الموضوع: الكلام الالهي
عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 2010-05-12, 12:57 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,401
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيعي الصادح مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيعي الصادح مشاهدة المشاركة
شكرا لك اخي الفاضل على ما بذلته من جهد في بيان هذه الادلة ولكن هذه لاتتعلق بما ورد في السؤال لان السؤال كان عن حقيقة الكلام الالهي لانه لا خلاف في انه تعالى متكلم بين الجميع ولكن الخلاف في ماهية وحقيقة الكلام الالهي وهل هو صفة حادثة او قديمة ونحو ذلك وانت مشكور على ما بذلت جزاك الله كل خير


كانت هذه توطئة لما أريد أن أضيفه. وكنت أود أن أبين أن الفرق الإسلامية ليست سواء فى قضية كلام الله ، وعن مسألة الحدوث والقدم فإنها كانت التالى. لما قدمت.

فتاريخياً واعتقادياً فإنه ظهر من هذه الأمة من ينكر كون الله متكلماً. وهؤلاء هم الجهمية أتباع الجهم بن صفوان والجعد بن درهم ، وهما من المعطلة المحضة ، الذين ينفون جميع الأسماء والصفات ، ومن ذلك صفة الكلام لاشك.
وهم أول من أعلن وزعم ن كلام الله مخلوق ، وأنكروا جميع الأدلة التى ذكرتها لك ، وكان لهم فى ذلك كلام كفرى كثير. وقد كفرهم علماء أهل السنة. لأنهم نفوا ما هو معلوم من القرآن بالضروروة وكذبوا القرآن الكريم.
وكان خلاصة قول الجهمية ينتهى إلى نفى الخالق بالكلية ، حيث أنهم أثبتوا الذات ونفوا جميع الصفات ، وهذا مخالف لأى عقل ، فلا ذات بلا صفات ، والصفات هى التى تشير وتدلل عل وجود الذات. وعندما سئل أحدهم أين ربك فقال : الهواء الذى حولنا. وينتهى قولهم إلى أنه ليس فوق العرش رب وليس فى السماء إله.
ولم يندثر الجهمية حتى تلقف قولهم فئات أخرى من المبتدعة الذين لا يزالون يزعمون أن كلام الله مخلوق ، منهم على سبيل المثال هذه الأيام الإباضية وقد تحاورت مع أحدهم فى هذا المنتدى حول هذه القضية على وجه الخصوص.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيعي الصادح مشاهدة المشاركة
السؤال كان عن حقيقة الكلام الالهي لانه لا خلاف في انه تعالى متكلم بين الجميع ولكن الخلاف في ماهية وحقيقة الكلام الالهي

أما عن ماهية أو حقيقة أو كيفية الكلام الإلهى ، فاعلم يرحمك الله أن الله سبحانه وتعالى لم يطلع أحداً على ماهية كلامه ، هو سبحانه فقط تعبدنا بأن نؤمن بكلامه ، ولم يتعبدنا بالإيمان بالكيفية ، والإيمان عن كيفية وماهية كلام الله تفريع عن الإيمان بكيفية باقى الصفات ، ويجب علينا أن نؤمن بصفات الله بضابط أنه : ليس كمثله شئ وفيه نفى للكيفية وللتشبيه وللتمثيل وللتجسيم ، فكل ما يدور بخيالك فالله بخلاف ذلك.
والله تعالى يقول : ولا يحيطون به علماً [ طه : 110 ] أى أننا لن نحيط بالله علماً لا بذاته ولا بصفاته سواءً بسواء.
وقد نهى السلف رحمهم الله عن البحث فى كيفية صفات الله ، وأمروا بضرورة قطع الطمع عن إدراك الكيفية ، بل عدوا السؤال عن الكيفية من البدع ، ولهذا عندما جاء رجل إلى الإمام مالك رحمه الله يسأله عن كيفية استواء الله على عرشه الرحمن على العرش استوى قال : ( الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ) وأمر بإخراج السائل من المسجد ، ونهره ، ولهذا قال السلف فى هذه الآيات التى تتحدث عن صفات الله : ( أمرّوها كما جاءت بلا كيف ).
وعقلاً فإن المحدود - وهو عقل الإنسان - لا يمكن أن يدرك المطلق وهو الله سبحانه ، وهذا دليل عقلى سليم جداً.
وقد بين رب العالمين أن أحداً لن يحيط بمقدار كلام الله قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) [ الكهف ] .... وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) [ لقمان ] قس على هذا الكيفية. فكما أنه لا يمكن الإحاطة بالعدد والمقدار ، كذلك لا يمكن الإحاطة بالكيفية والماهية.
وأى كلام عن كيفية وحقيقة كلام الله هو كلام على الله بغير علم ، وقد نهى رب العالمين أن نقول على الله ما لا نعلم : قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33) [ الأعراف ].
وتأمل هذه الآية جيداً تجد أن الله سبحانه قد ذكر المحرمات تصاعدياً منتهياً بالشرك ثم .. القول على الله بغير علم فجعل القول على الله بغير علم أسوأ وأشد حرمة من الشرك. لأن الشرك عو إشراك غير الله فى عبادته ، أم القول على الله بغير علم فهو انتقاص من قدر الله سبحانه وتعالى بوصفه بما لا يليق به. ومن تطرق إلى كيفية أية صفة من صفات الله هو متكلم على الله بغير علم ، نعوذ بالله أن نكون منهم.
ولنذكر قول القائل ( إن ربنا كما يقول وفوق ما نقول )

( وكلامه تعالى صفة من صفاته من لوازم ذاته ، والصفة تابعة لموصوفها ، فصفات البارى تبارك وتعالى قائمة به أزلية بأزليته ، باقية ببقائه ، لم يزل تصفاً بها ، ولا يزال كذلك ، لم تجدد له صفة لم يكن متصفاً بها ، بل هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم )

أما عن كونه قديم أم حادث ، فهو قديم النوع حادث الآحاد. بمعنى أن الله أزلاً كان ولا يزال متكلماً متصفاً بصفة الكلام ، ولكن هذا لا يقتضى بالضروروة أن يكون متكلماً فى كل آن وحين. بل يتكلم بما شاء وقتما شاء كيفما شاء.
و لاخلاف على أن الله متكلم أزلاً والدليل على أن آحاد كلام الله حادث من القرى، الكريم قوله تعالى : مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) [ الأنبياء ]

يتبع ... إن شاء الله
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس