عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 2010-10-04, 08:09 PM
MALCOMX MALCOMX غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-14
المكان: الكويت
المشاركات: 321
افتراضي

الجــــــزء الثانــــــــــي

أسئلة يطرحها النصرانى عندما يحاورك فى هذا الموضوع


السؤال الأول : يسأل النصرانى قائلا : " اذا كانت السيدة سهلة بنت سهيل رضوان الله عليها فهمت معنى الرضاع أنه ليس مباشرة الثدي كما تقولون ... فلماذا تعجبت وقالت " كيف أرضعه وهو رجل ذو لحية " ؟ أليس فى هذا دليل على أنها فهمت أن طريقة الرضاع ستكون عن طريق مباشرة الثدي ولذلك تعجبت ؟

السؤال بطريقة أخرى : هل فهمت أمنا سهلة رضي الله عنها قوله صلى الله عليه وسلم " أرضعيه " على معناه اللغوي أم الاصطلاحي الشرعي ؟"

الجواب :

مش عارفة ليه دائما النصرانى يتحدث بدون دليل .... فالنصارى فسّروا سؤال السيدة سهلة رضوان الله عليها على مزاجهم وقالوا : أنها تعجبت لأنها فهمت أنها ستلقمه صدرها مباشرة ....

ولمن يقول بهذا التفسير نسأله السؤال المنطقى : أين دليلك ؟

هل دخلت أيها النصرانى فى عقل أمنا سهلة وفهمت سبب تعجبها ؟
فين دليلك يا نصرانى أنها رضي الله عنها فهمت هذا الفهم ؟

التفسير المنطقى الوحيد لهذا السؤال هو أنها رضي الله عنها تعجبت من سن الرضاع وليس من طريقة الرضاع ...

طبعا سيصرخ فيّ النصارى قائلين : فين دليلك يا غادة ؟

أرد عليهم بدليلين :

1-ألفاظ الحديث تدل على ذلك .... فقولها رضي الله عنها " وهو رجل كبير " دليل على أنها تتحدث عن أنه أصبح كبيرا تجاوز السن الشرعي للرضاع وهو سنتين .... ففى هذا دليل على أنها أخذت المسألة كلها من الناحية الشرعية وليست اللغوية ...

فمن الناحية الشرعية سن الرضاع المحرم = سنتين فما قبلها ... فكيف يحرم من أصبح رجلا فى العشرين من عمره بهذا الرضاع !!

إذن هي تعجبت لأنها تعلم أن الرضاع الشرعي المحرم يكون فى الحولين .. فماذا عن الرضاع لرجل تجاوز سن الرضاع الشرعي !

2- أنه فى إحدى روايات الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم "أَرْضِعِيهِ خَمْسَ رَضَعَاتٍ ؛ فَيَحْرُمُ بِلَبَنِهَا " – راجع موطـأ الإمام مالك ما جاء في الرضاعة بعد الكبر -

فى هذه الرواية ذكرٌ واضح وصريح جدا أن النبي صلى الله عليه وسلم قصد المعنى الشرعي الاصطلاحي للرضاعة وليس المعنى اللغوى ولذلك قال " فَيَحْرُمُ بِلَبَنِهَا " وهذا معنى شرعي وليس لغوي ...

فمن يقول أن الرضاعة هنا تؤخذ بمعناها اللغوي فعليه أن يأتينا أين فى المعنى اللغوى للرضاعة أنها تـُحرِّم ؟

أو بمعنى آخر : هل جاء فى المعنى اللغوى للرضاعة أنها تـُحرِّم ؟

الجواب : لا وإنما جاء هذا المعنى فى المعنى الاصطلاحى الشرعي فقط حيث أن المعنى الاصطلاحى للرضاع كما ذكرنا سابقا هو وصول لبن آدمي لمحل الغذاء ويحصل بهذا اللبن نشر الحرمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الرضاع : " يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب "

فالرضاع الذى ينبنى عليه التحريم هو الرضاع بالمعنى الاصطلاحى الشرعي وليس على المعنى اللغوى

ولذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم كما فى رواية الإمام مالك : " أَرْضِعِيهِ خَمْسَ رَضَعَاتٍ ؛ فَيَحْرُمُ بِلَبَنِهَا " فهذا دليل أنه صلى الله عليه وسلم قصد المعنى الشرعي للرضاع وهو المعنى الذى فيه التحريم

اذن أي ولد نصرانى سياتى ليسألك : لماذا تعجبت السيدة سهلة ؟

سترد عليه - أخى وأختى المسلمة - بمنتهى البساطة قائلا:

تعجبت أمنا سهلة رضي الله عنها لأنها تعلم أن الرضاع الشرعي الذى ينشر الحرمة هو ماكان دون الحولينوليس مابعد الحولين ولذلك فهي تعجبت من أن يكون لبنها ناشرا للحرمة بينها وبين سيدنا سالم رضي الله عنه وهو فى هذا السن ، فالإشكال عندها كان فى السن وليس فى طريقة الرضاع ، ولو كان الإشكال عندها فى طريقة الرضاعة لكانت سألت النبي صلى الله عليه وسلم وقالت : وكيف أُرضعه من صدري ؟ وهذا مالم يحدث بل على العكس قالت : وكيف أرضعه وهو رجل كبير ؟

فكلمة كبير تدل على أن الإشكال عندها كان فى السن وليس فى كيفية الرضاعة

فنحن إذن أيها النصرانى عندما فسرنا سبب تعجبها رضي الله عنها أتينا لك بالدليل من نفس الحديث ، بينما أنت أيها النصراني ليس عندك أي دليل على تفسيرك بل تعتمد على الظن ليس إلا .... وعليك أنت الآن أن تأتى بدليل لتُبطل بها دليلنا


فهل ياترى يملك النصراني دليلا قويا يرد به على أدلتنا ؟

السؤال الثاني : يسأل النصراني قائلا : كيف كانت السيدة سهلة رضوان الله عليها ستسقيه اللبن وهي لم تُنجب وبالتالى ليس فى صدرها لبن ؟

الجواب : برضه النصرانى يتكلم بدون أدلة .... لأن الثابت من ترجمة أمنا سهلة بنت سهيل رضي الله عنها أنها أنجبت من سيدنا أبو حذيفة بن عتبة ولدا وأسمته محمد .

ثم تزوجت من بعده بالشماخ بن سعيد بن قائف بن الاوقص بن مرة، فأنجبت له عامر بن الشماخ.

ثم تزوجت بعده عبدالله بن الاسود بن عمرو بن مالك بن حسل ، فأنجبت له سليط بن عبدالله .

ثم تزوجت بعبد الرحمن بن عوف بن الحارث بن زهرة وانجبت له سالم بن عبد الرحمن .

(راجــــع كتاب الإصابة فى تمييز الصحــابة - الجزء السابع)

فأمنا سهلة رضي الله عنها كانت امرأة ذات عيال .... فهل من المستغرب أن يكون فى صدرها لبن ؟


السؤال الثالث : يسال النصراني : مامعنى أن عبد الله بن يزيد كان يسمى برضيع عائشة رضي الله عنها ؟ هل معنى ذلك أن السيدة عائشة رضي الله عنها أرضعته ؟


الجواب : طبعـــا كالعادة غباء نصرانى .... فالنصرانى الذى يقول بهذا القول هو شخص يهرف بما لايعرف ولو أنه كلّف نفسه أن يبحث بصدق فى الموضوع لما أوقع نفسه فى هذه الورطة أمام المسلمين .

فكلمـة رضيع فلان تُطلق على الأخ من الرضاعة وعندنا دليلان على هذا الكلام :

1- من المعاجـــم اللغــوية :

فى لسان العرب لابن منظور جاء مايلي :

تقول: هذا أَخي من الرَّضاعة، بالفتح، وهذا رضيعي كما تقول هذا أَكِيلي ورَسِيلي

وفى القاموس المحيط :
ورَضِيعُكَ: أخوكَ من الرَّضاعةِ.

فقولنا رضيع فلان هو Expression يُقصد به الأخ من الرضاعة فهناك فرق بين كلمة رضيع لوحدها وبين إضافتها مع الاسم زي بالضبط كلمة جليس فلان أو جليسك أي اللى يجلس معه فى نفس المجلس ورضيع فلان أو رضيعك أي الذى رضع معه من نفس المرأة فصار رضيعه أي أخوه من الرضاعة

2- من كلام العـــرب :

جاء فى صحيح البخاري فى قصة مقتل كعب بن الأشرف – لعنه الله – مايلي :

" .... فجاءه – يعنى محمد بن سلمة - ليلا ومعه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة فدعاهم إلى الحصن فنزل إليهم فقالت له امرأته: أين تخرج هذه الساعة
قال إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة .. الحديث "

واخدين بالكم يا جماعة من قوله " ورضيعي أبو نائلة " ؟

محمد بن سلمة وأبو نائلة ذهبوا لبيت كعب بن الأشرف ، وأبو نائلة هو أخو كعب بن الأشرف من الرضاعة ، ولذلك لما أراد كعب أن يُعرّف امرأته بهم قال : " إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة "

فسمى أبو نائلة برضيعه لأنه أخوه من الرضاعة كما ورد ذلك فى الحديث .

فهذا دليل على أن العرب تقول على الأخ من الرضاعة : رضيع فلان .

السؤال الرابع : يقول النصرانى :
" الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث بكلية اصول الدين بجامعة الازهر قال: إن رضاع الكبير حكم عام وأنه يجوز للمرأة إرضاع زميلها فى العمل حتى يكون محرما لها ويمنع بذلك الخلوة المحرمة ... وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت أيضا أن رضاع الكبير حكم عام ..... إذن ليس هناك فرق بين القولين ... فلماذا أنكرتم على الدكتور عزت فتواه مع أنه يوافق ما قالت به أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها ؟ "

الجواب : طبعا انت غلطان يا حضرت النصرانى ومثل هذا السؤال هو دليل واضح على أن النصارى لايفهمون أصلا موضوع رضاع الكبير الذى يدندنون حوله منذ سنين وهذا هو ديدنهم أن يتحدثوا فيما لا يفهمونه .

مفهوم تعميم القول برضاع الكبير بين فتوى الأستاذ الأزهري وفتوى أمنا الطاهرة عائشة رضي الله عنها

يحاول بعض النصارى المغفلين أن يُثبتوا لنا أن قول رئيس قسم الحديث وفتواه فى رضاع الكبير لا تختلف بأي حال من الأحوال عن فتوى أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها ...... وهذا خطأ جسيم

بدايـــــــة أنا عايزة كل اللى حيقرأ كلامى اللى جاي ده يكون مصحصح معايا ومركز كويس فى الكلام وسأحاول أن أبسطه على قدر الامكان حتى يستوعبه من لا يستطيع الاستيعاب بسرعة ............. نبدأ على بركة الله

شوفوا يا أهل الخير ..... خلينا نقول أن القولين - قول أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها وقول الرجل الأزهري - متفقان أن الحكم عــــام ... حلو كده لحد هنا

طيب .... هل القولان متفقان فى تصور سن الراضع ؟

الجـــواب لا .... لأن الناظر لفتوى أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها ومن تابعها من أمهات المؤمنين والصحابة سيجد أنها كانت تقصد بالكبير أي الذى تجاوز سن الرضاع الشرعي - وهو حولين كاملين – بفترة قليلة.

ولننظر الى الأحاديث الواردة فى فتوى أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها حتى نستطيع أن نستنبط فهمها وتصورها - رضي الله عنها - لمعنى لفظـــة كبير ........

الحديث الأول :
روى أبو داوود فى سننه حديث رضاع الكبير بطوله عن عائشة وأم سلمة رضوان الله عليهن وجاء فيه " فَبِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ تَأْمُرُ أَخَوَاتِهَا وَبَنَاتِ أَخَوَاتِهَا أَنْ يُرْضِعْنَ مَنْ أَحَبَّتْ عَائِشَةُ أَنْ يَرَاهَا وَيَدْخُلَ عَلَيْهَا وَإِنْ كَانَ كَبِيرًا خَمْسَ رَضَعَاتٍ ثُمَّ يَدْخُلُ عَلَيْهَا، وَأَبَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَسَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ حَتَّى يَرْضَعَ فِي الْمَهْد "

نلاحظ هنا أن الخلاف بين أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها وبين باقى أمهات المؤمنين هو فى مفهوم كلمة كبير ... (وهذه هي نقطة الخلاف الأولى بين قول أمنا عائشة رضي الله عنها وقول باقى أمهات المؤمنين وهناك نقطة أخرى سأذكرها بعد قليل)

فعائشة رضي الله عنها تقول: إن الرضاع يحرم لمن تعدى سن الرضاع ولا يقتصر على من هو فى سن الرضاع ...

وأمهات المؤمنين يرون أن الرضاع المحرم يكون لمن هو فى سن الرضاع فقط
ولذلك جاء فى الرواية قولهن ( فى المهد )
وقولها ( وَإِنْ كَانَ كَبِيرًا )

إشارة الى أن الخلاف مع أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها هو فى السن المحرّم .

طيب دلوقتى إحنا اتفقنا أن الخلاف بين أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها وبين من خالفها هو فى سن الرضاع المحرّم ...... طيب السؤال دلوقتى : ماهو تصور السيدة عائشة رضي الله عنها للفظة كبير ؟

أو بمعنى آخر : هل هي رضي الله عنها فهمت أن الكبير هذا يكون رجلا بالغا بشنبات ؟

حتى نفهم تصور وفهم أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها للفظة ( كبير ) تعالوا معى لنقرأ هذا الحديث .

الحديث الثانى :
روى الامـــام مالك فى الموطأ : عن نافع أن سالم بن عبد الله بن عمر أخبره أن عائشة أم المؤمنين أرسلت به - وهو رضيع - إلى أختها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق فقالت: " أرضعيه عشر رضعات حتى يدخل عليَّ ".
قال سالم: " فأرضعتني أم كلثوم ثلاث رضعات، ثم مرضَتْ فلم ترضعني غير ثلاث رضعات، فلم أكن أدخل على عائشة من أجل أن أم كلثوم لم تُتِمَّ لي عشر رضعات "

وهنا عدة تعليقات على هذا الحديث :

1- يتضح هنا وبصورة صريحة جدا أن تصور أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها للفظة ( كبير ) هو من تعدى سن الرضاع بشئ يسير حيث أنها أرسلت سالمـا بن عبد الله الى أختها أم كلثوم وهو رضيع ... ومعنى هذا أن نوعية الأشخاص التى كانت أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها ترسلهم الى أخواتها هم من كانوا فى سن الرضاع أو تجاوزه بشئ يسير

2- أنه لو كان تصور وفهم أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها للفظة ( كبير ) هو الرجل صاحب الشنبات لكانت أشارت الى أختها أم كلثوم أن تتم الرضاعة لسالم حتى بعدما كبر حيث أنها لم تكمل له الرضاعة بسبب مرضها فلماذا لم تكمل الرضاعة بعد ذلك ؟

الجواب : لأنه تعدى السن الذى فهمته أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها من لفظة ( كبير ) ولو كان فهمها للفظة ( كبير ) هو أي سن حتى لو كان رجلا بشنبات لكانت أشارت على أختها أم كلثوم أن تكمل لسالم بن عبد الله رضاعته حتى يدخل عليها ويتعلم منها أحكام الاسلام
إذن نستفاد من هذا الحديث أن معنى لفظة كبير فى مفهوم أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها هو من كان فى سن الرضاع أو تجاوزه بقليل

سجلوا الاستنتاج ده فى ورقة عندكم قبل ما ندخل على الحديث الثالث

الحديث الثالث : جاء فى صحيح الامام مسلم :
عن حميد بن نافع عن زينب بنت أم سلمة قالت قالت أم سلمة لعائشة : إنه يدخل عليك الغلام الأيفع الذي ما أحب أن يدخل علي
قال: فقالت عائشة : أما لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة "

هنا أيضا يوضح لنا هذا الحديث نوعية من كانوا يدخلون على أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها بهذه الرضاعة وهو صنف " الغلام الأيفع "

والأيفع من اليفع بسكون الياء وفتح الفاء وهي المرحلة التى تسبق البلوغ ....

جاء فى لسان العرب لابن منظور قال : قال ابن الأَثير: أَيْفَعَ الغلامُ فهو يافِعٌ إِذا شارَفَ الاحْتِلامَ .

وجاء عن الامام النووي فى شرح هذا الحديث قال :
وَقَوْلهَا ( يَدْخُل عَلَيْك الْغُلَام الْأَيْفَع ) ‏‏هُوَ بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاة مِنْ تَحْت وَبِالْفَاءِ , وَهُوَ الَّذِي قَارَبَ الْبُلُوغ وَلَمْ يَبْلُغ وَجَمْعه ( أَيْفَاع ) وَقَدْ أَيْفَعَ الْغُلَام وَيَفَع وَهُوَ يَافِع .

إذن نستفاد من هذا الحديث أن المعنى الثانى للفظة ( كبير ) فى مفهوم أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها هو من قارب سن البلوغ ولم يبلغ بعد .

أضيفوا هذه النتيجة الى النتيجة السابقة وتعالوا معايا نطلع بالاستنباط من هذه الأحاديث

نصل الآن الى نتيجة مهمة جدا من هذين الحديثين وهي أن مفهوم لفظة كبير عند أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها هو من كان فى سن الرضاع أو تجاوزه بقليل أو قارب البلوغ ولكنه لم يبلغ .

طيب ... قد يأتى شخص ويستدل علينا بما ذُكر في الرواية " فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال " ... فيقول أن هذا دليل أن هناك رجالا أرضعتهم أخوات أمنا عائشة رضي الله عنها ...

والجواب على ذلك : أن الكلام هنا عن مرحلة الدخول وليس مرحلة الإرضاع ... فهذه العبارة تقرر ما سوف يكون ... يعنى أن أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها كانت تأمر أخواتها أن يرضعن من أحبت هي أن يدخل عليها ليتعلم منها عندما يصير رجلا .....

وليس معنى الرواية أن يرضع وهو رجل ليدخل عليها وهو رجل بشنبات .... والدليل على قولى هذا ما يلى :

1- الحديث الذى ذكرناه سابقا وهو حديث ارضاع سالم بن عبد الله بن عمر وهو رضيع من أم كلثوم أخت أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها حيث جاء فى الرواية " أرضعيه عشر رضعات حتى يدخل عليَّ " ............. فهل يُتصور أن مقصد السيدة عائشة أنه سيدخل عليها بعدما يتم رضعاته الخمسة فورا ؟

الجواب : طبعا لأ.. لأنه كان مازال رضيعا .... وانما قول أمنا عائشة " حتى يدخل عليَّ " اعتبارا بما سوف يكون فى المستقبل أنه عندما يكبر ويعقل سوف يدخل علي لأعلمه وذلك بسبب هذه الرضاعة

2- ما ثبت من فعل أمنا الطاهرة حفصة بنت الفاروق رضي الله عنها وهي التى كانت توافق أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها فى مذهبها فى رضاع الكبير حيث جاء فى موطـــأ مالك مايلي :

عن نافع أن صفية بنت أبي عبيد أخبرته: أن حفصة أم المؤمنين أرسلت بعاصم بن عبد الله بن سعد إلى أختها فاطمة بنت عمر بن الخطاب ترضعه عشر رضعات ليدخل عليها وهو صغير يرضع ففعلت فكان يدخل عليها.

فهل من المعقول أن يأتى شخص ليقول أنه دخل عليها بعد اتمامه العشر رضعات فورا ؟

الجواب : لا طبعا لأنه أصلا كان صغيرا فما فائدة دخوله عليها وهو بعد لم يعقل ؟

اذن التفسير الصحيح لهذه العبارة هو أنه بعدما كبر وعقل دخل عليها بتلك الرضعة

ولهذا يقول الشيخ رفاعي سرور فى شرحه لهذا الحديث : " فلا يمكن فهم عبارة( فكان يدخل عليها ) إلا بمعني بعد أن كبر كما سبق بيانه في حديث عائشة "

ولذلك فان تفسير قوله : " فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال " هو باعتبار ما سوف يكون من حاله حينما يكبر ، يعنى أن أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها كانت تأمر أخواتها أن يرضعن الصبي وهو صغير أو شارف مرحلة البلوغ ولم يبلغ ليتعلم منها عندما يصير رجلا

بعد كل هذه الأحاديث نتوصل لاستنتاج وهو أن مفهوم لفظة كبير عند أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها هو من كان فى سن الرضاع أو تجاوزه بقليل أو قارب البلوغ ولكنه لم يبلغ ...... ومن يقول أن مفهوم كلمة كبير عند أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها هو أ ن يكون رجلا بشنبات فعليه أن يأتينا بالحديث الذى استنبط منه هذا المعنى كما أتيته أنا بالحديث الذى استنبطت منه المعنى والاستنتاج السابق .

طيب ..... بعد ما فهمنا تصور وفهم أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها للفظة كبير وذلك من خلال الأحاديث السابقة .... فهل من المعقول أن يأتى شخص ويقول أن فهم الاستاذ الأزهري لمعنى كلمة كبير يوافق فهم أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها لمعنى كلمة كبير ؟!!!!

أوضّح أكتر :

فهم أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها للفظة كبير = من تجاوز سن الرضاع ( سنتين ) بقليل أو قارب البلوغ ولكنه لم يبلغ

فهم الاستاذ الأزهري للفظة كبير = الرجل الكبير ذو الشنبات الطويلة والشهوة العظيمة

فهل من الانصاف أن نقول أن فهم أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها = فهم الاستاذ الأزهري ؟

أظن كده الاجابة وضحت ........ وبهذا يثبت لنا أن الاستاذ الأزهري جاء بشيء جديد لم يسبقه له أحد من العالمين ولذلك وقف العلماء فى وجه هذه الفتوى لأنها لا توافق أية أحاديث واردة

وطبعا الذى يدافع عن هذا الأزهري يحتج علينا بحجتين :

الأولى : وهو ماذكرناه من فعل أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها وأظن أننى وضحت للجميع أن فهم الرجل للحديث ليس له أي صلة بفهم أمنا الطاهرة عائشة الصدّيقة رضي الله عنها للحديث

الثانية : ارضاع السيدة سهلة لسالم وهو كبير ..... وفى هذه الحالة سنقول له أن أن نبينا صلى الله عليه وسلم أفتى لسهلة بذلك وكان سالما ابنها من التبنى .....

فهل زميل المرأة فى العمل هو ابنها من التبنى حتى تصدر له نفس الفتوى ؟

هل البواب والسائق والسفرجى هم أبناء المرأة من التبنى حتى تصدر له نفس الفتوى ؟

فهنا ليس له سبيل للهروب غير أن يرجع للحجة الأولى والتى أتيت على بنيانها من القواعد فخر عليها السقف من فوقها ....... فما هي حجته بعد ذلك ؟


ممكن بعد كل هذا الكلام العلمي يعود الينا النصرانى ليسأل قائلا : ولماذا اعترضت باقى أمهات المؤمنين على فتوى السيدة عائشة رضي الله عنها إذا كان الموضوع كما تقولين يابنت يا غادة؟

تجاوب غادة قائلة :

شوفوا يا أهل الخير .... احنا دلوقتى بنتكلم عن مرحلتين :

المرحلة الأولى : هي مرحلة الرضاعة وهي التى تسبق الدخول على أمهات المؤمنين

اذا نظرنا الى الأحاديث التى جاءت لتوضح لنا فعل السيدة عائشة رضي الله عنها فى هذه المرحلة لوجدنا أنها كانت تبعث بالأشخاص الى أخواتها وهم صغااااااااااااار ولا نجد حديثا واحد روى لنا أنها رضي الله عنها قد أرسلت رجلا بلحية الى أخواتها يرضعنه حتى يدخل عليها .........

إذن الذى يقول أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تبعث رجالا كبارا قد تعدوا سن الرشد الى أخواتها حتى يرضعونه فعليه أن يأتينا بالدليل ....... وعدم وجود دليل على ذلك هو دليل فى حد ذاته كما سأبين لكم بعد ذلك .

إذن مرحلة الرضاعة فى فعل السيدة عائشة رضي الله عنها هي ارسال الأشخاص وهم صغاااار

المرحلة التى تلى هذه المرحلة هي مرحلة الدخول على أم المؤمنين عائشة :

وهذه هي التى جاء فيها مثل هذا الحديث وهي فعلا لا تخصص سن الداخل على أمنا عائشة رضي الله عنها ، وأنا لم أخصص سن الداخل على أمنا عائشة رضي الله عنها وانما خصصت سن الراضع من أخواتها استنادا على الروايات الواردة فى فعل أمنا عائشة رضي الله عنها واستنادا أيضا على أنه لاتوجد رواية ذكرت لنا أن السيدة عائشة رضي الله عنها أرسلت رجلا بلحية ليرضع من أخواتها ... وعدم وجود رواية على ذلك هو دليل فى حد ذاته على عدم حدوث ذلك .

طيب سؤال يطرح نفسه الآن :
لماذا عدم وجود رواية على ذلك هو دليل فى حد ذاته على عدم ارسال السيدة عائشة رجالا بشنبات الى أخواتها ليرضعن منهن ؟

الجواب : أما قولى أن عدم وجود رواية تخبرنا أنها رضي الله عنها قد أرسلت رجلا بلحية الى أخواتها يرضعنه حتى يدخل عليها هو دليل على عدم وقوع هذا الفعل فتوضيحه كالآتى :

زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين حجابهن يختلف عن باقى نساء الإسلام ... فلهن حجاب فى البيت ... وذلك لأن الله عز وجل أمرهن أن يبلغن عن رسول الله ما يسمعونه ويرونه منه وهو فى بيته صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى : " وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ "

فحتى تستطيع أم المؤمنين أن تبلغ هذا العلم الى الناس جُعل لكل واحدة حجاب داخل بيتها ....

إذن لو تخيلنا الآن انسان يريد أن يدخل الى واحدة من أمهات المؤمنين فعليه أن يمر من خلال حجابين:

الحجاب الأول : وهو باب المنزل فعليه أن يستأذن منها حتى يدخل الى البيت .... وهذا الاستئذان مطلوب من الناس كلهم سواء كانوا أقاربها ومحارمها أو كانوا أجنبيين عنها .

الحجاب الثانى : وهو ستار أو جدار داخل المنزل نفسه تجلس خلفه أم المؤمنين رضوان الله عليهن جميعا ... وهذا الستار لا يستأذن أحد للدخول عليها فيه الا من كان من محارمها وأقاربها أما من كان أجنبيا عنها فلا يجوز له أن يستأذن للدخول عليها فى هذا الحجاب لأنه لا يحل له أن يراها

إذن الذين كانوا يدخلون على أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فى حجابها الثانى هم أناس معروفون .. وهم أقاربها ومحارمها ...

فإذا وجد الناس أن هناك شخصا من غير محارمها قد دخل عليها فى هذا الستر فإنه من المنطقى أن يتساءل الناس عن السبب الذى لأجله سمحت له بدخوله عليها ...

يعنى مثلا : لو رجعنا الى حديث سالم بن عبد الله بن عمر الذى رضع ثلاث رضعات ولم يكمل الرضاعة .... لو افترضنا وتخيلنا أنه أتم الخمس رضعات اللاتى يحرمنه على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ويجعلونها كخالته .... فانه عندما يكبر ويأتى ليدخل عليها سيسأله الصحابة عن سبب دخوله عليها ... وبالتالى سيجيب عليهم أنه يعتبر ابن أختها لأن أختها أرضعته وهو صغير .... لذلك فهو يدخل على خالته ....... وبالتالى ستصلنا رواية تحكى ذلك كما حدث مع سيدنا عبد الله بن سعد الذى كان يدخل على أمنا حفصة لأنه رضع من أختها فاطمة وهو صغير كما أسلفنا

كده الفكرة أظن انها وضحت شوية ..........

طيب لو افترضنا بقى أن السيدة عائشة رضي الله عنها أرسلت رجلا كبيرا بلحية ليرضع من أختها ثم يدخل عليها بهذه الرضاعة .... إذن عندما سيأتى هذا الرجل ليدخل عليها سيسأله الناس عن سبب دخوله .... وبالتالى كان سيخبرهم أنها رضي الله عنها أمرته أن يرضع من أختها وهو كبير بلحية حتى يستطيع الدخول عليها ......... أو بمعنى آخر كانت ستكون لدينا رواية عنه أو عن أحد الصحابة تقول أن هذا الشخص كان يدخل على السيدة عائشة رضي الله عنها لأنه رضع من أختها وهو كبير .... مثلما وجدنا رواية عن عبد الله بن سعد الذى رضع من فاطمة أخت أمنا حفصة وهو صغير فكان يدخل على أمنا حفصة بهذه الرضاعة ........

إذن عدم وجود رواية مثل هذه دليل على عدم وجود شخص رضع من أخوات أمنا عائشة رضي الله عنها وهو كبير بلحية .....

طبعا أهل الخير من العقلاء أكيد فهموا كلامى وأتمنى أن يكون النصرانى أيضا فهم كلامى .......

دى كانت أكثر الأسئلة شيوعا بين النصارى ولعلي أقف على أسئلة أخرى وأوضح الجواب عليها والموضوع مفتوح لمن يريد أن يضيف عليه إضافات أخرى فنحن نتعلم من بعضنا ..........


فى النهاية أنا عايزة أنسب الفضل لأصحابه ..... فأنا استفدت كثيرا عند كتابتى لهذا الموضوع بكتب ومقالات وأشرطة لشيوخ وعلماء أكابر أمثال الشيخ أبو اسحاق الحويني والشيخ رفاعي سرور والشيخ خالد المنصور وأيضا الشيخ أبي عبدالله الصارم وكتابه الماتع " الردود المسكتة على الافتراءات المتهافتة " ... فأسأل الله عز وجل أن يحفظ لنا علماءنا ومشايخنا ويبارك لنا فى علمهم .

شكرا وتحياتي لكم جميعــــا .....................

منقول
http://mcdialogue.org/vb/showthread.php?t=52815
رد مع اقتباس