عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 2007-08-10, 12:26 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,401
افتراضي

تنزيل الحديث على التاريخ والواقع:




وإذا تأملنا وقائع التاريخ نجدها تشهد بصدق ما أخبر به المعصوم من ألف وأربعمائة عام.

وهذه بعض مشاهد التداعى على هذه الأمة أضعها بين أيديكم على سبيل المثال لا الحصر تشهد بما لا يدع مجالاً لشك بأنه خبر من عند من لا ينطق عن الهوى.

1- فما إن توفى النبى صلى الله عليه وسلم حتى خرج منافقو هذه الأمة يقاتلونها فى حرب الردة والمرتدين.

2- ثم ها هى الحملات الصليبية على الشام ومصر ، تأتى تحت راية الصليب ولكن جُمع لها من عدة دول أوربية – لا دولة واحدة - وهى : المجر وفرنسا وألمانيا والنمسا وغيرها. وقد استمرت هذه الحملات على مدار مائتي عام كاملين (1096 - 1291).

3- وما حدث فى الأندلس نظير هذا فبعدما سادها الإسلام طيلة ثمانية قرون ،تكاتفت عليها دول أوربا كذلك وأخرجت منه الإسلام بعد صراع مرير بين الأمتين.

4- وشبيه بذلك ما حدث فى الفلبين وجزر الملايو وجنوب شرق آسيا ، حيث تحولت دولاً إسلامية كاملة إلى النصرانية (كالفلبين مثلاً).

وما حدث فى الدولة العثمانية الإسلامية شبيه ذلك ، فالذى يتأمل تاريخ تلك الدولة يجد أموراً تدعو إلى الدهشة والعجب ، نجد أنها قد دخلت فى صراعات كثيرة مع دول أوربا (بعضها مجتمعةً فى غالب الأحوال) واستطاعت أن تمد هذه الدولة نفوذها وسيطرتها على مساحات كبيرة تكفى لأن نصف تلك الدولة بأنها إمبراطورية مترامية الأطراف. هذا فى حال القوة.

5- أما فى حال الضعف فإن الأمر كان جد مختلفاً. فقد وقّعت الدولة العثمانية عدة معاهدات مع دول أوربية وكانت النتيجة المعروفة والحتمية لكل اتفاقية من تلك الاتفاقيات هى أن تتنازل الدولة العثمانية عن أجزاء من أراضيها وممتلكاتها لدولة أو أخرى. وكانت صورة التداعى واضحة فى كل تلك المشاهد.

6- وفى العصر الحديث نجد أن الاستعمار الأوربى قد قطع أوصال الأمة الإسلامية شراذم لا تحصى ، وقد اتخذ صورة التداعى كذلك فها هى فرنسا تقتطع لنفسها الشام وبلاد المغرب العربى.

7- وهذه بريطانيا تحتل مصر والسودان واليمن وإمارات الخليج العربى ، وهذه إيطاليا تحتل ليبيا ، وهذه مجرد أمثلة لا أكثر.

8- وفى مطلع القرن الماضى كان المغرب العربى مسرحاً لحالة من حالات التداعى حيث وقعت كل من فرنسا وإسبانيا عام 1901 اتفاقية تقضى بانفرادفرنسا وإسبانيا بالمغرب. ثم وقعت اتفاقاً مع بريطانيا عام 1904 عرف بالاتفاق الودى لتأكيد ما جاء فى سابقه إضافة إلى تأكيده حرية إطلاق يد بريطانيا فى مصر. وقد أقرت الدول الثلاث هذا الاتفاق.

9- ولكن لم يكن الأمر قاصراً على تلك الدول الثلاث فحسب. فالشريك الألمانى واقف يترقب ، وكان العشاء جاهزاً ليستوعب أكثر من هذا بكثير فعقد مؤتمر سمى بمؤتمر الجزيرة الخضراء عام 1906 نتيجة تدخل ألمانيا فى أزمة المغرب و(دعى) لحضوره (12دولة) : فرنسا ،ألمانيا، النمسا/المجر، بلجيكا، الدانمارك، إسبانيا، إنجلترا، إيطاليا، هولندا، البرتغال، السويد، الولاياتالمتحدة الأمريكية، ومااذ كانت نتيجةذلك المؤتمر؟

10- نتيجته أن تفقد دولة إسلامية سيادته الحقيقية. والتدخل الأوربى الكامل فى شؤون المغرب. علاوة على تداعيات أخرى.

11- وحديثاً نجد الأمر يتكرر بحرفيته ، ففى قضية فلسطين وهى القضية الإسلامية الأولى والتقليدية ، نجد صورة التداعى واضحة جداً بين أمة اليهود ممثلة فى عصابات الصهاينة وبين أمة النصارى ممثلة فى بريطانيا ويتفقان على تكوين وطن قومى لليهود فى فلسطين ، وهذا طبعاً على جثة جزء من أجزاء الأمة الإسلامية.

12- وعندما تنشب حرب 1948م نجد التحالف الصهيونى الصليبى واضحاً جداً
حيث كانت بريطانيا تمد عصابات الصهاينة بكل ما يلزمها من معدات وسلاح. وحتى فى حرب 1956م نجد التداعى الصهيونى الصليبى يتكرر بتداعى ثلاث دول هى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل للهجوم على مدن قناة السويس فى مصر.

13- وعندما غابت شمس الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس نجد التداعى موجود كذلك بين اليهود وحماة الصليب الجدد – أمريكا – فإن كانت بريطانيا قد نجحت فى إنجاب إسرائيل وزرعه فى جسد أمة الإسلام فإن أمريكا هى التى ربتها وجعلت منها شرطى المنطقة.

14- والصورة على الساحة السياسية الآن أكثر وضوحاً وتنظيماً وظهوراً عن ذى قبل ، كيف هذا؟ نجد أن أمريكا عندما تريد أن تغزو دولة إسلامية كما حدث فى أفغانستان ، أو كما يحدث الآن فى العراق نجد أن الولايات المتحدة تتخذ أسلوب الحشد الدولى – يعنى التداعى بمفهومنا نحن هنا – وتسمى هذا بالشرعية الدولية ، وقوات حفظ السلام الدولية أو ما شابه تلك المسميات ، ولا يخرج كل هذا عن مبدأ التداعى الذى أشار إليه الحديث الشريف.

15- وإذا نظرنا إلى مثال شاخص بين أعيننا الآن وهو ما يحدث فى العراق. سنجد المشهد كما أخبرنا به نبينا – صلى الله عليه وسلم منذ ألف وأربعمائة عام – حيث يتداعى أنصار الصليب ممثلين فى أمريكا وبريطانيا والقوات الدولية التابعة للأمم المتحدة (مسؤول التداعى الأول على أمة الإسلام فى العالم) نجدهم يتداعون مع أبناء نجمة صهيون ن فنجد أمريكا تستأثر بشمال العراق بينما تستحوذ بريطانيا على جنوبه فى الوقت الذى تعيث فيه المخابرات الصهوينة (الموساد) الفساد داخل أرض العراق لتمكن لحلفائها هناك.

16- المشهد برمته يتكرر بتفاصيل لا تختلف كثيراً فى السودان وأحداث دارفور المفتعلة ، وسعى أمريكا الدؤوب على نزول قوات (التداعى) الدولية التابعة للأمم المتحدة فى دارفور ،رغم أنها قضية داخلية لدولة حرة ذات سيادة. ولكن مشهد التداعى ملازم لنا فى كل حين.

17- وقريباً منها فى منطقة القرن الإفريقى وتحديداً فى الصومال ، فلا يزال حلم التداعى الأمريكى الصليبى موجود على الساحة وبعد أن خرجت القوات الأمريكية من الصومال بفضيحة كبيرة ، إذا بها تتعرف على كلمة السر لتدخل الصومال دخولاً آمناً ، ألا وهو (التداعى) مرة أخرى ، وكيف هذا؟

18- أن ترسل بقوات أثيوبية لتخوض حرباً على أرض الصومال نيابة عن أمريكا ، قد يقول البعض ولكن هذا لمساندة الحكومة الصومالية ، ولكن الحق أنه ليس كذلك بل للقضاء على جبهة المحاكم الإسلامية التى أعادت إلى الصومال الإسلام والعروبة مصحوباً بالسلم والأمن الذى لم تذق طعمه منذ عشرات السنين.

19- ولا يزال مسلسل التداعى مستمراً.
رد مع اقتباس