البيت هو كما قيل (بلفظ إستوى) إلا أنه لا يلزمنا وذلك من وجهين :
الأول أن من الخطأ تفسير إستوى بمعنى إستولى لكون الفعل إستوى هو إفتعال من سوى والفعل إستولى هو إستفعال من ولى فلا يمكن حمل أحدهما على الآخر في المعنى . . وما يؤيد ذلك أنه قد سئل الخليل هل وجدت في اللغة إستوى بمعنى إستولى قال هذا ما لا تعرفه العرب ولا هو جائز في لغتها . وأيضاً كما ذكر علماؤنا وتفضل به الأخ أبو جهاد أن الإستيلاء يحمل الغلبة بعد صراع ويشير إلى وجود نظير منافس وهو ممنوع على الله
الثاني : أن الإعتبار ليس في ما كل ما عرف عن العرب وقالوه ، بل في ما ثبت أنه قالوه على الفصيح ، والقرآن لم يلتزم إلا الفصيح من لغة العرب ولم يعتبر الشاذ منها ولا كل ما إستعمله العرب ، ولو كان يجري عندهم في الفصيح تفسير إستوى بمعنى إستولى لنقل ذلك عنهم ، ولكنه لم يعرف ذلك عنهم إلا في ما ورد في هذا البيت المقطوع سنده والمنسوب إلى الأخطل ، فنقول أنه حتى لو ثبت هذا البيت فإنه يعد شاذاً وليس بفصيح .
|