عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2018-11-20, 04:04 AM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,829
افتراضي العقيدة الادبية عقيدة دينية

قرات اليوم صباحا منشورا للاخ الحبيب ( ج . ب) ، قال فيه ، موجها الكلام لمن عنده من محبي الادب و المتوغلين في مذاهبه و الهائمين على اعيانه ، : " الفرق بيني وبينك أني أقدم عقيدة ومنهج السلف على حب الأدب "
و قد احببت ان اقتبس جملته هاته من منشوره ، و انقلها الى منشوري ، لما رايت في بعض الاخوة من اهتمام بالادب و تقديم حبه و دراسته على عقيدة السلف .

ان الادب عندنا ليس ادبا لاجل الادب ، و لا الفن عندنا فن من اجل الفن ، و الذي نقصده بالفن هنا هو ذلك التصوير التعبيري و الترتيب اللفظي البليغ و الفصيح ، و انما الادب عندنا لا اعتبار له الا بوسائله و غاياته ، فالادب الذي يقوم على فضيلة في المعنى و سوءة في التعبير ، او العكس ، لا نسميه ادبا بل نراه شقاء و تعبا و شدة ، و تأبى اقلامنا ان تحاكي اسلوبه او تاتي بمثل افكاره ، و قد راينا ، من الكتاب و الادباء ، من طاوعتهم اللغة و اسلمتهم ناصيتها حتى مكنتهم من نفسها و يسرت لهم و لاقلامهم التعبير عن اي معنى ، مهما داق او اتسع ، و مع ذلك فانك لا تذكرهم و لا تذكر ما انتجوه الا مقرونا بكل معاني الخلاء ، من اعوذ بالله من الخبث و الخبائث الى غفرانك و ما يقع بينهما من معاني ، و من هذا و غيره كان الادب عندنا هو ما يجمع بين الفضيلة في المعنى و الفضلية في التعبير و يكون لاجل السمو بالمجتمع.

و الاساس الذي يقوم عليه قولنا : ان في هذا المعنى او اللفظ فضيلة او رذيلة ، انما هو عقيدة السلف ، و التي تقوم على اصل ثابت لا يتغير و لا يتحول ، و هو الكتاب و السنة بفهم سلف الامة .

فنحن لا نقرا او نكتب في الادب لمجرد زهو النفس او لذة في الروح او متعة العقل ، و لذلك لا تجدنا نهتم بمن يضمن كتاباته ما حرم الله و ما احل ، فياتي على الطيبات و الخبائت ، و انما نقرا و نكتب في الادب توليدا للمعاني ، و تهييجا للافكار ، و ايقادا للاقرائح .

فلابد للاديب و الكاتب من عقيدة دينية ، تقوم و تنبني عليها عقيدته الادبية ، و يستحيل ان تنشا عقيدة ادبية في معزل عن عقيدة دينية ، فمن جوز الفصل بينهما كان احد الرجلين : واهما او مدعيا

كتب: الاثنين 11 ربيع الاول 1440 (19/11/2018)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
رد مع اقتباس