[أبو جهاد الأنصاري]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،،
الأخت الكريمة شوق الكويت ، أهلاً وسهلاً ومرحباً بك بين إخوانك وأخواتك فى منتدى أنصار السنة ، اسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا - جميعاً لما يحب ويرضى ، آمين.
بداية أختى أبشرك بأنك - والحمد لله - لازلت على الإيمان ، وما تلك الهواجس إلا نزغ من الشيطان وما هى إلا محض الإيمان ، فقد جاء بعض أصحاب النبى إليه وأخبروه أن أنفسهم تحدثهم بأمور ، يهون عليهم أن يسقطوا من الثريا على الأرض ، من أن تتحدث بها ألسنتهم ، فأجابهم النبى وصافاً حالهم بأن هذا هو محض الإيمان. فخوفك على إيمانك هو إيمان فى حد ذاته.
ولكن اعلمى أختنا أن كثيرين يغامرون بدينهم ، وذلك من خلال التعرض لمواطن الشبهات والشهوات. ولكن مواطن الشبهات أسوأ حالاً من مواطن الشهوات ، وكلٌ سوء. فالشهوات توقع الإنسان فى المعاصى والإفراط فى الذنوب ، أما الشبهات فتوقع الإنسان فى البدع وربما الكفر نسأل الله العفو والعافية.
من أجل هذا نجد أن علماءنا - رحمهم الله ولحكمتهم - كانوا قد حرموا قديماً النظر فى كتب أهل البدع ، لما قد توقعه فى القلب من الشبهات فتضله عن السبيل ، خاصة مع ضعاف العلم ، ومن ليس لهم نصيب من دراسة علوم التوحيدة العقيدة.
واعلمى أختاه الإيمان يزيد وينقص - كما فى حالتك هذه - يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وقد ينقص فلا يبقى منه شئ ، ومجاورة أهل البدع من أكبر المعاصى لما تعود به من أثر سئ على القلوب وعلى الإيمان.
واعلمى أختاه - أصلحك الله - أنك قد جازفت - أو كدت - بأهم شئ فى دينك ألا وهو الاعتقاد ، فالاعتقاد هو الذى يميز بين المسلم وغيره ، وبين الذى على الحق والضال ، فاحذرى أختاه من هذا ، ويجب أن تمتنعى فوراً عن متابعة تلك المنتديات ، علىالأقل رحمة بنفسك ، فلاشك أنك الآن تعانين وتقاسين من تصارع داخلى بين الحق والباطل ، بين الشك واليقين ، بين الإيمان والكفر ، وربما أن هذا الأمر يقض مضجعك بل ويمنعك من النوم فى بعض الأحيان ،فرفقاً بنفسك يا أختاه.
وعليك أن تكثرى من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. فلاتزالين فى كنف الله ومعيته ما دمت تستعيذين به سبحانه. وأكثرى من الاستغفار وصلِ لله فى الليل وادعى بالدعاء الذى ذكره لك أخونا أبو عبد الرحمن فإنه ناجع جداً بإذن الله. فبه يثبت معتقدك بإذن الله تعالى.

وبخصوص موضوع الرسل فالأدلة على وجودهم كثيرة والحمد لله منها أدلة عقليةومنها أدلة شرعية.

فالعقلية تكون تفريعاً على الإيمان بالله خالق هذا الكون ، فلا يمكن لخالق هذا الكون العظيم المحكم المعجز أن يفعل كل هذا ويترك الإنسان حائراً فى رحلة البحث عن الحقيقة المطلقة ( والحقيقة المطلقة هى التعرف على خالق الكون العظيم ) فلاشك انه من الحكمة أن يرسل هذا الإله الخالق العظيم أناساً يخبرون الناس عن ربهم وخالقهم ، ويعرفونهم بشرعه وصفاته وأوامره ونواهيه وهكذا.

لاشك أن خالق كون عظيم كهذا لا يمكن أنيفتقد هذه الحكمة البليغة. هذا من الناحية العقلية.

أما من الناحية الشرعية فإن الذى يثبت وجود الرسل فهو المعجزة ، والمعجزة هى شئ خارق للعادة يجريه الله سبحانه على يد رسوله تأييداً له وإظهارا ًللحق على يديه ، وكل نبى له معجزات ، ونحن الآن فى زمن آخر الرسل ألا وهو سيدنا محمد وقد جاء بمجموعة من المعجزات المادية لأهل زمانه ثبتت بها نبوته فنقلوها إلينا بكل أمانة.

ولكن ليس هذا فحسب بل هناك معجزات أخرى غير مادية تصلح لأن تكون حجة على كل البشر فى كل زمان وفى كل مكان ، وأهم هذه المعجزات بالنسبة لرسول الله هو القرآن الكريم ، والحديث حول القرآن الكريم يطول جداً. فإن شئت بسطت لك الحديث عنه إذا أردت. وبينت لك كيف يكون القرآن الكريم معجزة.

وهناك معجزات أخرى عقلية تثبت بها نبوة سيدنا محمد من هذه المعجزات الإعجاز الغيبى لرسول الله وفيه يخبر النبى بأمور سوف تحدث فى عصور تالية له بمساحات زمنية شاسعة ، وتفتقد المقدمات التى يمكن أن يبنى عليها أى توقع ، وتحدث كما أخبر تماماً ولعل الحديث يطول فيها كذلك ، ولكنى أنصحك - أختاه بمراجعة المواضيع فى قسم الإعجاز الغيبى فى السنة فى هذا المنتدى لينشرح صدرك بامور كثيرة.

وأظن أن هذه المشاركة هى بداية لحوار مثمر إن شاء الله تعالى.

ولمزيد من التفاصيل بعدما نتلقى ردودك بإذن الله تعالى.