عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2009-08-18, 01:56 PM
JAMAL LOTFI JAMAL LOTFI غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-04
المشاركات: 53
مميز وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.


منكري السنة .

الحمد لله الذى أنزل على عبده القرآن هدى للمتقين، وآتاه مثله معه حجةً على المنكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله رب الصالحين وولى المتقين وغافر ذنب المؤمنين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أشرف الخلق أجمعين وخاتم الرسل والنبيين..
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين..
أما بعدُ..

فقد حدثنى أخى –حفظه الله- أن رجلًا من الذين يعملون معه أعطاه كتابًا لزعيم منكرى السنة الذين سموا أنفسهم كذبًا وزورًا بالقرآنيين، ونصحه بقراءته، وهذا الرجل الذى أعطى لأخى الكتاب له مركز مرموق فى مدينتنا –مع الأسف- فهو من أشهر الأطباء فى تخصصه إن لم يكن أشهرهم على الإطلاق..!


فلشغفى بقراءة مثل هذه الكتب لأرى كيف يفكر هؤلاء أخذت الكتاب وأخذت أتصفحه، فوجدته مليئا بالقصص المكذوبة من كتب التواريخ التى فيها الغث والسمين، وسبٌّ للصحابة صفوة الأمة –رضى الله عنهم أجمعين-..
ووقع بصرى ولله الحمد على مقطع جعلنى أعرف أن كاتب هذا الكتاب لا ناقة له ولا جمل فى العلوم الشرعية..
فأنتم تعرفون –إن شاء الله- أن رجلًا أتى المسجد فوجد النبى –صلى الله عليه وسلم- يصلى بالصحابة –رضى الله عنهم- صلاة الصبح، فماذا فعل هذا الرجل؟


إن هذا الرجل بدلا من أن يصلى معهم فى الجماعة، ترك الجماعة وصلى سنة الصبح وحده أولا ثم صلى معهم..
فبعد أن انتهى النبى –صلى الله عليه وسلم- من الصلاة نظر إلى هذا الرجل وقال:
"آلصبح أربعًا!! آلصبح أربعًا!!"

يعنى: هل الصبح أربع ركعات!!

استنكارًا لما فعله هذا الرجل، لأن الصواب هو أن يصلى مع الجماعة ثم بعد ذلك يصلى السنة التى فاتته لا أن يترك الجماعة كما فعل..

فلعلك يا صاحبى تقول الآن: وما علاقة هذا بموضوعنا؟

العلاقة ببساطة أن صاحب الكتاب المذكور لابد وأن يهاجم السنة لإثبات زعمه بأن القرآن هو المصدر الوحيد للتشريع، متجاهلا بذلك النصوص الكثيرة فى حجية السنة، فعقد فصلًا يهاجم فيه صحيح البخارى -الذى هو على قبة كتب السنة- ذكر فيه هذه الواقعة ولكن بدلا من أن يقول أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: "آلصبح أربعًا" نقلها جهلًا منه أو كذبًا "الصبح أربعًا" ثم قال: انظروا البخارى يقول أن الصبح أربع ركعات..!!


ولا أدرى كيف استقامت معه الجملة أصلا من الناحية اللغوية فكلنا يعرف أن الخبر يرفع بالضمة فلو كانت الجملة خبرية كما ادعى لقال البخارى نقلا عن النبى –صلى الله عليه وسلم- : "الصبح أربعٌ" وليس "أربعًا"..!!


ولكن الحمد لله الذى فضح أهل الباطل وجعل الحجة عليهم من كلامهم!!

وإذا كان هذا هو فهم الكاتب فتوقع أخىكيف يكون باقى الكتاب، والله المستعان..

وأختم بحديث النبى –صلى الله عليه وسلم- الذى رد فيه على من زعم أن السنة ليس فيها زيادات تشريعية على القرآن الكريم، فإن الإمام أحمد –رحمه الله- والإمام أبا داود السجستانى صاحب السنن –رحمه الله- رويا:

عن المقدام بن مَعْدِ يكرِبَ –رضى الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال:

"ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا إنى أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلىّ، ولا كل ذى ناب من السباع"

صححه الشيخ الألبانى –رحمه الله- فى السلسلة الصحيحة:871

شرح مختصر:

"شبعان على أريكته": إيحاء بأنه -غالبًا- ليس من أصحاب الهمم فى طلب العلم، وهذا يتضح فى صاحبنا من النموذج الذى نقلته من كتابه والحمد لله، خاصة وأن صاحبنا يعيش فى أمريكا مرفَّهًا، أسأل الله أن يهديه..!
"ألا إنى أوتيت الكتاب ومثله معه": يعنى السنة، لأنها السنة مثل الكتاب فى الحجية تمامًا، إلا أن القرآن أشرف لأن ألفاظه تكلم بها الله عز وجل تكلمًا يليق بجلاله، أما السنة فهى وحى من الله عز وجل ولكن بألفاظ نبيه –صلى الله عليه وسلم- كما قال تعالى:{وما ينطق عن الهوى* إن هو إلا وحىٌ يوحى}
أما قوله –صلى الله عليه وسلم-:"ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلىّ، ولا كل ذى ناب من السباع": فهذا مثال عملى على أن السنة فيها من الحلال والحرام ما لم يذكره الله وجل فى القرآن، فالحُمُر الأهلية محرمة وكل ذى ناب من السباع محرم فأين هذا فى القرآن؟!

وليس هذا نقصًا فى القرآن، حاشا وكلا، بل هو من كمال القرآن الكريم فإن الله تعالى قال:

{وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}

والله تبارك وتعالى أمرنا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وأمر النبى –صلى الله عليه وسلم- أن يخبرنا بكيفية إقامة الصلاة وعدد الركعات وغير ذلك وكيفية حساب الزكاة ولم يُذكر فى القرآن أن مقدارها ربع العشر!!

والأمثلة على ذلك أكثر من أن تُحصَى، ولكنها فتوحات ربانية، فلا أطيل عليك أخى الحبيب، جزاك الله خيرا..



والحمد لله رب العالمين

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

رد مع اقتباس