عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2023-03-16, 02:14 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,061
افتراضي سميع الشكوى / إعداد: د. أحمد محمد زين المنّاوي ق2

سميع الشكوى

إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي
القسم الثاني والأخير



تأمّلوا هذا الميزان.. 26 × 26

{ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141)} [النساء]

تأمّلوا هذه الآية وقد ورد فيها اسم { الله } ثلاث مرّات..
اسم { الله } في الموضع الأوّل هو التكرار رقم 182 من بداية سورة النساء، ويساوي 26 × 7
اسم { الله } في الموضع الأوّل هو التكرار رقم 676 من بداية المصحف، ويساوي 26 × 26
اسم { الله } في الموضع الأوسط هو التكرار رقم 2028 من نهاية المصحف، ويساوي 26 × 78

تأمّلوا الكلمة رقم 23 في الآية.. كلمة { مِنَ }..
هذه الكلمة { مِنَ } ترتيبها من نهاية سورة النساء رقم 676، وهذا العدد = 26 × 26
هذه الكلمة { مِنَ } ذاتها هي الكلمة رقم 3087 من بداية السورة، وهذا العدد = 7 × 7 × 7 × 9
ولكن لماذا ارتبطت هذه الكلمة { مِنَ } بهذا النظام السباعي العجيب؟!
ببساطة لأن الكلمة تتألّف من حرفين (الميم والنون) ومجموع ترتيبهما الهجائي 49، ويساوي 7 × 7
ركّزوا على كلمة { مِنَ } في الآية..

{ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141)} [النساء]

وردت كلمة { مِنَ } في الآية مرّتين اثنتين..
وردت كلمة { مِنَ } في الموضع الأوّلي بعد 7 كلمات من بداية الآية.
وردت كلمة { مِنَ } في الموضع الثاني قبل 14 كلمة من نهاية الآية، ويساوي 7 + 7
ما بين كلمة { مِنَ } في الموضع الأوّل وكلمة (مِنَ) في الموضع الثاني 14 كلمة، ويساوي 7 + 7
كلمة { مِنَ } في الموضع الثاني هي الكلمة رقم 3087 من بداية السورة، ويساوي 7 × 7 × 7 × 9
كلمة { مِنَ } تتألّف من حرفين (الميم والنون) ومجموع ترتيبهما الهجائي 49، ويساوي 7 × 7
تأمّلوا عظمة النسيج الرقمي القرآني وكيف يضبط جميع المسارات الرقمية في آن واحد!
حقًّا.. { ... وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} [النساء]

ابتعدنا كثيرًا.. هكذا هو النسيج الرقمي القرآني..
إذا أطلقت لنفسك العنان نزل بك إلى أعماق بعيدة غاية في الدقّة والإتقان.
وحتى لا نفقد البوصلة من الأفضل الرجوع إلى الآية التي بدأنا بها هذا المشهد..

{ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)} [المجادلة]

عدد حروف هذه الآية 73 حرفًا..
وهذا أمر عجيب! عجيب بالنسبة لهذه الآية دون غيرها من آيات القرآن!
لأن هذه هي الآية الأولى في سورة المجادلة.. السورة التي ورد اسم { الله } في جميع آياتها!
نعم.. السورة الوحيدة التي ورد اسم { الله } في جميع آياتها هي سورة المجادِلة!
والعدد 73 هو مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم { الله }!

بل هناك ما هو أعجب! تأمّلوا من جديد الآية الأولى من سورة المجادلة..

{ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)}

تكرّرت أحرف اسم الله في الآية الأولى من سورة المجادلة 40 مرّة!
40 هو عدد تكرار اسم { الله } في سورة المجادلة نفسها!
ما رأيكم في هذه الثوابت الرقمية المذهلة؟!

تأمّلوا حروف اسم المجادِلة السيدة (خولة بنت ثعلبة) رضي الله عنها..

الحرف/ تكرار في الآية
خ/ 0
و/ 5
ل/ 12
ة/ 0
ب/ 1
ن/ 1
ت/ 5
ث/ 0
ع/ 3
ل/ 12
ب/ 1
ة/ 0

المجموع/ 40

تكرّرت حروف اسم المجادِلة السيدة (خولة بنت ثعلبة) في الآية الأولى 40 مرّة!
هذا أمر عجيب! والأعجب منه أوس بن الصامت رضي الله عنه!!
المجادلة هي السيدة خولة بنت ثعلبة زوجة أوس ابن الصامت رضي الله عنه!
وهو المشار إليه في الآية الأولى من سورة المجادِلة بلفظ { زَوْجِهَا }.
الآن تأمّلوا كيف تكرّرت حروف اسم (أوس ابن الصامت) في الآية الأولى من سورة المجادلة..

الحرف/ تكرار في الآية
أ/ 11
و/ 5
س/ 3
ا/ 11
ب/ 1
ن/ 1
ا/ 11
ل/ 12
صم 1
ا/ 11
م/ 4
ت/ 5

المجموع/ 76

تكرّرت حروف اسم (أوس ابن الصامت) في الآية الأولى 76 مرّة!
الآن اكتملت الصورة فتأمّلوا..
حروف اسم المجادِلة (خولة بنت ثعلبة) تكرّرت في الآية الأولى 40 مرّة!
وحروف اسم زوج المجادِلة (أوس ابن الصامت) تكرّرت في الآية الأولى 76 مرّة!
مجموع العددين 116، وهذا العدد يساوي 58 + 58
58 هو ترتيب سورة المجادلة في المصحف!
ما رأيكم في هذه الحقائق الرقمية الدامغة؟
رغم ذلك هناك من يأتي ويجادل بشأن { ابْن } ويقول لماذا لا تكتبها من دون ألف!
الرد على هؤلاء هو أن لفظ { ابْن } يرد في القرآن بإثبات الألف في جميع الأحوال!

تأمّلوا حروف شهادة الصدق: {مُحمَّد رَسُوْلُ الله }..

الحرف/ تكرار في الآية

م/ 4
ح/ 1
م/ 4
د/ 2
ر/ 2
س/ 3
و/ 5
ل/ 12
ا/ 11
ل/ 12
ل/ 12
هـ/ 5

المجموع/ 73

تكرّرت حروف { مُحمَّد رَسُوْل الله } في الآية الأولى من سورة المجادلة 73 مرّة!
73 هو عدد حروف الآية نفسها! ما رأيك في هذه الحقيقة الرقمية الدامغة؟

تأمّلوا آيتي كفارة الظهار في سورة المجادلة..

{ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)}

وهذه هي كفارات الظهار على الترتيب..
{ ... فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ...... (3)}
{ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ }
{ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ }
{ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا }
{ فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ }
{ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ... (4)}

واحدة من هذه الكفارات تضمنتها الآية الأولى..

{ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3)}

انتبهوا جيِّدًا إلى أن هذا الحكم موجه إلى (أوس ابن الصامت) ومن يظاهر من بعده!
والآن تأمّلوا كيف تكرّرت حروف اسم (أوس ابن الصامت) في هذه الآية ذاتها..

الحرف/ تكرار في الآية

أ/ 11
و/ 9
س/ 2
ا/ 11
ب/ 5
ن/ 9
ا/ 11
ل/ 8
ص/ 0
ا/ 11
م/ 9
ت/ 4

المجموع/ 90

تكرّرت حروف اسم (أوس ابن الصامت) في الآية 90 مرّة!
العجب كل العجيب أن 90 هو عدد حروف الآية نفسها!
ما رأيكم في هذه الحقيقة الرقمية الدامغة!

مزيدًا من التأكيد.. اثنتين من هذه الكفارات تضمنتهما الآية الأخرى..

{ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)}

والآن تأمّلوا كيف تكرّرت حروف اسم (أوس ابن الصامت) في هذه الآية ذاتها..

الحرف/ تكرار في الآية

أ/ 14
و/ 6
س/ 5
ا/ 14
ب/ 4
ن/ 10
ا/ 14
ل/ 14
ص/ 1
ا/ 14
م/ 12
ت/ 7

المجموع/ 115

تكرّرت حروف (أوس ابن الصامت) في الآية 115 مرّة!
العجب كل العجيب أن 115 هو عدد حروف الآية نفسها!
وهذه الحقيقة الرقمية الدامغة ما رأيكم فيها؟!

تامّلوا آيتي كفارة الظهار معًا..
{ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)}

انتبهوا جيّدًا إلى أن سبب نزول هذه الآيات هو أن (أوس ابن الصامت) ظاهر زوجته (خولة بنت ثعلبة) فجاءت هاتنان الآيتان بثلاث خيارات لكفارة الظهار..
تكرّرت حروف اسم (أوس ابن الصامت) تكرّرت في الآيتين 90 +115 = 205 مرّات!
205 هو بالفعل مجموع حروف الآيتين!
ما رأيكم في هذه الحقائق الرقمية الدامغة!

هناك حقيقة يجب أن يعيها المسلمون قبل غيرهم.. وهي أن النسيج الرقمي القرآني متضمن كل شيء! نعم.. كلَّ شيء، بما في ذلك أسماء الأشخاص الذين نزل القرآن في حقهم، والأخبار والأحداث التاريخية التي أشار إليها القرآن، والموضوعات التي تناولها، و"كل شيء" بكل ما تحمل هذه العبارة من معنى :
{ ما فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ }!
وكقاعدة عامة في القرآن أن ما تسكت عنه الألفاظ تفصح عنه الأرقام، وما (أوس ابن الصامت) الذي رأينا جانبًا من نمط تكرار حروف اسمه في آيات الظهار إلا نموذجًا واحدًا من آلاف النماذج التي يمكن استخلاصها من القرآن. إن جهلنا بهذه الحقائق يجب ألا يدفعنا إلى إنكارها، ففي موقع (طريق القرآن) من النماذج ما يكفي للبرهان عليها، ومع الوقت سوف تترسَّخ هذه القناعة لدى الجميع، تصديقًا لقوله تعالى:

{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِيْنَ (89)}
[النحل].

نعم.. تبيانًا لكل شيء! ليت المسلمون يفقهون ما تعنيه هذه الآية!
---------------------------------------------------------------------------

المصادر:
أوّلًا: القرآن الكريم؛ مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

ثانيًا: المصادر الأخرى:
ابن كثير، أبي الفداء إسماعيل بن عمر (2012)، تفسير القرآن العظيم؛ بيروت: دار الكتب العلمية.
السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر (2014)؛ لباب النقول في أسباب النزول؛ بيروت: دار الكتاب العربي.
الواحدي، أبي الحسن علي بن أحمد (2013)؛ أسباب النزول؛ بيروت: المكتبة العصرية.

انتهى القسم الثاني والأخير

بتصرف بسيط عن موقع القرآن الكريم
رد مع اقتباس