عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2009-11-07, 05:03 AM
حفيد الصحابة حفيد الصحابة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-21
المكان: المغرب
المشاركات: 329
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله والصلاة و السلام على رسولنا و على اله الطيبين و صحابته اجمعين.


اللهم ارض عن ابي بكر الصديق و عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و على بن ابي طالب والحسن و الحسين و فاطمة الزهراء و عائشة بنت ابي بكر الصديق و حفصة بنت عمر بن الخطاب و عن جميع الصحابة و امهات المؤمنين.


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.




حكم العمليات الاستشهادية




سؤال

س7- أثيرت مؤخرا مسألة حكم العمليات الاستشهادية في فلسطين، فهل لكم أن تلخصوا لنا اجتهادكم في هذه المسألة النازلة؟


الجواب


العمليات الاستشهادية جائزة بشرط أن تنكى في العدو، حتى لا تكون مفسدة قتل المجاهد نفسه لاتقابلها مصلحة أرجح منها، وأرى أن المسألة ليست نازلة، فعلماء الإسلام وفق ما نقلت من فتاواهم كما نشرته في الجواب على سؤال وارد من قبل، أفتوا بجواز أن يعرض المجاهد نفسه للموت المحقق في مواجهة العدو حتى ولو كان هو لايرجو نجاة، إذا كان في ذلك مصلحة جهادية كإرهاب العدو أو فتح نقب للمسلمين في الحصن يمكنهم من فتحه، أو القضاء على عقبة كبيرة أمام الجهاد، مثل ذلك المجاهد الذي ضحى بنفسه وهو يعلم، لقتل الفيل الذي كانت تفر منه خيول المسلمين
في إحدى الغزوات، وهذا الحكم الشرعي مبني على ما يلي :

أولا : أن قتل النفس محرم إذا كان إزهاقا للنفس يأسا من روح الله تعالى، فالمنتحر إذا قتل نفسه جزعا من مصيبة يائسا من الحياة، فهذا يعني أنــــه :

ــ إما لايثق بقدرة الله تعالى على إخراجه من البلاء، فكأنه لايؤمن بالتوكل على الله تعالى .

ــ وإما أن يعتقد أن ذنوبه تمنع من استجابة الله له، فهو يائس من قبول الله تعالى لتوبته، وهذان أمران محرمان أشد التحريم، ولهذا كان المنتحر بقتل نفسه يأسا مستوجبا لدخول النار .ومن هنا فإذا كان المجاهد يريد قتل نفسه من أجل أن يتوصل بذلك إلى قتل أعداء الله تعالى ونصر دينه وإعلاء كلمته، فإنه راغب فيما عند الله تعالى أشد الرغبة، مشتاق إلى لقائه، فهو ضد المنتحر تماما، فكيف يكون له حكمه .

ثانيا : أن الجهاد أصلا مبني على التسامح في حصول مفسدة قتل النفس من أجل تحصيل مصلحة إعلاء كلمة الله تعالى، فالجهاد أصلا يعني أصلا التعرض للقتل، ويدل على هذا قصة الغلام مع الملك، فإن الغلام دل الملك على ما يمكنه من قتل الغلام ورجح مصلحة علو أمر الدين على مفسدة تسببه في قتل نفسه، ولهذا يشرع للمجاهد أن يتمنى الشهادة، ويضع نفسه في الجهاد مواضعا يطلبها، لأن الله تعالى يحب أن يرى المؤمن يطلب الموت لمرضاته، لأن ذلك غاية الإيمان وذروة سنامه، فإذا قتل المجاهد نفسه بغية أن يجعل ذلك سببا لقتل الأعداء معه أو زعيما من زعمائهم أو إفساد سلاح فتاك يقتل المسلمين ونحو ذلك مما فيه تحقيق مصلحة عامة للجهاد، داخل في نفس القاعدة الشرعية التي بني عليها مشروعية الجهاد .

ثالثا : أن العلماء لما أجازوا أن ينغمس المجاهد في صف العدو طالبا للموت المحقق وهو لايرجو نجاة من أجل إرهابهم وتقوية المسلمين وتشجيعهم على الموت في سبيل الله، فيكون سببا في إتلاف نفسه لله، فذلك يدل على تجويز أن يقتل نفسه لقتل الأعداء معه بأن يكون مباشرا لقتل نفسه لله تعالى، لأن السبب والمباشرة في حكم القتل سواء في أحكام القصاص، فكذلك هنا في مسألتنا هذه .وينبغي أن نتذكر أن هذا السلاح اليوم أعني العمليات الاستشهادية مهم وخطير جدا، ويعين المسلمين في ظل الضعف العسكري على تكوين توازن الرعب مع عدوهم، لاسيما وفي إيمان المسلم من اليقين بما عند الله ما يحمله على طلب الموت في سبيل الله مالا يوجد مثله عند أي أمة أخرى، فلماذا ننزع هذا السلاح المؤثر والمهم من أيدي المسلمين، في وقت هم في أمس الحاجة إليه ؟!هذه هي الأصول الشرعية التي بنيت عليها الفتوى، والمسألة اجتهادية على أية حال،

والله أعلم




فضيلة الشيخ حامد العلي
__________________
اللهُمَّ من شنَّ على المُجاهدينَ حرباً ، اللهُمَّ فأبطِل بأسه.ونكِّس رأسَه. واجعل الذُلَّ لِبَاسَه. وشرِّد بالخوفِ نُعاسَه. اللهُمَّ ممَن كانَ عليهم عينا ًفافقأ عينيه. ومن كانَ عليهِم أُذُناً فصُمَّ أُذُنيه. ومن كانَ عليهِم يداً فشُلَّ يَديْه. ومن كانَ عليهِم رِجلاً فاقطع رِجليْه.ومن كانَ عليهم كُلاًّ فخُذهُ أخذَ عزيزٍ مُقتدرٍ يا ربَّ العالمين.