عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2014-12-14, 07:40 PM
أبي الليث المهاجر أبي الليث المهاجر غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-11-06
المشاركات: 9
افتراضي الرد القويم للأهتداء إلى الصراط المستقيم

بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد بلغني أحد الأخوة بأن يوجد من يدعي بأن السنة محرفة أو أنه باطل والعياذ بالله أو أنه محرف ولا حول ولاقوة إلا بالله فمن الواجب أن نكبر عليه أربع وهذا لم يذكر دليله بأن كتب السنة محرفة وإن هذا القول باطل لا أساس له فإن أكثر الأحاديث صحيحة وهذا من حفظ الله لهذا الدين ومن هذه الكتب
صحيح البخاري ومسلم وسنن الترمذي وابن ماجه وابن حبان وابن خزيمة والموطأ ومسند أحمد وسنن أبي داود
فإن من يزعم بأن هذه الكتب محرفة فليأت بدليل وإن البينة على من ادعى

فمن يقول بهذا الكلام بلا دليل فهو إما كذاب مفتري أو جاهل أو صاحب هوى...
قال تعالى: كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا
وإن زعمنا بأن السنة محرفة فكيف نرد الأحاديث التي تنبأت بحدوث وقائع وعلى سبيل المثال:
قال تعالى: فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا
1
وقال تعالى: إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى

فقال سبحانه في كتابه أن الساعة لها أشراط فهل ذكرها كلها؟؟

لا لم يذكرها كلها وإنما ذكرت وبينت وشرحت في السنة جاء النبي عليه الصلاة والسلام بين لنا ماهي الأشراط ونقلها لنا أهل الحديث والأثر وصحة الوقائع تبين لنا أن الأحاديث ليست محرفة أو مكذوبة وإنما أحاديث صحيحة مثل:
1-فتح المقدس
2-فتح القسطنطينية
3-وقال صلى الله عليه وسلم: سيخرج من ثقيف كذاب ومبير فخرج الكذاب: المختار بن أبي عبيد وخرج المبير: حجاج بن يوسف وكل هذا لم يذكر في القرآن وإنما في السنة فكيف نقول بأن السنة هي محرفة بل والله العقول هي المحرفة

تفسير قوله تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا


قال ابن السعدي رحمه الله: وهذا شامل لأصول الدين وفروعه وظاهره وباطنه وأن ماجاء به الرسول يتعين على العباد الاخذ به واتباعه ولا تحل مخالفته وأن نص الرسول على حكم الشيء كنص الله تعالى لارخصة لأحد ولا عذر له في تركه....
2
وفي المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير:
أي مهما أمركم به فافعلوه ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه فإنه إنما يأمر بخير وإنما ينهى عن شر..

وقال الشيخ أبوبكر الجزائري:
-وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ - من مال وغيره - فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ- أي من مال وغيره فانتهوا عنه واتقوا الله فلا تعصوه ولا تعصوا رسوله.

وقال :وجوب طاعة رسول الله وتطبيق أحكامه والاستنان بسننه المؤكدة وحرمة مخالفته فيما نهى عن أمته...


واخرج ابن المنذر عن ابن جريج -وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ - من طاعتي وأمري - فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ- من معصيتي فانتهوا.
وقال المهدوي في تفسير هذه الآية : هذا يوجب أن كل ما أمر به النبي أمرٌ من الله والآية وإن كانت في الغنائم فجميع أوامره صلى الله عليه وسلم ونواهيه دخل فيها.
وفي التفسير الميسر: وما أعطاكم الرسول من مال أو شرعه لكم من شرع فخذوه وما نهاكم عنه أخذه أو فعله فانتوا عنه واتقوا الله بامتثال أوامره وترك نواهيه إن الله شديد العقاب لمن عصاه وخالف أمره ونهيه والآية أصل في وجوب العمل بالسنة: قولا أو فعلا أو تقريرا
3
تفسير قوله تعالى:
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ

1-قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -صاحب كتاب أضواء البيان-
يؤخذ من هذه الآية الكريمة أن علامة المحبة الصادقة لله ورسوله ﷺ هي اتباعه ﷺ فالذي يخالفه ويدعي أنه يحبه فهو كذاب مفتر إذ لو كان محبا له لأطاعه...

2- المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير:
هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله...
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ
فدل على مخالفته في الطريقة كفر...وإن ادعى وزعم في نفسه أنه يحب الله ويتقرب إليه حتى يتابع الرسول ﷺ ...

3- قال ابن السعدي رحمه الله في قوله تعالى: وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ
بل يبغضهم ويمقتهم ويعاقبهم أشد العقوبة وكأن في هذه الآية الكريمة بيانا وتفسيرا لاتباع رسوله وأن ذلك بطاعة الله وطاعة رسوله هذا هو الاتباع الحقيقي.
4-تفسير الميسر قوله تعالى:
4
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ
وأطيعوا الرسول باتباع سنته في حياته وبعد مماته ...

5-وعن الحسن قال: قال رسول الله ﷺ من رغب عن سنتي فليس مني ثم تلا هذه الآية {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله...}
6-وقال الشيخ أبوبكر الجزائري:
طريق الحصول على محبة الله تعالى للعبد هو اتباع النبي محمد ﷺ بالإيمان بما جاء به واتباع شرعه...

تفسير قوله تعالى: وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ

1-تفسير الميسر: لتوضح للناس ماخفي من معانيه وأحكامه ولكي يتدبروه ويهتدوا به.
2-عن مجاهد في قوله تعالى:{ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}
ما أحل لهم وماحرم عليهم.
3- قال الامام القرطبي في قوله تعالى: { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ }يعني : القرآن
{ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} في هذا الكتاب من الأحكام والوعد والوعيد بقولك وفعلك فالرسول ﷺ مبين عن الله عزوجل مراده مما أجمله في كتابه من أحكام الصلاة والزكاة وغير ذلك مما لم يفصله...
4-قال الإمام البغوي: أراد بالذكر الوحي وكان النبي ﷺ مبينا للوحي
5
وبيان الكتاب يطلب من السنة...


وهذه الأدلة كانت من القرآن ومع جمع من أهل التفسير رحمهم الله وكذلك سوف أضيف عليه من أقوال وبيان أهل السلف رحمهم الله في هذا الجانب ومن العلماء المعاصرين

ولكن لا أدري هل يصلي الذي يأخذ من القرآن فقط؟؟
فإن قال: نعم
فأقول له: كيف ولماذا تصلي ! ؟
لم يذكر في القرآن كيفية الصلاة ولا عدد الركعات ولا مبطلات الصلاة..الخ فذكرت فقط في السنة !! فعلى هذا الأمر يجب أن لا تصلي لأنك تأخذ فقط من القرآن وكذلك في الحج والزكاة ...الخ
وقال تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ }
قال الشيخ ربيع المدخلي:
فالإيمان به يقتضي بالإيمان بكل ماجاء به وأخبر عنه من الأمور الماضية والمستقبلية من أخبار الرسل وأممهم وأخبار الجنة والنار وأهلها وأشراط الساعة...وغيرها وحذر الله من مخالفته أشد التحذير وتوعد من يخالف أمره بالسقوط في الفتنة وبالعذاب الأليم قال تعالى:
{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
6
وابن مسعود قال: لعن الله الواشمات والمتنصمات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق الله فبلغ ذلك امرأة من بني أسد وأسمها أم يعقوب
كانت تقرأ القرآن فقالت بلغني أنك لعنت...فقال: ومالي لا ألعلن من لعن رسول الله وهو في كتاب الله عزوجل؟ فقالت: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته قال: إن كنت قرأته فقد وجدته أما قرات قوله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} قالت: بلى قال: فإنه صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه.
رواه الشيخان
قال ابن حجر في فتح الباري:
اطلاق ابن مسعود نسبة لعن من فعل ذلك إلى كتاب الله وفهم أم يعقوب منه أنه أراد بكتاب الله القرآن...ومعارضتها له بأنه ليس في القرآن. وجوابه: بما أجاب دلالة على جواز نسبة ما يدل عليه الاستنباط إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله نسبة قولية فكما جاز نسبة لعن الواشمة إلى كونه في القرآن لعموم قوله تعالى: { وما آتاكم الرسول فخذوه} مع ثبوت لعنه ﷺ من فعل ذلك يجوز نسبة من فعل أمرا يندرج في عموم خبر نبوي ما يدل على منعه إلى القرآن فيقول القائل مثلا لعن الله من غير منار الأرض في القرآن ويستند ذلك إلى أنه صلى الله عليه وسلم لعن من فعل ذلك..
وقال الشافعي: فقد بين الله أن الرسول قد يسن-السنة ليست بنص في كتاب- وفرض الله على الناس طاعته...وقال: لقد فرض الله علينا اتباع امره ﷺ

علاقة السنة بالقرآن:

7
1-تأتي السنة مؤكدة حكما جاء به القرآن كالأمر بالصلاة
2-مفصلة ومفسرة ما أجمله القرآن كبيان كيفية الصلاة
3-مخصصة لما جاء عاما في القرآن كالإرث
4-مقيدة لمطلقة مثل: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} وقيدت السنة مكان القطع وهو الرسغ.
5-مشتملة على حكم جديد لم يرد في القرآن كتحريم الحمر الأهلية

وفي مقدمة تفسير القرطبي وضع باب بعنوان
باب تبيين الكتاب بالسنة وما جاء ذلك
وسوف اذكر بعض ما نقله رحمه الله

1-ذكر ابن عبدالبر في كتاب العلم عن عبدالرحمن بن يزيد أنه رأى مُحرِما عليه ثيابُه فنهى المُحرم فقال: ايتني بآية من كتاب الله تَنزعُ ثيابي قال:
{وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}

2-روى الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: كان الوحي ينزل على رسول الله ويحضره جبريل بالسُّنة التي تفسر ذلك.
3-روى سعيد بن منصور: حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن مكحول قال: القرآن أحوجُ إلى السنة من السنة إلى القرآن.
8
4-قال الإمام أحمد: إن السنة تفسر الكتاب وتبينهُ.

إن هذه الأدلة المستفيضة من كتاب الله سبحانه وتفسير وأقوال أهل السلف رحمهم الله تبين لنا أن الإقرار بالسنة وأنها مصدر من مصادر التشريع من المسلمات
نسأل الله سبحانه الثبات على منهج أهل السلف وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين



كتبه\أبي الليث المهاجر






9
رد مع اقتباس