عرض مشاركة واحدة
  #72  
قديم 2012-08-28, 08:30 AM
قولي ربي الله قولي ربي الله غير متواجد حالياً
عضو إباضي
 
تاريخ التسجيل: 2012-08-25
المشاركات: 11
افتراضي

{ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً } : ألقى الله كلاما فى قلب موسى -عليه السلام- ، من غير أن يكون هناك لفظ ولا شفة ولا لسان، وذلك الكلام خلقه الله في قلب موسى عليه السلام، والله قادر على ذلك، وليس ذلك بمستحيل فى قدرة الله، فيكون معنى تكليمه إلقاء معنى الكلام فى نفسه بلا سمع.
قال الفراء: العرب تسمي كل ما يوصل إلى الانسان كلاما بأي طريق وصل، وقيل: معناه أنه خلق له الكلام فى جسم من الأجسام ، والزعم أن التوكيد اللفظى يفيد رفع المجاز خطأ فى صفة الله عز وجل، بل التوكيد يأتى -عند التحقيق- بحسب ما أكده به من حقيقة أو مجاز بقرينة ظاهرة أو خفية حالية أو مقالية. فلو قيل : جاء أسد أسد وأريد الرجل الشجاع ، ونصبت قرينة خفية ينفطن لها الناس لجاز؛ لأنه لايمكن أن يكون توكيد كلمة أسد يدل على الحقيقة إن أراد المتكلم الرجل الشجاع وإلا لكان ذلك الكلام بلا معنى مفيد، ثم رأيت ما يقرب مما ذكرت فى كلام ابن هشام إذ قال: لا يرفع التوكيد إرادة المجاز بالكلية، لأن رفعها بالكلية ينافى الإتيان بألفاظ متعددة، ثم إن الزاعم لذلك في الآية يرى أن كلام الله الحقيقي هوألفاظ بلا واسطة، وغاب عنه أن حقيقة كلامه يراد به نفي الخرس عن الله، وأنه لا يجوز وصفه بالنطق واللفظ لأن هذا من صفات الإنسان.
وصفات الله الذاتية مثل السمع والبصر والكلام يراد بها نفي أضدادها وهذا الاعتقاد لمن أراد أن ينزه الله تعالى عن مشابهة المخلوقين تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فالله تعالى قال عن نفسه:((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)).
كيف نؤمن بهذه الآية حقيقة الإيمان إن أثبتنا لله صفات تشبه صفات الإنسان كالنطق واللفظ؟
فإن قلنا أن اللفظ الموجود بين دفتي المصحف المكتوب بالحبر المتلو بالألسن ليس بمخلوق لوقعنا في تشبيه الله بالإنسان في صفة الكلام ؛ لأن الله خالق وماعداه مخلوق قال تعالى:(( خالق كل شيء)).
رد مع اقتباس