عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2019-02-24, 02:15 PM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,734
افتراضي أهــــل القلــــوب العامــرة

[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( أهــــل القلــــوب العامــرة ))!!

أنفس تشير إليها الأنامل في غفلة أهلها .. ولا تعرف معاني التفاخر والغرور .. حيث لا تقبل الإشارة إليها مدحاُ أو ذماُ .. تحيى حياتها الخاصة بين الناس بعيدةُ عن دوائر الطحن والعجن .. وتحتمي بمتاهات الأسرار دون هوية أو عنوان .. أناس من أفضل الخلائق تملك قلوبا طاهرة وسامية بقدر يفوق معدلات الحسبان .. فئة من الناس تتخذ سياج الكتمان ستراُ حتى لا تفضحها لحظات البر والإحسان .. صادقة ومخلصة في نواياها ومراميها وتمثل ندرة في عوالم الإنسان .. لا تعمل من أجل قيل وقال تردده الألسن بالإفشاء .. ولا تعمل من فوق منصات الإشهار والإعلان .. أهدافها سامية وهي إسعاد الآخرين من كرب الزمان .. وليست أهدافها قائمة على مكتسبات تجلب المدح والثناء .. مرامها البر والإحسان خالصاُ لوجه الله في السراء والضراء .. تؤرقها أجراس الصيت التي تدق في عوالم الضوضاء .. وقد تعودت أن تبالغ في حياءها لدرجة أنها تستحي من الملائكة التي تراقب الأعمال عند الأداء .. وتقول في أعماقها يا ويح نفسي من أعين الملائكة الكرماء .. فقد تصيبني بحالة من الكبر والبطر وألوان الرياء .. فيا ليت إحساني وصدقاتي تكون بيني وبين الله في الخفاء .. ويا ليت يدي اليسرى تجهل ما تقدمه يدي اليمنى بالبذل والعطاء .. تلك قلوب صادقة ومخلصة لا تتفاخر عند بذلها برقصة الخيلاء .. كما أنها لا تعرف العزف على أوتار النفاق والرياء .. هي أنفس تتواجد بيننا ولكنها مجهولة العنوان والأسماء .. حقائقها مبهمة في أتون المجاهل والظنون وحسناتها تطرق أبواب السماء .. قلوب طيبة طاهرة تبكي قبل أن يبكي صاحب الجرح فتتبادر بالإحسان عند النداء .. وتجتهد ثم تجتهد حتى توفر للسقيم والعليل ترياق الشفاء .. عيونها ترقرق دموعاُ إذا ساءت أحوال المساكين والفقراء .. وأوصالها ترتجف اضطراباُ إذا ارتجفت أوصال المحتاجين في زمهرير الشتاء .. لا تنام أجفانها أبداُ حتى تنام أعين الأطفال والأيتام وتتوقف عن البكاء .. هي أنفس رحيمة تمثل أطواق النجاة لكل مقهور ومغمور في عوالم الأحياء .. أنفس صابرة وصامدة تلقي اللوم والعتاب لكل من يثني عليها بالمدح والثناء .. وتقدم الصدقات سراً ثم تريدها خالصة لوجه الله دون مناسك الإطراء .. وتلك شيمة تؤكد أن في خلائق البشر من يماثل الملائكة في الصفاء والنقاء .
*****************
[/align]
رد مع اقتباس