عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 2009-03-17, 06:15 AM
عقبة جبر عقبة جبر غير متواجد حالياً
منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-11
المشاركات: 6
افتراضي رد: قرآءة مُعاصرة في خصائص السُنة النبوية



بسم الله الرحمن الرحيم


الشيخ أبو جهاد الأنصاري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن التعصب بكافة أشكالة وخاصة الدينية منها ، كالطائفية على سبيل المِثال وليس الحصر ، تجعل من الأنسان المُصاب بالتعصب إنساناً منفراً وعدوانياً ، للأسف الشديد يا شيخ هذه العدوانية يلمسها القارئ المُتابع لمداخلتكم المُمتلئة بالمغالطات.. والمتناثرة على صفحات المنتديات الإسلامية.. فبعد التدقيق والتمحيص في مُشاركاتك.. تبين لي يا أخي بأن التعصب الطائفي لأهل السنة والجماعة هو العنوان العريض الذي يميز جميع كتاباتك بدون استثناء.. فالممعن فيها يرى بوضوح انشغالك بالأحاديث الظنية على أحسن تقدير ، على حساب آيات الكتاب اليقينية الذي وصفه الحق سُبحانه ، بالكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد (فصلت 42) لقد حذرنا المولى سُبحانه وتعالى منها (الطائفية) في آيان بينات ، كقوله سُبحانه: إِنَّ اَلَّذِينَ فَرَقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْت مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (الأنعام 159) ولكنكم كما تبين لنا وللأسف الشديد ، تمرون على هذه الآيات مرور الكرام ، غير آبهين بقوله تعالى: تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون (الجاثية 6)

وتأسيساً على ما تقدم وانطلاقا مما ذكرتموه لنا في مداخلتكم السابقة من مُغالطات نفيدكم بالآني:

أولاً: لن أعلق كثيراً على موضوع التحية ، ولكنني سأقول لك يا أخي كفاك مُكابرة ومراوغة حتى لا تفقد ما تبقى لك من مصداقية أمام القراء ، هذا إن تبق لك منها شيء أصلا... فقولك: "السلام فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين.. وقد كفانا أخونا أبو عبد الرحمن المؤنة ، فجزاه الله عنا خيراً." هذا الكلام يا شيخ لا يصدر إلا من شخص مراوغ يستغبي القراء.. ولا يصح أبدا أن يصدر من شيخ يصف نفسه بأنه مُتخصص في علوم السنة النبوية!! الأخ أبو عبد الرحمن رد التحية مشكوراً عملاً بقوله تعالى: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا (النساء 86) أما أنت يا شيخ فتعصبك أصاب بصيرتك بالعمى.. إنك تخوض معركة خاسرة على جميع الأصعدة ، فنذكر يا شيخ.. بأن لهذا الدين رب يحميه ، وهو أن الله سُبحانه وتعالى هو وحده الذي سيفصل بين الناس ، فدعك يأخي من هذا الهوس.. هوس الحكم على ضمائر الخلق. إتق الله يا شيخ.. ألم يقل سُبحانه: إِنَّ رَبَكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (السجدة 25) أم أن في سنتكم المُتبدعة ما يخالف ما نصت عليه الآية؟

ثانياً: يا شيخ ، لأنك مشغول بالحرب الخاسرة ، حرب الدفاع عن السنة النبوية! وهي حرب وهمية لا أساس لها إلا في مخيلة البعض.. وبما أنك تنقل للقرآء ما قاله السلف فقط ، بعد أن عطلت ملكة العقل للتفكر بقوله تعالى: إِنَّ اَللَّه وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى اَلنَّبِيّ يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِمُوا تَسْلِيماً (الأحزاب 56) فقد نقلت لنا ترهات من التفاسير التراثية سنردها إليك رداً جميلا ، وقطعاً لن ندفع ردنا في نحوركم كما فعلتم.. ولن ندق اجتهادنا بأعناقكم.. كما تفعلون! أقول هذا لأن دفع الشواهد في نحور المعارضين لرسول الله الكريم ، ودق أعناقهم ليس من سِمات وخِصال الرسول الكريم ، إلا إذا كان للبخاري ومسلم رأي آخر نُسخ به قول الله سثبحانه: وَإِنَّك لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم 4) فأين أنت يا شيخ من خُلقِ رسول الله ومن قوله سُبحانه وتعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اَللَّه أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اَللَّه وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اَللَّه كَثِيراً (الأحزاب 21) إنني أكاد أجزم بأنك وكعادتك يا شيخ ، قد مررت مرور الكرام على قول الله تعالى: كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اَللَّه أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (الصف 3)

ثالثاً: يقول الله تعالى: إِنَّ اَللَّه وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى اَلنَّبِيّ يَا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِمُوا تَسْلِيماً (الأحزاب56 )

الجلالين: إن الله وملائكته يصلون على النبي) محمد صلى الله عليه وسلم (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) أي قولوا اللهم صل على محمد وسلم.

التفسير الميسر: إن الله تعالى يثني على النبي صلى الله عليه وسلم عند الملائكة المقربين، وملائكته يثنون على النبي ويدعون له، يا أيها الذين صَدَقُوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، صَلُّوا على رسول لله، وَسَلِمُوا تسليمًا، تحية وتعظيمًا له. وصفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثبتت في السنة على أنواع، منها: "اللهم صَلِّ على محمد وعلي آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم, إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلي آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

بداية يا شيخ الله سُبحانه وتعالى لم يطلب منا أبداً أن نردد كما توهمتم: "اللهم صل على محمد وسلم" ، أو "صلى الله عليه وسلم" ولكنه يُخبرنا أولاً: أنه سُبحانه وملائكته يصلون بمعنى (يصِلون - يتواصلون) مع النبي الكريم. فإذا حصرنا المفهوم حول فعل "يصلون" وفعل "صلوا" هو من الصلوة ، أصبح معنى الآية أن الله وملائكته يقومون ويقعدون ويركعون ويسجدون على النبي ، سُبحانه وتعالى علواً كبيراً. وإن على الذين آمنوا أن يركعوا ويسجدوا أيضاً على النبي الكريم.. ولكن إذا دققت النظر في الفعلين من الصلاة ، أي "الصلة" ، فسوف يتضح لك فوراً المراد فهمه من هذه الآية ، وهو أن هناك صلة بين الله ملائكته من جهة ، وبين النبي الكريم من جهة ثانية. فالله سُبحانه يطلب من المؤمنين أن يصِلوا النبي الكريم ، والتواصل معه والتسليم والإذعان الكامل بلا قيد أو شرط بالرسالة التي جاء بها ، تماماً كما في قوله تعالى: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً (النساء 65)

أما القول بأنه ثبت في السنة النبوية أن الصلاة على النبي على أنواع كالصلاة الإبراهيمية التي وردت في حديث كعب بن عجره ، فهو تسطيح للآية بعد أن أخرجت من سياقها.. فأنا ارى أن التواصل مع النبي الكريم ، أهم بكثير من مجرد ترديد عبارات.. لذا فإنه من الخطأ الفاحش ترديد "اللهم صل وسلم على محمد" أو أن نقول "صلى الله عليه وسلم" لأن الله سُبحانه وكما جاء في الاية أنه يُصلي على النبي ولا يُسلم ، ونحن المطلوب منا أن نصلي ونُسلِم. فالصلاة حصراً هي القاسم المشترك بين الله تعالى وملائكته من جهة ، أما التسليم فهي خاصة بالمؤمنين فقط. فالله تعالى يا شيخ لم يقل (وسلموا سلاما) ولكنه قال: وَسَلِمُوا تَسْلِيما.ً

كلمة أخيرة: نرجو من الشيخ الغاضب أن لا يُكرر على مسامعنا إسطوانته المشروخة ، فقد مللنا من سماعها.. " أنه لا يجب أن يتحدث في دين الله إلا من كان ذا أهليه! ولماذا نسمح أن يتكلم فى كتاب الله لكل من هب ودب؟ وهل يجوز أن نعارض منهج أهل السنة والجماعة وما أجمع عليه العلماء عبر أربعة عشر قرناً من الزمان؟"

الإجابة ببساطة متناهية يا شيخ: نعم لا حرج أبداً في معارضة أهل السنة والجماعة أو ما أجمع عليه العُلماء عبر أربعة عشر قرناً من الزمان.. هولاء العلماء غير معصومون ، وهم بشر يُصيبون ويخطئون. فقول الله تعالى حول هذه النقطة تحديداً ، أوضح من أن يكره عاقل.. تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون (البقرة 141) كذلك فإنه من حق الجيمع التكلم في كتاب الله ، ومن حق الناس أيضاً الإستماع أو عدم الإستماع لمن هب ودب من أهل السُنة والجماعة..

شكراً لصبركم

عقبة جبر

شكراً لإدارة المنتدى التي أتاحت لي هذه الفرصة.
رد مع اقتباس