عرض مشاركة واحدة
  #63  
قديم 2012-11-17, 06:26 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 302
افتراضي

جمع الشهداء ودفنهم‏‏:
جمع النبي صلى الله عليه وسلم الشهداء، شهداء أحد ، والمشهور عند أهل العلم بل شبه متواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على شهداء أحد صلوات الله وسلامه عليه ، وكفنهم في ثيابهم إلا من لم يجد له ثوب فكفن في غيره ، كمصعب بن عمير وحمزة فالأصل أنهم كفنوا في ثيابهم وفي دمائهم حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم :" يأتون يوم القيامة ، الجرح يسكب دما ، اللون لون الدم، والريح ريح المِسْك‏)‏ ‏.‏ فلم يصل عليهم صلوات الله وسلامه عليه . والصحيح في الشهداء أن الصلاة عليهم جائزة ليست ببدعة ، يجوز أن يصلى على الشهداء ويجوز أن تترك الصلاة عليهم.
وهكذا كان يفعل صلوات الله وسلامه عليه أحيانا يصلي على الشهداء وأحيانا يترك صلوات الله وسلامه عليه.
قال عبد الرحمن بن عوف‏:‏ قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطيت رجلاه بدا رأسه ، ، وأنزل رأسه وصار يبكي أي عبد الرحمن بن عوف رضي الله تبارك وتعالى عنه وأرضاه.

انتهت هذه المعركة ، رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، وقعت بطولات لبعض النساء بعد هذه المعركة ، بطولات في الصبر ، لأن الرجال بطولاتهم داخل المعركة ، فقد حصل بطولات داخل المعركة نسيبة بنت كعب رضي الله عنها ولكن في الأصل بطولات الرجال تكون داخل المعارك ، وبطولات النساء تكون خارج المعارك ، الصبر ، الثبات ، والرضا بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره.
فهذه امرأة من بني دينار، أصيب في أحد زوجها وأخوها وأبوها ، الزوج والأخ والأب، فلما قالوا لها مات أبوك. قالت‏:‏ ولكن ما فعل رسول الله ‏؟‏ قالوا‏:‏ وأعظم الله أجرك في أخيك . قالت: وما فعل رسول الله ؟ قالوا: وقد استشهد زوجك. قالت: وما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا : خيرا يا أم فلان ، هو بحمد الله كما تحبين ، قالت‏:‏ أرونيه حتى أنظر إليه، فأشير إليها(أي هناك النبي صلى الله عليه وسلم) حتى لما رأته قالت‏:‏ كل مصيبة بعدك جَلَلٌ(أي ضعيفة لا شيء لا شيء) . وهذا مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال:" إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليتذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب". أجل أعظم مصيبة أصيب بها الناس كلهم ، هي مصيبة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك هذه الصحابية رضي الله عنها حققته واقعا . مات أبوها وأخوها وزوجها ، وتقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهذا قد مر بنا لما ضرب أبو بكر الصديق رضي الله عنه حينما كان يدعو إلى الله تبارك وتعالى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون له: سليم. لا بأس عليك وهو يكاد يموت. فيقول لهم: وما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ هكذا كانوا يحبون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما نحن بما أنَّا لم نر رسول الله صلى الله عليه وسلم فإظهار حبنا له صلوات الله وسلامه عليه إنما يكون بإتباعه وإتباع سنته والسير على هديه ، والدفاع عن سيرته ونشرها بين الناس فهذا هو الواجب عليكن وعلينا جميعا.


رد مع اقتباس