عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2023-03-20, 07:45 PM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,734
افتراضي الحكمة من خلق الخلق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-

(( الحكمة من خلق الخلق ))


تتمثّل الحكمة من خلق الخلق في عبادة الله وحده لا شريك له، والدليل على ذلك قول الله عزَّ وجلّ {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، ومن العبادة التي خلق الله الخلق لأجلها ثلاث أنواع مختلفة تتمثّل في [“عبادة القلب، عبادة اللسان، عبادة الجوارح”.]

والمقصود بعبادة القلب أي الخوف من الله عزّ وجلّ، والتوكل عليه في كل شيء، بل ومحبته والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه، بينما عبادة اللسان فهي ذِكر الله وتسبيحه واستغفاره بصفة دائمة، وأخيرًا عبادة الجوارح وهي ما فرضه الله عز وجلٍ من عبادات كالصلاة، والصوم، والحج، وإخراج الصدقات.. وغيرها.
لماذا خلق الله الإنسان وهو غني عن عبادته

بيّن الله سبب خلقه للإنسان في قوله عزَّ وجلّ {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ* مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ* إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} فإنَّ الله لا يخلق أو يفعل شيئاً عبثاً حتى أنَّ عقولنا كبشر تقف عاجزة غير مُدركة لحكمة الله سبحانه وتعالىَ في كل فعل من أفعاله، إذ يقول الله عزَّ وجلّ {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}.
ما هي أهمية التوحيد
التوحيد هو الغاية والهدف من خلق الله للإنس والجن.
التوحيد هو الغاية من إرسال الرّسل.
كما أنَّ التوحيد أول الواجبات.
أساس لقبول الأعمال.
أعظم حقوق الله على عباده.
لا يدخل الجنة سوى الموحد بالله.

التوحيد هو الغاية والهدف من خلق الله للإنس والجن: كما ذكرنا سابقًا أنَّ الحكمة من خلق الإنس والجن هي عبادته وحده لا شريك له، وذلك بالدليل القاطع في قولهِ {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، حيثُ صُنفت العبادات لعبادة القلب وهي الخوف من الله وحبه، وعبادة اللسان أي ذكر الله وتسبيحه، وعبادة الجوارح كالصوم والصلاة والصدقات.

التوحيد هو الغاية من إرسال الرّسل: كان الهدف من إرسال الله عزّ وجلّ للرسل أن يأمروا بتوحيد الله وينهوا عن الشّرك، والدليل على ذلك قول الله تعالىَ { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}.

كما أنَّ التوحيد أول الواجبات: بالفعل التوحيد بالله وحده لا شريك له في ملكهِ أول واجبات العبادة المفروضة على العِباد، وكان الدليل على ذلك قول الله عزّ وجلّ في كتابه الكريم ما يدل على أنَّ التوحيد هو أول الواجبات {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} ومعنى قضى أي أوجبَ.

كما قال رسول الله صَلَّ الله عليه وسلَّم ” إنَّكَ تَقْدَمُ علَى قَوْمٍ مِن أهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى، فَإِذَا عَرَفُوا ذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في يَومِهِمْ ولَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا صَلَّوْا، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم زَكَاةً في أمْوَالِهِمْ، تُؤْخَذُ مِن غَنِيِّهِمْ فَتُرَدُّ علَى فقِيرِهِمْ، فَإِذَا أقَرُّوا بذلكَ فَخُذْ منهمْ، وتَوَقَّ كَرَائِمَ أمْوَالِ النَّاسِ”.

أساس لقبول الأعمال: التوحيد بالله وحده لا شريك له هو أساس قبول الأعمال، حيثُ لا يتقبل الله كافة الأعمال من المُشركين به حتى وإن كان هذا العمل صالحًا، لذا أوجبَ الله التوحيد أولاً ليتقبل الأعمال، وكان الدليل على ذلك قوله تعالى :{فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ}.

أعظم حقوق الله على عباده: كان التوحيد من أعظم حقوق الله الواجب تنفيذها من العباد، والدليل على ذلك حديث مُعاذ بن جبل حين قال ” كُنْتُ رِدْفَ رَسولِ اللهِ صَلَّ اللَّهُ عليه وسلَّمَ علَى حِمارٍ، يُقالُ له: عُفَيْرٌ، قالَ: فقالَ: يا مُعاذُ، تَدْرِي ما حَقُّ اللهِ علَى العِبادِ؟ وما حَقُّ العِبادِ علَى اللهِ؟ قالَ: قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّ حَقَّ اللهِ علَى العِبادِ أنْ يَعْبُدُوا اللَّهَ، ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحَقَّ العِبادِ علَى اللهِ عزَّ وجلَّ أنْ لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا، قالَ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أفَلا أُبَشِّرُ النَّاسَ، قالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا”.

لا يدخل الجنة سوى الموحد بالله: أكد الله عزّ وجلّ أنّه لا يدخل الجنة ولا يشم ريِحها سوى الموحدين بالله وحده لا شريك له في ملكهِ، والدليل قوله تعالى: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ}.
الحكمة من خلق الخلق للعبادة للتفاخر للتكاثر
للعبادة.

الحكمة من خلق الخلق هو لعبادة الله عز وجلّ وذلك لقول الله تعالى :{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، أي لم يخلق الله العباد لا للتفاخر ولا التكاثر.
§§§§§§§§§§§§§§§§§§
رد مع اقتباس