عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 2010-07-07, 06:40 PM
عفراء عفراء غير متواجد حالياً
عضوة لاأدرية
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-30
المشاركات: 18
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله بوراي مشاهدة المشاركة
المحترمة عفراء
رأيت ( نقل هذا التوضيح اليكِ إذ لربما يعطيكِ فكرة واضحة عن الهالك نصر أبوزيد.

السيد عبد الله بوراي المحترم

الحقيقة أن النص الذي نقلته مهم جداً، ويلقي الضوء بشكل كبير على هذه القضية.. قضية هل أن أبو زيد مؤمن أم كافر.

بالنسبة لي سبق ان قرأت بعض كتابات وآراء أبو زيد، ولم أجد فيها ما يتهمه به المقال، ولكن المشكلة هي في فهم مقاصد أبو زيد التي لا يتم كما أرى التعمق فيها.

مثلاً مفهوم (الهرمنيوطيقا) فسره المقال والآخرون من وجهة النظر التي ينتقدها أبو زيد نفسه، فهذا المصطلح يقصد به (تفسير النص بشكل عام، سواء كان هذا النص تاريخيًا، أم دينيًا) ويكيبيديا.

فالخلاف بين أبو زيد والإسلاميين كان حول آليات تفسير النص، وليس حول قدسية النص كما اتهموه، فالنص مقدس بالنسبة لأبو زيد، ولكن ما هو ليس مقدساً هو التفسيرات غير الحضارية له تبعاً لما يرى أن الإسلاميين قد فعلوا.

فآلية تفسير النص هي منبع الخلاف بين أبو زيد والإسلاميين، ففي الوقت الذي يرى أبو زيد أن الإسلاميين يفسرون النص انطلاقاً من أغراضهم الشخصية وأبرزها: أدى (الــتوحيد بين الـــدين والتراث إلى إضفاء الـــقداسة على ذلك التراث، وإلى تحـــويله من مرتبة النصوص الثانوية إلى مرتبة النصوص الأولية، واقتصرت مهــمة العقل على الـتكرار والـــشرح والترتيب، ما أدى إلى ركود الثقافة التي عززت بدورها ركود الواقع العربي المنتج لهذه الثقافة)

ولذلك طالب أبوزيد (بإلغاء القداسة عن التراث وفصل التراث كمعطى فكري إنساني عـــن القرآن الكريم).. لكنه لم يطالب قط بالمساس بالقرآن نفسه.. انتقد التطبيق، ولم ينتقد الأصل، ونقد التطبيق هو في النهاية نقد التفسير غير الحضاري للنص القرآني، وهذا سبب نقمة الإسلاميين عليه، لأنه سحب بساط الشرعية من تحت أقدامهم.

وبالنسبة لما ذكره د.علي حرب، فهو رأيه الخاص، وليس رأي أبو زيد، وأبو زيد ليس مسؤولاً عما قاله أو فهمه خطأ ً غيره، سواء من الإسلاميين أم العلمانيين، فهو لم يطالب بالتحرر من النصوص الدينية كما زعم حرب، وإنما طالب بالتحرر من التفسير المتزمت للنصوص، أي تفسيرات غلاة الإسلاميين غير الحضارية له، واعتماد منهج نقدي معاصر يحفظ قدسية النص وكرامة الإنسان، تبعاً لمستجدات العصر الحديث.

لقد قرأت أحياناً كتابات وحوارات أبو زيد، ولم أجد مرة أنه انتقد النص، بل انتقد دوماً تفسير النص والقائمين على هذا التفسير، معتبراً أن النص القرآني نص تاريخي حيوي، وليس جامداً لا يقبل إلا تفسيرات محلية أو زمنية محددة.

يقول أبو زيد: الإمكانية الوحيدة لإصلاح حقيقي في الإسلام تكمن في فهم تاريخي للقرآن. فهو يشير إلى أن القرآن ليس بنص جامد يحتوي على تشريعات قانونية جاهزة، وصالحة لكل الأمكنة والأزمنة. بل يجب بالأحرى النظر إليه كخطاب ديناميكي متعلق بالحاجات الإنسانية في مكان وزمان محددين؛ فهو يحتوي على كل من قيم كونية وتطبيقات تاريخية لهذه القيم. وإذا ما أردنا معرفة الحكمة وراء هذه التطبيقات، يجب علينا أن ندرس السياق التاريخي.

راجع
http://www.midouza.net/vb/showthread.php?t=3369


ولذلك فاتهام أبو زيد بالإلحاد والماركسية وإلغاء قدسية النص ووو.. الخ، ليس أكثر من شائعات مغرضة بحقه.

وشكراً لك.
رد مع اقتباس