الموضوع: الإلحاد
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012-07-30, 05:02 AM
الطواف الطواف غير متواجد حالياً
عضو من أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-02-23
المشاركات: 4,399
مميز الإلحاد



الإلحاد
قال في اللسان : ومعنى الإلحاد في اللغة الميل عن القصد ، قال : وأهل الإلحاد : الميل والعدول عن الشيء([1][1]).
وقال في الفتح : قال أهل اللغة : أصل الإلحاد : الميل والعدول عن الشيء وقيل للمائل عن الدين ملحد وسمي اللحد لأنه شق يعمل في جانب القبر فيميل عن وسط القبر إلى جانبه([2][2]).
الإلحاد في أسماء الله : الميل بها عما يجب فيها وهو أنواع:
الأول : أن ينكر شيئاً من الأسماء أو فما دلت عليه من الصفات أو الأحاك ووجه كونه إلحاداً أنَّه مال بها عما يجب لها إذ الواجب غثباتُها وإثباتُ ما تتضمنه من الصفات والأحكام.
الثاني : أن يثبت لله أسماءً لم يسم الله بها نفسه كقول الفلاسفة في الله : إنه علة فاعلة في هذا الكون تفعل وهذا الكون معلول لها وليس هناك إله وبعضهم يسميه العقل الفعال فالذي يدير هذا الكون هذا العقل الفعال وكذلك النصارى يسمون الله أباً وهذا إلحاد.
الثالث : أن يجعلها دالةً على التشبيه فيقول : الله سميع بصير قدير ، والإنسان سميع بصير قدير اتفقت هذه الأسماء فيلزم أن تتفق المسيمات ويكون الله سبحانه وتعالى مماثلاً للخلق فيتدرج بتوافق الأسماء إلى التوافق بالصفات . ووجه الإلحاد : أن أسماءه دالة على معان لائقة بالله لا يمكن أن تكون مشابهة كما تدل عليه من المعاني في المخلوق.
الرابع : أن يشتق من هذه الأسماء للاصنام كتسمية اللات من الإله أو من الله والعزى من العزيز ومناة من المنان حتى يلقوا عليها شيئاً من الألوهية يسيروا ماهو عليه([3][3]).
حكم الإلحاد في أسماء الله وصفاته : الإلحاد منه ما هو كفر ومنه ما هو يدعه ، فالتأويل وادعاء المجاز في الأسماء والصفات بدعة وإلحاد لا يصل بأصحابه إلى الكفر ، أما نفي وإنكار الأسماء والصفات فهذا كفر كحال الجهمية والنصارى ومشركي العرب([4][4]).
الإلحاد في آيات الله : تنقسم آيات الله تعالى إلى قسمين :
آيات كونية : وهي كل المخلوقات من السماوات والأرض والنجوم والجبال والشجر والدواب وغير ذلك.
والإلحاد في الآيات الكونية ثلاثة أنواع :
اعتقاد أن أحداً سوى الله منفردٌ بها أو ببعضها.
اعتقاد أن أحداً مشارك لله فيها.
اعتقاد أن الله فيها معيناً في إيجادها وخلقها وتدبيرها.
والدليل قوله تعالى : {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ}(سـبأ:22)) ([5][5]). ظهير أين معين. وكل ما يخل بتوحيد الربوبية فإنه داخلُ في الإلحاد في الآيات الكونية.
آيات شرعية : وهو ما جاء به الرسل من الوحي كالقرآن ، قال تعالى : {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} (العنكبوت: من الآية49) ([6][6]).
والإلحاد في الآيات الشرعية ثلاثة أنواع :
تكذيبيها فيما يتعلق بالأخيار.
مخالفتها فيما يتعلق بالأحكام.
التحريف في الأخبار والأحكام.
حكم الإلحاد في آيات الله :
والإلحاد في الآيات الكونية والشرعية حرام وقد جاءت النصوص بالوعيد على الإلحاد في آيات الله تعالى كما في قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} (فصلت:من الآية40)) ([7][7]).
فقوله تعالى : {لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} فيها تهديد لأن المعني سنعاقبهم والجملة مؤكدة بأن ـ والإلحاد منه ما يكون كفراً كتكذيبها ومنه ما يكون معصية من الكبائر ومنه ما يكون معصية من الصغائر([8][8]).




([1][1]) لسان العرب (3/389)ً.
([1][2]) فتح الباري (3/212).
([1][3]) القول المفيد على كتاب التوحيد للعلامة العثيمين (2/903-904).
([1][4]) التمهيد لشرح كتاب التوجيه صالح آل الشيخ (2/220).
([1][5])
([1][6])
([1][7])
([1][8]) القول المفيد لابن عثيمين بتصرف (2/906/907) ، للاستزادة : انظر : جامع الرسائل لابن تيمية ـ اقتضاء المستقيم ابن تيمية الإبطال للنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان العلامة : بكر أبو زيد.
رد مع اقتباس