عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2009-03-13, 06:09 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,400
مهم رد: قرآءة مُعاصرة في خصائص السُنة النبوية

فى محاولة منه لحب الظهور ، نجد أن صاحب المقال يوهم نفسه بأنه نجح فى إنكار السنة النبوية المطهرة ، فإن كان نجح فى إيهام نفسه بهذا فإننا لا نجده ينجح فى شئ بعدها ، فلم نجده يقدم تعريفاً للسنة حسب رؤيته ، بل كل ما قدمه لنا هى محاولة اعتراض يائسة فحسب.
ولا يعترض أحد على أن تكون السنة ناسخة لكتاب الله إلا جاهل ، فالله أنزل على نبيه القرآن ومثله معه ، فكلاهما وحى ، ولا غضاضة أن ينسخ الوحى بعضه بعضاً فالله تعالى يقول : ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها . والأدلة على كون السنة النبوية حجة فى التشريع الإسلامى كثيرة منها أدلة شرعية ومنها ما هو أدلة عقلية ، وقد فصلنا الحديث عن أدلة حجية السنة الشرعية فى غير موضع ، ولكنى هنا سأتحدث عن دليل عقلى على حجية السنة النبوية فى التشريع.
دليل عقلى على حجية السنة النبوية فى التشريع:
الله سبحانه وتعالى أنزل علينا كتابه الكريم بلسان عربى مبين ، وهو على أعلى مراتب الفصاحة والبلاغة والبيان ، ولكن فصاحته تفوق جميع المستويات البشرية فلابد من تفسير وشرح هذا الوحى بوحى آخر أقل منه فصاحة ليكون مرحلة وسطى بين الوحى الإلهى وبين الفهم البشرى ، فيكون لهذا الشرح وجهان ، وجه إلهى ووجه بشرى ، فأما الوجه الإلهى فهو معناه ولا يكون إلا من عند الله ، أما الوجه البشرى فهو ألفاظه ولا تكون هذه إلا من ألفاظ النبى ، وهذا الوحى الوسيط هو السنة النبوية.
ودعنى أحاج منكرى السنة بأن أسألهم هذا السؤال :
هل يحق للنبى أن يفسر القرآن؟
فإن أجابوا بـ : "لا" كفروا لتكذيبهم القرآن الذى قال : وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم
وإن أجابوا بـ : "نعم" كان هذا إقرار منهم بمذهبنا.
سؤال آخر :
من أحق بتفسير القرآن : أنتم أم رسول الله ؟
فإن أجابوا : رسول الله فقد أقروا بمذهبنا.
وإن أجابوا : نحن ، فقد كذبوا وكفروا ، حيث أن هذا اتهام لله جل وعلا بأنه أنزل وحيه على مفضول وترك الفاضل.
وعندما نجد أحدهم يتحدث عن تعريف السنة ويعترض على تعدد تعريف السنة عند العلماء كلٌ حسب تخصصه ومجاله وعلمه ،فلا نملك إلا أن نقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فهذا من دواعى الجهل ، نعم هناك معنى للسنة فى اللغة وآخر فى الفقه وآخر فى لاعقيدة وآخر فى الأصول وآخر فى علم مصطلح الحديث ، ولكن كل هذه التعريفات ليست من قبيل تعدد التضاد بل من قبيل تعدد التنوع. وكل علم من هذه العلوم ينظر إلى معنى السنة من زاوية واحدة بينما يترك باقى الزوايا لباقى العلوم ، ولكن الاتفاق على أن اصل السنة هو ما نُسب إلى النبى .
وتعدد معانى السنة ليس بدعة فى الدين ، بل يدل على عظمة أفهام العلماء ، وله أصل فى القرآن الكريم ، فنحن نرى أن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا أن نصلى له وأن نصلى على النبى فهل نقول ان هناك تضاد وتعارض وتقابل بين الصلاة لله والصلاة على رسول الله ؟!
هذا هو شاهدنا ودليلنا ندفعه فى نحور الجهلة منكرى السنة ، الذين يعترضون على تعدد مفاهيم السنة حسب العلوم التى تناولتها ، فى محاولة يائسة منها لادعاء أن ثمة تناقض بينها أو زعم أن السنة شئ غير معلوم أو مبهم ، ليسوغوا لأنفسهم ويخدعوا العامة لتبرير بدعتهم فى إنكار السنة النبوية المطهرة.

يتبع >>>>
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس