عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2023-09-03, 12:04 PM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,734
افتراضي إتباع الطريق المستقيم هو صلاح الأُمة


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
(( إتباع الطريق المستقيم هو صلاح الأُمة))

كما نعلم أن دين الإسلام دينٌ متين و دين كامل لا إضافةٌ عليه و لا تحريف فيهِِ ولا تهاون فيهِ، و هذا لا يُرضى الكثير من البشرو هذا من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى إلإنحراف عنهُ و تأليف الشعب و إنحرافاتها المتعددة كالوهابين و الشيعة و الخوارج و الإباضيين وووووو. و لحبهم لرأسة هذه المجموعات الضآآآلة و إبراز شخصياتهم الهالكة بإذن الله.
ثمَّ يقولون عن أنفسهم بأنهم مسلمون و إلإسلم بريئٌ منهم.

لقد اتخذت هذه الفرق أشكال وشعارات وأسماء تدَّعي على أنها مسلمة، وأن هذا فيهِ الخير كله بزعمهم، وقد حذرنا الله من هذه الشكليات والمظاهر وضرب لنا أمثلة على مثل هذه الشكليات المرفوضة، قال تعالى: ﴿ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ﴾ [البقرة: ١٧٧].


حتى الذين فَرَّغوا الإسلام من جوهره ومضمونه وجعلوه شعائر تؤدى شكليًّا، ولا يتولد عنها تغيير في القلب والنفس والوجدان والسلوك، وليس لها معنى في حياتنا الاجتماعية وفي حياة الأمة، وإقصروا العبادة على الصلاة والصوم والزكاة والحج في شكلها الظاهري، وجعلوا هذا منفصلًا عن حياة الناس، فتلك الشعائر الظاهرة في ذاتها مجردة عما يصاحبها في القلب من المشاعر وفي الحياة من السلوك، لا تحقق البر، ولا تنشئ الخير ولا تُوأدي إلاّ إلى هلاك الأمة و المجتمع.

ولكن الذي يُريدهُ الله أن تكون حياة الإنسان كلها عبادة وتسليم لله وعلى منهجه السليم المتين.

وفي آية واحدة يضع لنا ربنا قواعد التصور الإيماني الصحيح، وقواعد السلوك الإيماني الصحيح، ويحدد صفة الصادقين المتقين في ذلك، بقوله جل جلاله: ﴿ لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰهَدُواْۖ وَٱلصَّـٰبِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: ١٧٧].

ذلك الطريق المستقيم هو صلاح الأُمة. إنه منظومة صفات تتكامل عناصرها وتتداخل إذا إختل عنصر واحدٍ منها إختلت المنظومة كلها، وإذا قوي عنصر ساعد في قوة باقي العناصرللنهوض و الرجوع إلى العزّة.

إن الإيمان بالله هو نقطة التحول في حياة البشرية من العبودية لشتى القوى، وشتى الأشياء، وشتى الاعتبارات إلى عبودية الله الواحد الأحد، تتحرر بها النفس من كل عبودية، وهي نقطة التحول كذلك من الفوضى إلى النظام، ومن التيه إلى القصد، ومن التفكك إلى وحدة الاتجاه.

فهذه البشرية دون إيمان بالله الواحد، لا تعرف لها قصدًا مستقيمًا ولا غاية مطردة، ولا تعرف لها نقطة ارتكاز تتجمع حولها في جد وفي مساواة، كما يتجمع الوجود كله، واضح النسب والارتباطات والأهداف والعلاقات.

والإيمان باليوم الآخر هو الإيمان بالعدالة الإلهية المطلقة في الجزاء؛ وبأن حياة الإنسان على هذه الأرض ليست سدى ولا فوضى بغير ميزان.

إن قيمة إيتاء المال على حبه والاعتزاز به لِذوي القربي واليتامى والمساكين وإبن السبيل والسائلين وفي الرقاب، هي الانعتاق منالشح والضعف و تحرير الروح من حب المال الذي يقبض الأيدي عن الإنفاق، ويقبض الأرواح عن الانطلاق، فيتحرر من عبودية المال، هذه العبودية التي تذل النفوس. وهي قيمة إنسانية كبرى في حساب الإسلام، الذي يحاول دائمًا تحرير الإنسان من وساوس نفسه.

وأن أحرارَ النفوس من الشهوات هم أحرار الرؤوس في المجتمعات!
ثم إنها بعد ذلك كله قيمة إنسانية في محيط الأمة.

وإقامة الصلاة قيمتها في مجال الطريق المستقيم الذي هو جماع الخير إنها توجه الإنسان بكليته إلى ربه جسمًا وعقلًا وروحًا، ظاهرًا وباطنًا، . إنها ليست مجرد حركات رياضية بالجسم، وليست مجرد توجه صوفي بالروح.

وإقامة الصلاة على هذا النحو تذكر بفكرة الإسلام كلها عن الحياة، وتحقق فكرة الإسلام كلها عن الحياة.. في كل ركعة وفي كل صلاة.

وإيتاء الزكاة؛ إنه الوفاء بضريبة الإسلام الاجتماعية التي جعلها الله حقًّا في أموال الأغنياء للفقراء، بحكم أنه هو صاحب المال، وهو الذي ملَّكه للفرد بعقد منه، والإنفاق في تلك الوجوه ليس بديلا من الزكاة، وليست الزكاة بديلة منه.

والوفاء بالعهد صِفةٌ يحرص عليها الإسلام، ويكررها القرآن كثيرًا؛ ويعدها آية الإيمان، وآية الإحسان، وهي ضرورية لإيجاد جوّ من الثقة والطمأنينة في علاقات الأفراد وعلاقات الجماعات وعلاقات الأمم والدول مع بعضها البعض.

والصبر في البأساء والضراء وحين البأس؛ إنها تربية للنفوس وإعداد، كي لا تطير شعاعًا مع كل نازلة، ولا تذهب حسرة مع كل مصيبة، ولا تنهار جزعًا أمام الشدائد، ولابد لأمة تناط بها القوامة على البشرية، والعدل في الأرض والصلاح، أن تهيأ لمشاق الطريق ووعثائه بالصبر في البأساء والضراء وحين الشدة.

وهكذا تجمع آية واحدة بين أصول الاعتقاد، وتكاليف النفس والمال، وتجعلها كلًا لا يتجزأ، ووحدة لا تنفصم، وتضع على هذا كله عنوانًا واحدًا هو إصلاح النفس و عدم الإنحراف أو هو جماع الخير أو هو الإيمان، كما ورد في العقيدة الإسلامية.

والحق أنها خلاصة كاملة للتصور الإسلامي ولمبادئ المنهج الإسلامي المتكامل لا يستقيم بدونها إسلام.

إنَّ الذين صدقوا ربهم في إسلامهم.. وصدقوا في إيمانهم واعتقادهم، وصدقوا في ترجمة هذا الإيمان والاعتقاد إلى مدلولاته الواقعة في الحياة و تطبيقها، وأولئك هم المتقون الذين يخشون ربهم ويتصلون بهِ، ويؤدون واجبهمكما أمرهم الله.

وإذا نظرنا خلال هذه الآية إلى تلك الآفاق العالية التي يريد الله أن يرفع الناس إليها، بمنهجه الرفيع القويم، ثم ننظر إلى الناس وهم ينأون عن هذا المنهج ويتجنبونه، ويحاربونه، ويرصدون له العداوة، ولكل من يدعوهم إليه، وإلى تلك الفرق التي تشوه صورة الإسلام و إسمهُ
لتحقيق أهداف حياتيةمُعيّنة و محدوده لدى بعض الأشخاص على حساب الأمة الإسلامية.


ولكننا نأمل أن يفيء هؤلاء إلى الحق، وأملنا في الله وثيق و متين، وعلى يقين في قوة منهج الله الذي يُريد و ينشر الخير لكل البشرية، ويخرجها مما هي فيه من الظلمة والضياع، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان.
§§§§§§§§§§§§§§
رد مع اقتباس