عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 2009-04-14, 02:15 AM
وسام الدين اسحق وسام الدين اسحق غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-10
المشاركات: 39
افتراضي الأخ أبو جهاد الأنصاري




أخي الكريم أبو جهاد الأنصاري, أشكرك جزيل الشكر لقراءتك الوافية لنص المدونة ولما جاء من تساؤلات فيها, آملاً أن أستطيع أن أجيب عليها إن تمكن ذلك, من عون الله تعالى, وإن لم أستطع أو إن تبين لي عكس ما أرى سأعترف بذلك فوراً تماماً كما دلني الأخ الكريم صهيب على موضوع وفاة (إمرء القيس) وعلى الوثيقة التي وضعها لي كدليل على إختلاف الأرقام.

أولاً بالنسبة للتطور, فأنا أرى أن داروين قد أصاب في أشياء وقد خطأ في كثير, فالتطور حدث والله في القرآن أيده بآيات قرآنية كثيرة منها :
(وقد خلقكم اطوارا)71/14
(ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين) 23/12

أما كون الإنسان يرجع إلى قرد فهذا كان خطأه, فالإنسان تطور فعلاً من البشر, وبإمكانك الرجوع إلى الجزء الثالث من كتابي هذا لترى شرح موضوع التطور.

أما بالنسبة للتساؤلات حول (من أين أتينا وماذا نفعل هنا وإلى أين نحن ذاهبون.
فإن كل ديانة على وجه هذه الأرض تؤمن بشيء متختلف وتتصور الجنة شيء آخر غير الذي يتخيله الطرف الآخر, ولكنني بعد أن نظرت في آيات الله في القرآن تبين لي أن المذاهب السلفية كلها تؤمن بحرفية الخطاب المجازي على أن الجنة هي مكان النساء وأنهار العسل والخمر, غير أنني وجدت أنها مكان الخلافة ومكان استلام الأمانة الحقيقية للإنسان الفائز, وأن ما وصفه الله لآدم قبل أن يخرجه من الجنة, وقبل أن يأكل من الشجرة التي دل عليها الشيطان بغرور, حيث قال إبليس له, أي للإنسان أنه ستكون له الحياة الأبدية وأنه سيصبح من الملائكة, لنحاول أن نذكر ما قاله الله تعالى لآدم وليس ما قاله إبليس, لقد قال الله تعالى:

(فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى * إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى *وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى ) 20/117-119
أي أن الله يحاول أن يرسم في مخيلة آدم ظروف معيشة المكان الثاني الذي سيخرج إليه إن أكل من الشجرة ويصفه له بمكان فيه شيء من العذاب, الشقاء والجوع والعري والضحى وكأنه يريد له أن يتخيل هذه الصورة :


ولكن هل كل البشر هم على شاكلة هذا الأنسان اليوم على كوكب الأرض ؟
بالطبع لا ولكن إن لم يعمل الإنسان إنتهى إلى تلك النتيجة, فالله قد قرن الإيمان بالعمل الصالح, وإن تفسير مصطلح العمل الصالح السلفي يشير إلى العبادات والزكاة والصدقات فهل هذا فعلاً صحيح ؟
إن ما أراه وما ألاحظه كإنسان يعيش على هذا الكوكب أن الله يحب الإنسان المؤمن الذي يعمل ولا يحب المؤمن القاعد عن العمل, والدليل على هذا في كتاب الله موجود وبأكثر من مكان والحمد لله ولقد كان لوالدي السبق في شرح معنى الفعل والعمل في كتابه (البرهان), وملخص ما جاء به أن العبادات والصدقات والزكاة تندرج تحت الأفعال, أما الأعمال فهي كل شيء يعمل به الإنسان من أجل تحصيل أجرة له من خلالها يصرف على نفسه منها وعلى عائلته, والعمل الصالح هو كل عمل مفيد لا يؤذي أحد, وفي ذات الأمر لم يحرمه الله تعالى, وأن تجارة الممنوعات والأسلحة والغش في التجارة كلها تأتي تحت باب الأعمال غير الصالحة.

اقتباس:
اقتباس:
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=3 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=alt2 style="BORDER-RIGHT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-BOTTOM: 1px inset">إن من أهم الأسئلة التي يطرحها هذا الكتاب هو:
لماذا نجد أن المؤمنين بالإله يسوع المسيح, أو بالإله بوذا, أو حتى بإله موسى, هم جميعهم من أسياد مجتمعات القرن الحادي والعشرين, بينما بقينا نحن وحدنا نأكل الطعام من تحت طاولات موائدهم, منتظرين أن يتحننوا علينا بعظمة أو بقطعة خبز؟
</TD></TR></TBODY></TABLE>

إن هذه الأسئلة لا تحتاج إلى كتاب وفروض ومسائل وأبحاث ، فهذه الأسئلة مدروسة من قبل ، ومجاب عنها سلفاً ، وبلا كلمة ( سلفاً ) هذه لأنها على ما يبدو قد تثير عندك نوعاً ما من الحساسية. فأقول : ومجاب عنها مسبقاً.
والإجابى بسيطة هى أننا تخلفنا لأننا تركنا ديننا. وابتعدنا عنه. وكان أول ذلك مع دخول أول بدعة فيه ، وهأنتم على الدرب سائرون ، ونحنمعكم إلى الأسفل نازلون ، فما ظهر فى ديننا بدعة غلا ونزلنا بها دركة.
ودليلى علىهذا شواهد التاريخ ، فماذا كان العرب قبل الإسلام؟ انظر حالهم ، أمة فقيرة ذليلة مستضعفة ، حفاة عراة ،أتباع للأمم حولهم ، يقتل بعضهم بعضاً ، ويغتصب بعضهم بعضاً ، وتنتشر فيهم الرذائل ، ثم جاء الإسلام فحولهم من رعاة غنم إلى قادة الأمم. فاعتبر. وهذا هو الدرس الذى يجب أن نعيه وهذا هو السبب الوحيد الذىسيعيدنا فوق هامات الكفار والمشركين ، ولنذكر قانون الله : ومن أعرض ذكرى فإن له معيشة ضنكاً
أنا أوافقك الرأي تماماً أن المسلمين وصولوا لما هم عليه لأنهم تركوا دينهم, أما بالنسبة موضوع البدع والفرق الجديدة التي تنمو وتخرج براعمها من الصحوة الدينية الجديدة ففيها السقيم وفيها ماغير ذلك, وأنا أوافقك الرأي, وأن الإنسان الذي يملك مطلق حريته في الفهم والإستفتاء عن الأشياء والأمور الغامضة, وباستطاعته أن يرى الحق فيعلمه, كما أن باستطاعته أن يميز بين الفجور والتقوى والتي هي من خصائص النفس التي خلقها الله لنا:

(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )91/7-10
اقتباس:
اقتباس:
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=3 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=alt2 style="BORDER-RIGHT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-BOTTOM: 1px inset">ولكن هل جنته مليئة بالنساء والغلمان والفاكهة والشراب والطعام </TD></TR></TBODY></TABLE>

أولاً: الدنيا مليئة بهذه الأصناف ، فما يمنع أن تمتلئ بها جنته؟
ثانياً: لا يجوز ان يسأل هذه الأسئلة مسلم ، لا على سبيل الاستنكار ولا على سبيل الشك. أما الكافر والمشرك والملحد فليسأل ما شاء. ولكن المسلم لا ينبغى له ذلك ، لأن السؤال يعنى الشك ، والشك يناقض اليقين ، ولا إيمان بلا يقين. يجب أن أنبهك إلى أن الإيمان يعنى التصديق ، فمن أنكر شيئاً معلوماً من الدين بالضرورة وكذبه فهو فى حكم الكافر الذى يجب أن يُستتاب ، فإنلم يتب ، فهو مستحق لحد الردة.
والإيمان بالغيبيات هو أصل الإيمان ، وقد ضل فى هذا الباب قوم من الفلاسفة الذين كانوا محسوبين على أمة افسلام ، وعلى رأسهم ابن سينا الفيلسوف ، فأنكروها واعتبروا ما جاء فى القرآن من هذه المسميات ما هى إلا مجازيات ، وقد كفروا بها ، وخرجوا من ربقة هذا الدين.
أخي العزيز ليس التساؤل محظوراً فقط في خانة الشك والكفر فالإنسان يستطيع أن يسأل من باب الإطمئنان لقد جاء في كتاب الله تعالى هذه الآيات في حواره مع نبيه إبراهيم (ص) :
(واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن ياتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم ) 2/260

أما عن سؤالك الأخير التالي :
اقتباس:
هل تستطيع أن تخبرنى بشئ عن الروح؟

لقد أجبت على هذا السؤال في الجزء الثالث من هذا الكتاب, وسأدرجه لك هنا في هذا الجواب :
اقتباس:
3- الروح :

هو مخلوق من مجموعة الملائكة مثل الروح الأمين جبريل المتخصص بتبليغ رسالة الله إلى نبي من أنبياءه, والنبي يوصل الأمر إلى الناس, والناس منهم من ينفذ الأمر ومنهم من يعصي أمر الرسول والذي هو أمر الله.
والروح أيضاً له وظيفة أخرى في تنفيذ أمر الله مثل نفخ الحياة في مخلوق محدد منه سبحانه.
والروح أيضاً هي المديرة لأمر الله والمسيطرة على بقية الملائكة, وهذا ما يجعلني أعتقد أن الروح هي :
1- إما أنها رئيسة الملائكة وهي من مجموعة الملائكة.
2-أو أنها لا تنتمي إلى مجموعة الملائكة أبداً, لأن الله كان يذكرها بشكل منفصل عن الملائكة كما نرى, ولكنها تبقى في مكانها على أنها هي التي تدبر أمر الله وتفعله في الواقع بتسخير الملائكة لطوعها.
قال تعالى :
(يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ)16/2
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ) 26/193
أي أن الروح, هي التي تأمر الملائكة بالنزول وإطاعة أمر الله وهذا ما سنلاحظه في البراهين القادمة:
(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)42/52
وهنا أتى الوحي (كلام الله) الذي أتى من الله بواسطة الروح, للرسول الكريم لتفهيمنا أمور الحكمة (الصراط المستقيم) والذي هو نور وهداية.
(رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ) 40/15
هذا الروح الذي سينزل على من يشاء الله من عباده للإنذار بيوم التلاق أي إلتقاء الناس بالله في يوم الحساب, سيأتي في زمن قادم أما طريقة الوحي فهي بواسطة الروح.
والروح أيضا له علاقة في تنفيذ أمر الله في الخلق ويعمل بإدارة يد الله المجازية من بقية الملائكة, فينفخ في شيء فيجعله حياً :
(ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ) 32/9
(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) 3/59
فإن كلمة كن هي التي أرسلت يد الله في الخلق ونفذها (الروح).
(فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) 15/29
فالروح هنا ليست روح الله أي من ذاته وإنما هي مخلوق اسمه (الروح) وتابع لله ويعمل بأمره وهو من يقوم بنفخ نفخة الحياة في المخلوقات, فالروح ينفخ الحياة ولا ينفخ الأرواح.
(فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً) 19/17
وإذا ظننا أن روح الله هي ذات الله فإن تمثل الروح لمريم هو تمثل الله لها بصفة بشرية, طبعاً لا لأن الروح أساساً مخلوق ورسول من عند الله.
(فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا )19/17-19
(وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) 21/91
(وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) 66/12
فالله لم يذكر الملائكة هنا أبداً وقد يكون الروح من مجموعة الملائكة, كما أن الجن من الملائكة أيضاً.
وكما أن لكل ملاك خاصيته وعمله الخاص به كذلك الروح, والروح الأمين والروح القدس, وملاك الموت, قال الله تعالى :
(مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ) 2/98
هنا الله يذكر نفسه (الله) ثم يعطف اسمه على ملائكتة ورسله وجبريل وميكال ونحن نعلم أن الملائكة والروح هي رسل الله, فعطف كلمة الرسل تأتي لتعريف الملائكة أولاً, ثم أتت كلمتي أسماء جبريل وميكال وهم من الرسل أيضاً من مجموعة الروح حيث عرف الله جبريل بـ (الروح الأمين).
(وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ) 26/192-194
(قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين )2/97

لننظر في الفرق بين الملائكة والروح وما هي الأشياء التي يمكن أن يجتمعوا بها :
(تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ) ليلة القدر 97/4
(تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)70/4
من هذه الآية يتبين لنا أن الروح والملائكة, لهم خصائص مشتركة مما يدعوني إلى الإعتقاد أن الروح هي من مجموعة الملائكة والتي تنقسم إلى سبع طرائق :
(ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين )23/17
(الروح (للحياة) والملك (على أرجاءها) والأيدي (فوق أيدي الجميع) والسمع (ما توسوس به النفس في الصدور) والعين (النظر الثاقب الذي يرى كل شيء) والجن (الإغواء والفتن والمكر) والجند (ولا يعلم عددهم إلا الله)) وجميعهم من مخلوقات الله وكلهم مخلوقات بطيئة الحركة ولكنهم متساويين فيها مقارنة مع الله الذي ليس كمثله شيء, والذي يستطيع أن يكون مع كل خلقه في كل لحظة ولا ينطبق عليه الزمن فهو في كل مكان ولا يحتاج إلى زمن لوجوده في مكان وإنتقاله إلى مكان آخر, فلا يحده لا زمن ولا مكان, كما يحدث لمخلوقاته.
(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً) 87/38
والروح ليس مخلوقاً واحداً فقط فالروح القدس ليس هو الروح الأمين, حتى أن الروح الذي تمثل لمريم, والذي لم يذكر الله اسمه لنا بل جعله مجهول الهوية حتى أن الروح الذي سينفخ في الصور لينذر في يوم التلاق هو روح أخرى تختلف عن بقية الأرواح:
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً) 16/2
(وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ)2/87
(إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) 5/110

الخلاصة :
يتبين لنا من استعراض (الوحي والروح والملائكة) أن الوحي هو كلام الله, وأن الروح والملائكة هي مخلوقات الله, وأن الله يضع الروح في مركز أعلى من بقية الملائكة وكأنه المدير العام لها, وأن الملائكة هي بقية الخلائق الستة الباقية التي تعمل بأمر الله, والموكل للروح فهي طوع الروح وطوع الله فإما أن تنفخ الحياة في مخلوقات الله أو توصل كلام الله ووحيه للرسل الذين هم عباد الله والنبي والرسول البشري يوصلها إلى الناس لينفذوا الأمر, وأن الله أيضاً له طريقة أخرى في الخطاب للناس كأن يرسل الروح مباشرة ليتمثل للبشر, كما حصل لمريم, وكما حصل لعيسى, وكما تمثل الروح جبريل لنبي المسلمين, وهناك طريقة أخرى وهي الخطاب المباشر ولكن من وراء حجاب, لأنه ليس هناك أي أحد يستطيع أن يرى الله مباشرة كما قال الله في الآية التالية :
وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ )7/143

والله ولي المؤمنين

أخوك وسام الدين اسحق




رد مع اقتباس