عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 2012-07-18, 11:12 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 302
افتراضي



الدعوة إلى الله والتعرض لللإيذاء:
ثم بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالجهر بالدعوة إلى الله تبارك وتعالى ، فمشى رجال من أشراف مكة إلى أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم. فقالوا:يا أبا طالب إنّ ابن أخيك قد سبّ آلهتنا وسفّه أحلامنا وعاب ديننا،وضلل آباءنا. فإما أن تكفه عنا، وإما أن تخلي بيننا وبينه ، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه. سنكفيكه : فقال لهم أبو طال قولا رقيقا، وردهم ردا جميلا، فانصرفوا عنه.
ومضى أبو طالب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يكلمه، وينصحه، واستمر النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه صلوات الله وسلامه عليه. وقد جاء به أهل مكة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أنه قد قرب موسم الحج ، والحجاج سيأتون إلى بيت الله تبارك وتعالى ،ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم سيجدها فرصة سامحة للدعوة إلى الله تبارك وتعالى، فاجتمع كفار مكة وكبراؤها إلى الوليد بن مغيرة وقالوا: ما نقول إذا جاء الناس. فقال لهم الوليد: أجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا، ويرد قولكم بعضكم بعضا.(يعني لا ينبغي أن يقول أحدكم ساحر،والآخر يقول كاهن، والثالث يقول مجنون ، والرابع يقول كذاب وهكذا سيكذبكم الناس جميعا، أجمعوا قولا واحدا فيصدقكم الناس على ما تقولون).
فقالوا له: بل أنت قل ونسمع. قال: لا ، بل قولوا أنتم، وأنا أسمع. قالوا: نقول كاهن.قال: لا والله ما هو بكاهن، لقد رأينا الكُهَّان ، فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه.
قالوا: فنقول مجنون.قال: ما هو بمجنون. لقد رأينا الجنون وعرفناه، ما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته.
قالوا : فنقول : شاعر. قال : ما هو بشاعر. لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه، فما هو بالشعر . قال : فما هو بالشعر. قالوا: فنقول ساحر.قال: ما هو بساحر، لقد رأينا السحّار وسحرهم ، فما هو بنفثهم ولا عقدهم . قالوا: فما نقول؟ قال: والله إن لقوله لحلاوة، وإن أصله لعذق، وإن فرعه لجناة، وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل، وإن أقرب القول فيه أن تقولوا ساحر(سبحان الله هو يقل له ما هو بساحر وهم يعرفون بأنه ليس بساحر ، ولكنه الكِبَرُ والعياذ بالله ). قال: أن تقولوا ساحر، جاء بقول هو سحر لأنه فرق بين المرء وأبيه، وبين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجه وعشيرته . فتفرقوا عنه بذلك.
ولكن هل بقي الأمر هكذا؟ لا. لقد دافع الله عن نبيه وقال عن الوليد بن المغيرة ومن معه :"ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت لها تمهيدا" إلى قوله ""إن هذا إلا قول البشر سأصليه صقر".
واتبعت قريش أساليب عدة في محاربة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، فمن هذه الأساليب التي استخدموها مع النبي صلوات الله وسلامه عليه :
أولا السخرية والإحتقار . هذا طبعا قبل قضية التعذيب والقتل والإيذاء. ولكن جاؤوا أولا من باب السخرية والإستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه فرموا النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته بتهم هازلة ، وشتامة سافهة ، وتألفت جماعات للاستهزاء بالإسلام ورجاله . وبهذين اللونين من العداوة :أي التعذيب والاستهزاء وقع المسلمون بين شقي الرحى ، فرسولهم ينادى بالجنون.قال تعالى:"وعجبوا أن جاءهم منذر فقال الكافرون هذا ساحر كذاب".
فلذلك صاروا ينظرون إليه ، يريدون بهذا النظر أن يزلقوه بأبصارهم أن يوقعوه في مهلكة من حسدهم . قال تعالى :"وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون" .
ولم يتوقف الأمر على النبي صلى اله عليه وسلم ، بل تعداه إلى أصحابه ، قال تعالى:" إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون وما أرسلوا عليهم حافظين". هكذا كان الاستهزاء ، وكان التعذيب .
وقالوا كذلك "أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا".
وقالوا:"إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون ".
وأرادوا لجهلهم أن يعارضوا القرآن الكريم بأساطير الأولين ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا حدث الناس ودعاهم إلى الله تبارك وتعالى ، وقرأ عليهم القرآن ثم قام ، جاء النضر بن الحارث فجلس مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول: والله ما محمد بأحسن حديثا مني ، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم ثم يقول: بماذا محمد أحسن حديثا مني.
ثم كذلك حاولوا المساومة كما قال تبارك وتعالى:" فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون".
ثم يذكر بعض الإيذاء والإضطهاد الذي وقع للنبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه رضي الله تبارك وتعالى عنهم.
النبي صلى الله عليه وسلم وأبو لهب:
فأول هذا الإيذاء ما وقع من أبي لهب قبحه الله ، وذلك أنه قد زوج ولديه عتبة وعتيبة من ببنتي النبي صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم قبل البعثة، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم ، ودعا إلى الله تبارك وتعالى ، وجهر بالدعوة. أمر أبو لهب ولديه أن يطلقا بنتي النبي صلى الله عليه وسلم فطلقاهما. وكانت امرأة أبي لهب أم جميل أروة بنت حرب لا تقل عن زوجها في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم. فقد كانت تحمل الشوك وتضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى بابه ليلا ، وكانت امرأة سَلِيطَة اللسان . ولما سمعت ما نزل فيها وفي زوجها من القرآن بقوله تعالى:" تبت يدا أبي لهب وتب" أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد عند الكعبة ومعه أبو بكر ، وفي يديها حجارة فوقفت عليهما . فأخذ الله بصرها فلم تر النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم تر إلا أبا بكر: فقالت يا أبا بكر أين صاحبك؟ ورسول الله جالس جنبه مع أبي بكر. فقالت يا أبا بكر أين صاحبك ؟ فقد بلغني أنه يهجوني ، والله لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه (أي الحجر) . أما والله إني لشاعرة، ثم قالت :
مذمما عصينا*** وأمره أبينا*** ودينه قلينا.
ثم انصرفت. فقال أبو بكر : يا رسول الله أما تراها رأتك؟ فقال : ما رأتني، فقد أخذ الله ببصرها عني.
وازداد الأمر وذلك أن عقبة بن معيط ، كما حدث عبد الله بن أبي مسعود: أن النبي صلى الله عليه وسلم ، وزاد من إيذائهم للنبي صلى الله عليه وسلم لم ذكره عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي عِنْدَ البَيْتِ، وَأَبُو جَهْلٍ وَأَصْحَابٌ لَهُ جُلُوسٌ، إِذْ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَيُّكُمْ يَأتي بِسَلَى جَزُورِ بَنِي فُلاَنٍ، فَيَضَعُهُ عَلَى ظَهْرِ مُحَمَّدٍ إِذَا سَجَدَ؟(وسلى الجزور هو بيت الولد أو المكان الذي يكون فيه الولد ، من المشيمة بالنسبة للإنسان ، ولكنه بالنسبة للناقة هنا). يقول من يأتي بسلى جزور (أي ناقة ميتتة أو مذبوحة ، يقول من يأتي بهذا السلى يضعه على ظهره صلوات الله وسلامه عليه وهو ساجد ) يقول عبد الله بن مسعود: فَانْبَعَثَ أَشْقَى القَوْمِ(وهو عقبة بن المعيط) فَجَاءَ بِهِ، فَنَظَرَ(أي انتظر) حَتَّى سَجَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَضَعَهُ عَلَى ظَهْرِهِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ،يقول عبد الله بن مسعود : وَأَنَا أَنْظُرُ لاَ أُغْنِي شَيْئًا، لَوْ كَانَ لِي مَنَعَةٌ( أي ما عندي أحد يحميني لأن عبد الله بن مسعود ليس من قريش)، قَالَ: فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ وَيُحِيلُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ(أي يتمايلوا على بعضهم)، يقول: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاجِدٌ لاَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ(ثابت صلوات الله وسلامه عليه)،يقول: حَتَّى جَاءَتْهُ فَاطِمَةُ(أي بنت النبي صلى الله عليه)، فَطَرَحَتْه عَنْ ظَهْرِهِ، فَرَفَعَ النبي صلوات الله وسلامه عليه رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ» . ثَلاَثَ مَرَّاتٍ(يدعو عليهم صلوات الله وسلامه عليه)،يقول: فَشَقَّ عَلَيْهِمْ إِذْ دَعَا عَلَيْهِمْ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الدَّعْوَةَ فِي ذَلِكَ البَلَدِ مُسْتَجَابَةٌ (كيف هم يعلمون أن النبي صالح قال ويعلمون أن النبي حق صلوات الله وسلامه عليه كما قال الله تبارك وتعالى :"قد نعلم أنه يحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون" ،يقول : ثُمَّ قال: «اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ، اللهم َعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ» - وَعَدَّ السَّابِعَ فَلَمْ يَحْفَظْ -، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ رَأَيْتُ الَّذِينَ عَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَرْعَى، يوم بَدْرٍ(أي في معركة بدر كلهم قد صرعوا).

النبي صلى الله عليه وسلم وابو جهل:
وكذلك أخرج مسلم ،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَرضي الله عنه، قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ؟ قَالَ فَقِيلَ: نَعَمْ،(يعني يسجد محمد بين أظهركم وأنتم سكوت).قالوا: نعم. فَقَالَ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ، أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ(يعني أجعل وجهه في التراب)، يقول: فَأَتَى أبو جهل رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي،يقول: زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ، يقولَ: فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ،(ذهب ليضع قدمه على رأس النبي وهو ساجد ، فبمجرد أن اقترب من النبي صلى الله عليه وسلم أدار ظهره وأعطى النبي ظهره ، وصار يجري ويرفع يديه ، يتقي أي يدفع عن نفسه)، فقَالَ له الناس: مَا لَكَ يا أبا الحكم؟(أي ما الذي حدث ، وأبو جهل كان يسمى بأبي الحكم، فيما يرون من رجاحة عقله) قالوا ما لك يا أبا الحكم؟ فَقَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً(ورأى أجنحة)، يقول أبو هريرة: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا»
هذا ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم.

الصحابة والتعذيب:
وأما ما وقع لأصحابه، فعثمان بن عفان كان عمه يلفه في حصيد من أوراق من نخي، ثم يدخنه من تحته.
ومصعب بن عمير لما علمت أمه بإسلامه طردته من بيتها ، وأجاعته وكان من أنعم الناس عيشا في قريش.
وأما بلال بن رباح فكان أمية بن خلف يخرج إذا حميت الظهيرة ، فيطرحه في بحطاء مكة (أي في أرض مكة)، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول : لا والله لا تزال هكذا حتى تموت ، أو تكفر بمحمد( صلى الله عليه وسلم) ، وتعبد اللات والعزى. فيقول بلال: أحد ، أحد .(هذا العذاب الذي كان يناله بلال من أمية بن خلف ، كان أمية ينال عذابا أكثر من هذا العذاب ، وهو بقول بلا: أحد ، أحد. فكانت أشد على أمية من عذاب بلال رضي الله تبارك وتعالى عنه وأرضاه).
يقول: فمر به أبو بكر يوما وهم يصنعون ذلك به ، فاشتراه رضي الله عنه وأرضاه. وقيل أن أبا بكر لما جاء ليشتريه، قال: بكم؟( قال: تبيعونه بكم؟) قالوا: قل أنت. قال: تبيعونه بخمس مائة؟ قال أمية: بعته. فاشتراه أبو بكر . فقال أمية(كأنه يقول لأبي بكر قد غبنت (أو أن هذا العبد لا يستحق هذا المال الذي دفعته)فقال له أمية: لو دفعت أقل من هذا لأعطيناكه(يعني خمس مائة بعناك بلال أقل من هذا السعر ) فقال أبو بكر(يظهر قيمة بلال عند الله تبارك وتعالى )لو طلبت أكثر من هذا لدفعت.
وكذلك وقع العذاب على عمار بن ياسر، وأمه وأبيه، فكانوا يُخرِجون عمار بن ياسر وأمه وأباه إلى البطحاء، ويعذبونهم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر بهم ويقول لهم: صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة. فمات ياسر، وماتت سمية أم عمار في العذاب، وهي كما يقال أول شهيدة في الإسلام.
وبلغ الإضطهاد أشده حتى إن خباب بن الأرت يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو متوسد ببردة في ظل الكعبة(أي مستند على عباءة في ظل الكعبة) ، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلت : ألا تدعو الله ؟ فقام وهو محمر الوجه، فقال:"قد كان من كان قبلكم ليُمْشَطوا بأمشاط الحديد ما دون عظامه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه ، ولَيُتِمنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت، ما يخاف إلا الله عز وجل ، والذئب على غنم، ولكنكم تستعجلون". رواه الإمام البخاري في صحيحه .
ومع هذه الإضطهادات كلها ، كان الله تبارك وتعالى مع أوليائه سبحانه وتعالى.كما قال:" إن الله يدافع عن الذين آمنوا".
رد مع اقتباس