل التقـديرات رواهـا عـن حديث ابن المسيب وقد أبطلناه ! والتحقيق أن كل ذلك من تلاعب الأيدي الناصبية الأثيمة !
فحديث أبي هريرة هنا إن صح عنه ولم يكن موضوعاً فهو من مرسلات الصحابة وكان ينبغي أن يخبرنا عمن رواه ! لا سيما وأنه أرسل أحاديث ثم حوقق فيها فتبين بعد ذلك أنها لا تصح(22) !
يقول : " بقي هنا أن نقول " .. بالله عليكم ماذا أثبت و قدم حتى يزعم أن هناكـ بقية !!

أولا : الصحابي الجليل " أبو هريرة " قد جاوز القنطرة ..

فلذلكـ لا يلتفت لطعن " السقاف " فاسد العقيدة أصلا ..

يقول الحديث من مراسيل الصحابي " أبو هريرة " فلذلكـ لا يصح ..

ألا يعلم هذا المدعي أن مراسيل الصحابي يؤخذ بها و يعتمد عليها ..

ذكر الإمام النَّوَويّ - رحمه الله -
أن مَذهَب الشافعيّ في مُرسَل الصحابيّ وهو ما رَواه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يُدرِكه أو لم يَحضُره أنه حُجّة .

قال السرخسي رحمه الله في "أصوله" (1/ 359): ..

" وَلَا خلاف بَين الْعلمَاء فِي مَرَاسِيل الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم أَنَّهَا حجَّة ؛ لأَنهم صحبوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمَا يَرْوُونَهُ عَن رَسُول الله عَلَيْهِ السَّلَام مُطلقًا يحمل على أَنهم سَمِعُوهُ مِنْهُ أَو من أمثالهم ، وهم كَانُوا أهل الصدْق وَالْعَدَالَة " انتهى .


وقال ابن القيم رحمه الله :

" اِتَّفَقَتْ الْأُمَّة عَلَى قَبُول رِوَايَة اِبْن عَبَّاس وَنُظَرَائِهِ مِنْ الصَّحَابَة , مَعَ أَنَّ عَامَّتهَا مُرْسَلَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَمْ يُنَازِع فِي ذَلِكَ اِثْنَانِ مِنْ السَّلَف وَأَهْل الْحَدِيث وَالْفُقَهَاء " .



أما بخصوص : يزيد بن كيسان اليشكري هو صدوق حسن الحديث ..

و ليس ضعيفا كما ذكر " السقاف " ..

وثقه كل من ابن حنبل و النسائي و الدارقطني و الذهبي و ابن معين و يعقوب الفسوي ..




اقتباس:
[ فائدة ] : بيان أن هناك أحاديث في الصحيحين وغيرهما زعموا فيها أن هناك آيات نزلت في فلان أو في حوادث معينة وليس الأمر كذلك :
1- جاء في البخاري (3812) أن آية { وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم } نزلت في عبدالله بن سلام الإسرائيلي !!
ونقل الحافظ في الشرح (7/130) أنه مشكل ونقل إنكار ذلك عن بعض السلف فقال : (( وقد استنكر الشعبي فيما رواه عبد بن حميد عن النضر بن شميل عن ابن عون عنه نزولها في عبدالله بن سلام لأنه إنما أسلم بالمدينة والسورة مكية )) ، ثم نقل تمحلاً مردوداً في تأويل ذلك !
وقال ابن كثير في تفسيره (4/168) : (( فإن هذه الآية مكية نزلت قبل إسلام عبدالله بن سلام )) . والحديث في فضائل ابن سلام(23) باطل عندنا لا يصح !
2- ذكر الحافظ ابن حجر في (( فتح الباري )) (10/230) في شرح الحديث الذي فيه ذكر سحر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن ذلك كان سبب نزول المعوذتين ! وهذا غير صحيح لأن المعوذتين مكيتان وقضية السحر مدنية(24) !
أطروحة خارجة عن الموضوع و المضمون تماما لا يُفهم منها غير أنها محاولة لإخفاء العجز ..




اقتباس:
بقية الأحاديث التي ذكروا فيها أن أبا طالب مات على كفره :
أورد البخاري في صحيحه(25) ثلاثة أحاديث يستدل بها كفر أبي طالب وكونه في النار !! منها حديث الزهري عن ابن المسيب عن أبيه الذي فيه نزول آيتين في إثبـــات
كفر أبي طالب وقد قدمنا الكلام على ذلك وإبطاله ورده ، وبقي الحديثان الآخران وهما :
1- حديث عبدالله بن الحارث قال : حدثنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : ما أغنيت عن عمك ؟ فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟
قال : (( هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل
من النار )) .
قلت : هذا غير صحيح البتة عندنا ! فلا يليق بالعباس رضي الله عنه أن يقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ( ما أغنيت عن عمك ؟! ) !
ردا غير علميا أبدا ..

فالعباس رضي الله عنه مستفسرا عن حال أخيه و ماذا قدم الرسول له خاصة ما لقية النبي من معاملة حسنة من " أبي طالب " ..


اقتباس:
وأمـا من الناحيـة الحديثيـة : فقــــد روى هـــــــذا الحـديث ابـن سعــد فـي (( الطبقات )) (1/125) ولفظــه عن العبــــاس رضي الله عنهــما أنه ســـأل رســول الله صـلى الله عليـه وآله وسلـم : ما ترجــو لأبي طالــب ؟ قـال : (( كل الخير أرجو من ربي )) .
وهذا اللفظ يعكر على لفظ الصحيحين ويحكم عليها بالاضطراب على حسب القواعد التي يسلكونها ويعولون عليها .
والراوي لها عن العباس هو عبد الله بن الحارث بن نوفل : وهو أموي المشرب أمه هند بنت أبي سفيان أخت معاوية ، اصطلح عليه أهل البصرة حين مات يزيد بن معاوية ، فأقره عبدالله ابن الزبير ، والعباس رضي الله عنه عم جَدِّه !
وقد روى عبدالله بن الحارث هذا روايات منكرة ومشكلة وعليها عندنا علامات استفهام ! وخاصة ما يتعلَّق منها بالصفــات(26) ! وكان يروي عن كعب الأحبار ترجمته في (( تهذيب الكمال )) (14/396) .
لا يوجد أي تعكيرا لأحاديث الصحيحين ..

فقد ورد في كتاب سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة " للعلامة الألباني - رحمه الله - التالي ..

4102 - (كل الخير أرجو من ربي - يعني لأبي طالب -) .

ضعيف
أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/ 124) : أخبرنا عفان بن مسلم: أخبرنا حماد بن مسلمة، عن ثابت، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث قال:
قال العباس: يا رسول الله! أترجو لأبي طالب؟ قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لإرساله؛ فإن إسحاق هذا تابعي روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلاً، وعن أبيه وابن عباس وأبي هريرة وغيرهم. قال الحافظ:
"وذكره ابن حبان في "ثقات أتباع التابعين"، ومقتضاه عنده أن روايته عن الصحابة مرسلة".
قلت: فعلى هذا؛ فالحديث معضل. والله أعلم. "



اقتباس:
2- روى البخاري (3885) ومسلم (210) عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر عنده عمه فقال : (( لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه )) .
قلت : هذا الحديث يجاب عنه من وجوه :
( الأول ) : أنه مخالف القرآن صراحة !
فقد أخبر الله تعالى عن الكفار بأنهم { لا يخفف عنهم من عذابها }(27)، وبأنهم { لا يُفَتَّرُ عنهم (28)، وبأنهم ما هـــم منها بمخـــرجين(29) ، وبأنهــم لا { تنفعهم شفاعة الشافعين }(30) ، إلى غير ذلك .
والقائلون بعدم إيمان أبي طالب وكفره يقولون بموجب هذا الحديث أنه يخفف عنه من العذاب بشفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم !!
ونقول لهم : بأن من شروط الشفاعة أن لا تكون إلا لمن ارتضــاه الله تعالى ! لقوله جلَّ وعزَّ : { لا يشفعون إلا لمن ارتضى } الأنبياء : 28 .
والمقرر عند أهل الأصول أن خبر الآحاد متى عارض نص القرآن القطعي سقط الاستدلال به(31) .
لا يوجد مخالفة ..

بل يسمى إستثناء في الشفاعة لـ " أبو طالب " و هى حالة مخصصة لما جاء في القرآن الكريم فيؤخذ بها و لا يعتبر في الأمر تناقض ..

و الخبر في شفاعة النبي ثابته عن عدول و ثقاة مما يثبت و بشكل قطعي أن المسألة إستثناء و ليس مخالفة للقرآن ..




اقتباس:
( ثانياً ) : هذا الحديث أورده ابن عدي في كتابه (( الكامل في ضعفاء
الرجال )) (4/236) في ترجمة عبدالله بن خباب والظاهر أنه من منكراته ، وذكر ابن عدي في ترجمته أيضاً : (( قال السعدي : عبدالله بن الخباب الذي يروي عنه ابن الهاد سألت عنه فلم أرهم يقفون على جده ومعرفته )) .


رقم الحديث: 3621
(حديث مرفوع) حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا الليث ، حدثنا ابن الهاد ، عن عبد الله بن خباب ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه , أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عنده عمه ، فقال : " لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة , فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه " . حدثنا إبراهيم بن حمزة ، حدثنا ابن أبي حازم , والدراوردي ، عن يزيد بهذا ، وقال : " تغلي منه أم دماغه "
.

عبدالله بن خباب " ثقة ..

وثقه كل من " الرازي و العسقلاني و الذهبي نقل في ذلكـ توثيق الرازي .. و الجرجاني .. و النسائي .. و ابن حبان .. "


اقتباس:
( ثالثاً ) : كيف ورد في حـديث العبـاس الذي في مسلـم (209) أنه صـلى الله عليـه وآله وسلـم قال : (( وجدتـه في غمـرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح )) وهنا يقول : (( لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار )) وهذا تناقض واضح !
لا يوجد أي تناقض ..

( وجدتـه في غمـرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح )

( لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيُجعل في ضحضاح من النار )



شرح الضحضاح من صحيح مسلم ..

الكتب » صحيح مسلم » كتاب الإيمان » باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه


مسألة:

باب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأبي طالب والتخفيف عنه بسببه

209 وحدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن أبي بكر المقدمي ومحمد بن عبد الملك الأموي قالوا حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن العباس بن عبد المطلب أنه قال يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال نعم هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار




الحاشية رقم: 1
قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح ) أما الضحضاح فهو بضادين معجمتين مفتوحتين ، والضحضاح : ما رق من الماء على وجه الأرض إلى نحو الكعبين ، واستعير في النار . وأما الغمرات فبفتح الغين والميم واحدتها غمرة بإسكان الميم وهي المعظم من الشيء .

[ ص: 444 ] وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار ) قال أهل اللغة : في الدرك لغتان فصيحتان مشهورتان : فتح الراء وإسكانها ، وقرئ بهما في القراءات السبع ، قال الفراء : هما لغتان جمعهما أدراك ، وقال الزجاج : اللغتان حكاهما أهل اللغة ، إلا أن الاختيار فتح الراء لأنه أكثر في الاستعمال ، وقال أبو حاتم : جمع ( الدرك ) بالفتح أدراك كجمل وأجمال وفرس وأفراس ، وجمع ( الدرك ) بالإسكان أدرك كفلس وأفلس . وأما معناه : فقال جميع أهل اللغة والمعاني والغريب وجماهير المفسرين : الدرك الأسفل قعر جهنم . وأقصى أسفلها ، قالوا : ولجهنم أدراك ، فكل طبقة من أطباقها تسمى دركا . والله أعلم .



اقتباس:
( ملاحظة ) : من الغريب العجيب فيما رووه عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه صلى على ابن أبي سلول المنافق ( والمنافقون في الدرك الأسفل من النار ) واستغفر له وكفنه بقميصه كما هو مروي في الصحيحين وغيرهما ، فإذا كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد نهاه الله تعالى قبل ذلك بسنين عن أن يستغفر للكفار ـ الذين منهم أبو طالب ـ فكيف يستغفر بعد ذلك لابن أبي سلول ويخالف ما أمره الله تعالى به ؟!
وهذا مما يؤكد لنا بطلان ما رووه في أبي طالب والله تعالى أعلم .
باب ما يكره من الصلاة على المنافقين والاستغفار للمشركين رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم

1300 حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عبيد [ ص: 460 ] الله بن عبد الله عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أنه قال لما مات عبد الله بن أبي ابن سلول دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت إليه فقلت يا رسول الله أتصلي على ابن أبي وقد قال يوم كذا وكذا كذا وكذا أعدد عليه قوله فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أخر عني يا عمر فلما أكثرت عليه قال إني خيرت فاخترت لو أعلم أني إن زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة ولا تصل على أحد منهم مات أبدا إلى قوله وهم فاسقون قال فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ والله ورسوله أعلم .


فكما هو معلوم - و كما نوهت سابقاً - فالمنافق يعامل معاملة المسلم ما لم يُثبت نفاقه ..

و على الرغم من إثبات نفاق " ابن سلول "إلا أن لم تكن بعد نزلت آية صريحة تنهى الرسول الصلاة على المنافقين الذين ثبت نفاقهم ..

و حينما نزلت توقف عليه أفضل الصلاة و السلام كما هو مذكور ..

أما " أبو طالب " فهو لم ينطق بها مطلقا " و لم يعامله النبي يوما كما يعامل المسلمين ..

إن هذهـ المسائل دقيقة و لا تحتمل أي تهريج ..

و للفائدة ..

http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=51030

..

آخر تعديل بواسطة الهذلي ، 2015-05-04 الساعة 01:12 PM