عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 2014-07-31, 12:21 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,399
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جهاد الأنصاري مشاهدة المشاركة
الشبهة الثانية

قوله تعالى : (فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً) [النساء : 153]
[الرد] : المعنى واضح ولا يحتاج لأى فهم أو إمعان نظر.
فـ (جهرة) : حال متعلق بالفعل (أرنا) ، وليس متعلق بالفعل (قالوا). والمعنى : رؤية بالبصر ظاهرة منكشفة.
وبناء على ذلك قال بعض العلماء : إنهم سألوا متعنتين، ولذلك عاقبهم الله تعالى، ويستدل من هذا جواز الرؤية، لا امتناعها ، فلو كان العقاب لمجرد سؤال الرؤية لعوقب وذم كل من سألها، وقد سألها بعض الأنبياء كموسى عليه السلام نفسه ، وهو المرسل إليهم فلم يعقابه الله على سؤاله هذا، وهم أيضاً لم يعاقبوا لذلك ولم يذموا، والتعنت إنما ورد في تحديد حالة الرؤية أنا (جهرة) ، وهذا فيه تحجير على الله تعالى وتحكم في الطلب والسؤال المنافي للعبودية وغير اللائق بسؤال الله تعالى.

ولو صح القول عن ابن عباس رضى الله عنه بأن معنى الآية (قالوا جهرة أرنا الله) فإن الرد يكون بناء على القاعدة الأولى وهو : أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والتخصيص.
ويكون السياق هكذا :
قالوا: جهرةً ، أرنا الله.
فالمهم فى السياق هنا هو طلبهم لرؤية الله سبحانه وتعالى لذا تم تقديم (أرنا الله) بعد (قالوا) ثم تأخر وصف حالهم وهم يتكلمون (قالوا ... جهرة) لأن وصف حالهم بالكلام أقل أهمية من الطلب ذاته ، فتم تأخير (جهرة).

أما قوله (والتركيب الصحيح .....) فهذا ينم عن سفه ، لأن ما يساق فى موضع التفسير والشرح والبيان لا يعد هو التركيب الصحيح.
[والله أعلم]
الآن يحضرنى تأويل جديد للرد على هذه الشبهة. فقد يكون المقصود الصحيح أنهم قالوا جهرةً : أرنا الله. ولكن مجئ البيان على هذا الترتيب له حكمة وهى أن تركيب الآية يخبر عن عملية القول نفسها بأنهم أجمعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى واتفقوا فيما بينهم أن يطلبوا من موسى أن يريهم الله. ثم لما ذهبوا إليه قالوا له جهرةً : أرنا الله. فبينت الآية طلبهم وفى نفس الوقت الأسلوب الذى اتبعوه والإسرار والاجتماع على القول قبل المجاهرة لموسى .
فجاء ترتيب الآية على هذا النحو لتشمل المعنيين: قالوا جهرة: أرنا الله. و .... قالوا : أرنا الله جهرة.
والحمد لله رب العالمين.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس