عرض مشاركة واحدة
  #66  
قديم 2012-11-17, 06:39 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 302
افتراضي

مأساة بئر معونة:
هذه مأساة آلت النبي صلى الله عليه وسلم ، وتبعتها في نفس الشهر مأساة أخرى وهي مأساة بئر معونة.
فبعد الرجيع جاءت مأساة بئر معونة وذلك أن عامر بن مالك يقول له أبو البراء ملاَعِب الأسِنَّة، قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أسلم تسلم، اتبع دين الله ، أترك ما أنت عليه من الشرك، فالرجل أظهر لينا وأظهر نوع اسجابة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يسلم ، ولكن أظهر شيئا من اللين ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم:‏ يا رسول الله، لو بعثت أصحابك إلى أهل نَجْد يدعونهم إلى دينك لرجوت أن يجيبوهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏"‏إني أخاف عليهم أهل نجد‏"(خاف أن يقتلوا)، فقال أبو بََرَاء ‏:‏ أنا جَارٌ لهم،في جيرتي وفي حماي، أنا جار لهم، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم معه سبعين رجلاً وأمر عليهم المنذر بن عمرو أحد بني ساعدة ، وكان هؤلاء السبعون من خيار المسلمين ، ذهبوا ينشرون دين الله تبارك وتعالى في أهل نجد، فساروا يتدارسون القرآن ويصلون بالليل، حتى نزلوا مكانا يقال له بئر معونة فنزلوا هناك، ثم بعثوا حرام بن مِلْحَان خال أنس بن مالك رضي الله عنه بعثوه بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدو الله عامر بن الطُّفَيْل فلما وصل حرام بن ملحان إلى عامر بن الطفيل قال له هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرمى بالكتاب قبل أن يقرأه ، ثم أمر رجلاً فطعن حرام بن ملحان في ظهره رضي الله عنه وأرضاه فلما نفذ السيف أو الرمح (بحسب ما طعن به) ، فلما نفذ في جسد حرام بن ملحان ماذا قال؟ قال‏:‏ الله أكبر، فُزْتُ ورب الكعبة‏.‏هكذا يرون، يرون أن هذا نصر وصون لأنه نال الشهادة على يدي كافر في سبيل الله ، في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى. قال: فزت ورب الكعبة. ثم قام عامر بن طفيل واستنفر الناس: القتال القتال ، قوموا نقاتل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فامتنع عنه كثير من الناس في جوار أبي البراء ملاعب الأسنة، لأنه قال في جواري ، ولكن هذا الخبيث عامر بن الطفيل خان جوار أبي براء وصار يستفز الناس قوموا نقتلهم ، فرصة مهيأة ، غنيمة بارزة ، يقول فامتنع كثير من الناس عن إجابته وقام معه رجال من عُصَيَّة ورِعْل وذَكَوان، قبائل عربية ، قبيلة رعل وذكوان وعصيبة فجاءوا وأحاطوا بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم ، فلم ينجو منهم إلا ثلاثة: كعب بن زيد بن النجار،وذلك أنه سقط مع القتلى ولكنه لم يمت ، بقيت فيه روح ثم تركوه ومشوا ، ثم هرب رضي الله عنه. وعمرو بن أمية الضمري والمنذر بن عقبة هؤلاء الثلاثة لم يقتلوا، أما كعب بن زيد فقلنا أنه سقط مع القتلى ولكنه لم يمت. وأما عمرو بن أمية والمنذر بن عقبة فكانا بعيدين عن القتال لأنهما كانا مع خيل وأغراض المسلمين فلم يكونا معهم أصلا، ولكنهما رأيا الطير تحوم من بعيد هناك فلما اقتربا وجدا أن المشركين قد قتلوا أصحابهما.
فرجع عمرو بن أمية الضميري رضي الله عنه إلى أصحابه هو والمنذر ووجدوهم قد قتلوا ، فقام المنذر وصار يقاتل المشركين فقتلوه رضي الله عنه، وأما عمرو بن أمية فأسر ثم ترك سبيله عامر بن الطفيل لأن على أمه عتق رقبة فهذه رقبة أعتقها.

فرجع عمرو بن أمية الضمري إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بهذه النكبة وبقتل هؤلاء السبعين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي الطريق وقعت حادثة صغيرة لعمرو بن أمية رضي الله عنه ، وذلك أنه في الطريق نزل في ظل شجرة، فجاءه رجلان من بني كلاب فنزلا معه، فلما ناما قام عمرو بن أمية رضي الله عنه وأخذ السيف وقتلهما ، قتل الرجلين كان يظن أنهما ممن شارك في قتل أصحابه رضي الله عنهم ، فلما قتلهما وجد معهما كتابا فيه عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقدم وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمل فعل ، أنه قتل رجلين وكان يظن أنهما ممن شارك في قتل أصحابه ثم تبين له أنهما عندهما عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "‏لقد قتلت قتيلين لأدِيَنَّهما‏"(يعني أدفع الدية من مالي ‏، وانشغل بجمع دياتهم صلوات الله وسلامه عليه فجمع الديات وطلب الدية من بني النضير ، وذلك أنهم في صلب المعاهدة بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يشاركون في الديات في القتل الخطأ والنبي يشاركهم أيضا في الديات في القتل الخطأ ، فكانت بعد ذلك سببا في غزوة بني النضير .
ولكن قبل أن نقف نقول أن النبي صلى الله عليه وسلم تألم جدا لهذه المأساة، والتي قبلها الرجيع ومعونة، تألم جدا صلوات الله وسلامه عليه وصار يدعو على أولئك القوم في الصلاة شهرين كاملين يقنت صلوات الله وسلامه عليه ويدعو عليهم: " اللهم عليك برعل وذكوان وعصية فإنها عصت ربها " وكان يلعنهم صلوات الله وسلامه عليه في صلاته حتى أنزل الله تبارك وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم:"ليس لك من الأمر شيء" فترك النبي صلى الله عليه وسلم القنوت عليهم وقال:" بلغوا عنا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه‏"‏ وترك صلى الله عليه وسلم الدعاء عليهم .
رد مع اقتباس