عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2012-05-10, 02:30 AM
محمود5 محمود5 غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-10-17
المكان: مصر
المشاركات: 1,238
افتراضي

جزاكم الله خيرا اخوانى فى الله
***********
نواصل
أفضلية والعلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رأى ذو الخويصرة أن القسمة لم يعدل فيها رسول الله أو لم يتق الله تعالى في القسمة وكلاهما مرفوضان وهو يعارض قوله تعالى " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته " وقوله تعالى "" وما كان النبي أن يغل ومن يغلل ....."" الآية.
*اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لم يعدل اتهام للنبي بأنه فعل ذلك من عنده ولم يراعى لله حقا ولم يكن مخلصا لله تعالى في هذه القسمة وهو اتهام في النيات لأن الإخلاص أمر قلبي ولا يطلع إلا رب العباد فكأن ذو الخويصرة علم نية رسول الله وأنها لم تكن مخلصة لله تعالى وفعلها من عنده .
.

* نداء النبي صلى الله عليه وسلم باسمه مجردا فيه سوء سلوك من الرجل وانه يخالف كتاب الله تعالى فان الله تعالى إذا أراد أن يخاطب نبيه كان يقول له " يا أيها النبي " "" وأيها الرسول " وما ناداه الله باسمه مجردا قط. فخالف صريح الآيات . وما كان هذا فعل الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في مخاطبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم.
* لم يتكلم ذو الخويصرة إلا في أمر القسمة المالية وهو أمر شديد الارتباط بنفسية الخوارج فإنهم يحبون المال حبا جما ويجعلونه ذريعة إلى الخروج على الولاة والعلماء فبمجرد أن ينادوا بان المال يسرق من قبل ولاة الأمر أو العلماء ولنفس بطبيعتها تميل إلى المال " وتحبون المال حبا جما " وقوله تعالى " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " فيحدث للناس تعطشا لهذا المال فتثير ثائرتهم فيتم الخروج على العلماء أو الولاة .ولتبرير الخروج على العلماء يقولوا أن العلماء علماء دولة أو أنهم خانوا الأمانة التي في أعناقهم فلم يؤدوا حق الله تعالى في الأموال وتركوها للسرقة والنهب وقد يتعدوا إلى اتهام العلماء بأنهم متواطئون مع الأمراء لسرقة أموال الناس بالباطل .
* تقديم العقل على النقل وهذا نجده واضحا في تقديم ذي الخويصرة رأى عقله على الدليل وهو فعل النبي صلى الله عليه وسلم . فرضي بعقل نفسه ولم يرض بقسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم "" افرأيت من اتخذ إلهه هواه " ولعل ذلك يؤيد أن الإنسان أن لم تغلب عليه حب الله ورسوله لكي يقمع باب حظ النفس والشهوة وان فعل النبي أولى بالقبول حتى ولو لم يهتدي إليه عقل المرء إلا بعد ظهور الغاية فيرتاح من عناء الاعتراض على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
* رضا الناس بعقولهم وتقديمها على الدليل دليل على أن النفس قلما ترضى عما لا يقبله العقل إلا إذا اكتمل الإيمان في قلبه
. ولذلك نلاحظ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شدد النكال على الإيمان فقال """" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان " أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ........"""" صحيح البخاري ومسلم.ولقوله تعالى " قالت الأعراب أمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم " الحجرات . وفى إسلام عمر لما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تؤمن يا عمر حتى أكون أحب إليك من ولدك ومالك ونفسك """
* وإذا كان ذو الخويصرة لم يرض بهذه القسمة تعنى انه أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر القسمة فقاس الأمر من جهته ولم ينظر إلى الجانب الأخر . وهكذا الخوارج لا يذكرون إلا ما يتمشى مع هواهم دون ذكر ما يخالفهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض . فيذكرون من النصوص ما يتمشى مع عقيدتهم ويتركوا - عامدين- النصوص الأخرى والتي تقف عثرة أمامهم أو أمام فكرهم وعقيدتهم.
** وإذا أردت أن تعرف أن خوارج عصرنا هم إخوةٌ بالرضاعة للخوارج المتقدمين؛ فتأمل استدلال خوارج عصرنا في قتلهم لأهل الذمة. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب) وأهملوا النصوص الأخرى التي تحذر من المساس بأهل الذمة، كقوله - عليه الصلاة والسلام -: (يجير على المسلمين أدناهم). وقوله: (من خفر ذمة مسلم فعليه لعنة الله والناس أجمعين )))
* انه حصر الدين في قسمة رآها جائرة واعتراضه على رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين لنا عقيدة الخوارج طالبي شهرة ومال ورياسة وعز ونسوا قوله تعالى " أن العزة لله جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه "فمجرد أن اعترض على رسول الله صلى الله عليه وسلم يشعر انه يريد أن يوضع موضع رسول الله وان كان ظاهرة في القسمة إلا أن أسلوبه انه أفضل من النبي في إسناد الأمور إليه .
* في الحديث إشارة إلى أهم صفة للخوارج وهى الخروج على أهل العلم وان لهم في ذلك تنظيما يبدأ بالخروج عليهم بالكلمة بان يخطأوا أهل العلم ثم يتم إسقاطهم من أعين الناس حتى ينالوا غرضهم منهم وان يكون الناس تبعا لهم في كل ما يقولونه تتماشى مع أهواءهم . فتنبه .وإذا رأوا أن أهل العلم مما لهم مكانة في قلوب الناس يبدؤوا في اختلاق الأكاذيب عليهم تارة أو تأويل أفعال أهل العلم بأنها لا تتماشى مع قواعد وأصول الدين الإسلامي .ويعتمدون في ذلك على جهل الناس بالأصول.
* وإذا لاحظنا أن ذا الخويصرة نادى رسول الله مجردا وعدم جلوسه ويدل عليه إشارة النبي صلى الله عليه وسلم مما يدلنا على أن ذا الخويصرة لم يرد أن يستمع لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يريد أن يعرف الحق . وكذلك الخوارج على العلماء في كل وقت وزمان لا يسمعون لأهل العلم خاصة ولا عامة . ويقللون من شانهم . فتنبه .
وإذا علمت ذلك علمت مدى الفرق بين الخروج الذي يقولونه وانه بالسيف فقط بل وعلمت أن الخروج على أهل العلم والخروج بالكلمة اشد أمرا واشد تنكيلا من الخروج بالسلاح والسيف وذلك لما يلي:
- إن الخارج بالسيف سرعان ما ينقضي شرره ويظهر ألاعيبه وغايته وهدفه فإما ينالها وأما يقتل ويستراح منه. وأما الخارج على العلماء فانه يبيت ليله يكيد لأهل العلم كيف يوقعهم وكيف تناله سهامه المسمومة منهم.
- أن الناس يسمعون للخروج على العلماء لان الكلام أيسر من الوقوف في دائرة مواجهة الحكام بالسلاح والسيف. فان الخروج بالسيف أمر تعافه النفوس لما فيه من مشقة ومظنة القتل وهو أمر غير محبوب إلى النفوس بخلاف الخروج بالكلمة.
.

- إن الخروج بالكلمة يلاقى وقعا عند أكثر الناس لما فيه من غيبة العلماء والناس استمرأت أمر الغيبة فوجدوا في غيبة العلماء مكانا لتنفيس عما يحيك في صدورهم من سباب ولعان والنيل من العلماء والتشهير بهم وقد يتعدى الأمر إلى الناس عموما وحجتهم في ذلك انه مخالف لما عليه المسلمون .
.

رد مع اقتباس