عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 2016-03-31, 02:08 PM
السلفي الإماراتي السلفي الإماراتي غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2016-01-12
المشاركات: 34
افتراضي

(7) سيّد قطب وتكفير الصحابة رضي الله عنهم !!


ألم أقل لك أنّ الرجل فيه عرق رافضي! فها هو مجدّد العصر –زعموا- يكّفر معاوية بن أبي سفيان وأبا سفيان بن حرب وعمرو بن العاص وهند بنت عتبة رضي الله عنهم أجمعين.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ((إبنا العاصي مؤمنان: هشام وعمرو)) رواه ابن سعد في الطبقات والطبراني وهو صحيح (انظر الصحيحة 156)

ويقول عليه السلام: ((عمرو بن العاص من صالحي قريش)) ويقول: ((أسلم النّاس وآمن عمرو بن العاص)) انظر (السلسلة الصحيحة2/263 الحديث رقم 653)

قلتُ: والشهادةُ لعمرو رضي الله عنه بالإيمان شهادة له بالجنّة فإنّه لن تدخل الجنّة إلا نفس مؤمنة !

وقال عليه الصلاة والسلام في معاوية رضي الله عنه: ((اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به)) رواه الترمذي بسند صحيح (3842)

وقيل لابن عباس رضي الله عنه: هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنّه ما أوتر إلا بواحدة ؟ قال: أصاب إنّه فقيه، وفي رواية قال دعه فإنّه قد صحب النبي صلى الله عليه وسلّم. رواه البخاري. وهو في (المشكاة 1277).

وبالمقابل يقول سيّد قطب الذي تربى على كتب الروافض والمعتزلة كابن أبي الحديد وغيره:
يقول سيّد: ((فلما جاء معاوية ، وصير الخلافة الإسلامية ملكاً عضوضاً في بني أمية ؛ لم يكن ذلك من وحي الإسلام ، إنما كان من وحي الجاهلية)).

ولم يكتف بهذا ، بل شمل بني أمية جميعاً ، فقال: ((فأمية بصفة عامة لم يعمر الإيمان قلوبهم ، وما كان الإسلام لها إلا رداء تخلعه وتلبسه حسب المصالح والملابسات)).

وما أشبه كلام هذا الجاهل الضال بكلام ذلك الطاغية المجوسي الكافر آية الشيطان الخميني حيث يقول عن خلافة بني أمية: ((في صدر الاسلام سعى الأمويون ومن يسايرهم لمنع استقرار حكومة الامام علي بن أبي طالب وبمساعيهم البغيضة تغير أسلوب الحكم ونظامه وانحرف عن الاسلام لأن برامجهم كانت تخالف وجهة الاسلام في تعاليمه تماما...)) الحكومة الاسلامية ص33.

ألم أقل لك أنّ للرجل عرق رافضي ؟!

ثم يذكر سيّد قطب يزيد بن معاوية رحمه الله بأسوأ الذكر، ويقول: ((وهذا هو الخليفة الذي يفرضه معاوية على الناس ، مدفوعاً إلى ذلك بدافع لا يعرفه الإسلام ، دافع العصبية العائلية القبلية ، وما هي بكثيرة على معاوية ولا بغريبة عليه؛ فمعاوية هو ابن أبي سفيان وابن هند بنت عتبة ، وهو وريث أحد قومه جميعاً ، وأشبه شيء بهم في بعد روحه عن حقيقة الإسلام ؛ فلا يأخذ أحد الإسلام بمعاوية أو بني أمية؛ فهو منه ومنهم بريء)).

وقال هذا الجاهل الضال بعد ذلك:
((ولسنا ننكر على معاوية في سياسة الحكم ابتداعه نظام الوراثة وقهر الناس عليها فحسب ، إنما ننكر عليه أولاً وقبل كل شيء إقصاءه العنصر الأخلاقي في صراعه مع علي وفي سيرته في الحكم بعد ذلك إقصاءً كاملاً لأول مرة في تاريخ الإسلام …فكانت جريمة معاوية الأولى التي حكمت روح الإسلام في أوائل عهده هي نفي العنصر الأخلاقي من سياسته نفياً باتاً ، ومما ضاعف الجريمة أن هذه الكارثة باكرت الإسلام ولم تنقض إلا ثلاثون سنة على سننه الرفيع…ولكي ندرك عمق هذه الحقيقة يجب أن نستعرض صوراً من سياسة الحكم في العهود المختلفة على أيدي ابي بكر وعمر ، وعلى أيدي عثمان ومروان …ثم على أيدي الملوك من أمية …ومن بعدهم من بني العباس ، بعد أن خُنقت روح الإسلام خنقاً على أيدي معاوية وبني أمية)).

ثم يقول هذا الجاهل الضال: ((فلئن كان إيمان عثمان وورعه ورقته كانت تقف حاجزاً أمام أمية؛ لقد انهار هذا الحاجز ، وانساح ذلك السد ، وارتدت أمية طليقة حرة إلى وراثاتها في الجاهلية والإسلام ، وجاء معاوية تعاونه العصبة التي على شاكلته ، وعلى رأسها عمرو بن العاص ، قوم تجمعهم المطامع والمآرب ، وتدفعهم المطامح والرغائب ، ولا يمسكهم خلق ولا دين ولا ضمير))!!

ثم قال هذا الرافضي الخبيث: ((ولا حاجة بنا للحديث عن معاوية؛ فنحن لا نؤرخ له هنا ، وبحسبنا تصرفه في توريث يزيد الملك لنعلم أي رجل هو ، ثم بحسبنا سيرة يزيد لنقدر أية جريمة كانت تعيش في أسلاخ أمية على الإسلام والمسلمين)).

ثم يذكر خطبة أخرى لمعاوية في أهل المدينة: ((أما بعد؛ فإني والله ما وليتها بمحبة علمتها منكم)).

ثم يعلق عليها فيقول: ((أجل ، ما وليها بمحبة منهم ، وإنه ليعلم أن الخلافة بيعة الرضى في دين الإسلام ، ولكن ما لمعاوية وهذا الإسلام ، وهو ابن هند وابن ابي سفيان؟!)).

وبالمقابل تجد إمام الكفر في عصره طاغوت الروافض الأول آية الشيطان الخميني عليه من الله ما يستحق يقول في أنفس كتبه ((الحكومة الإسلامية ص18)): (( ... معاوية ترأس قومه أربعين عاما ، ولكنه لم يكسب لنفسه سوى لعنة الدنيا وعذاب الآخرة )).

ويقول عن معاوية رضي الله عنه :
(وقد حدث مثل ذلك في أيام معاوية فقد كان يقتل الناس على الظنة والتهمة ويحبس طويلا وينفي من البلاد ويخرج كثيرا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) .

ويقول عن حكومة معاوية :
(ولم تكن حكومة معاوية تمثل الحكومة الاسلامية أو تشبهها من قريب ولا من بعيد) .
(نفس الكتاب ص71)

ألم أقل لك أنّ الرجل فيه عرق رافضي ؟!!

ثمّ ينتقل سيّد إلى صحابي آخر وهو أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه فيقول:

((أبو سفيان هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه والمسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ ، والذي لم يسلم إلا وقد تقررت غلبة الإسلام ؛ فهو إسلام الشفة واللسان ، لا إيمان القلب والوجدان ، وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل؛ فلقد ظل يتمنى هزيمة المسلمين ويستبشر لها في يوم حنين ، وفي قتال المسلمين والروم فيما بعد ، بينما يتظاهر بالإسلام ، ولقد ظلت العصبية الجاهلية تسطير على فؤاده…وقد كان أبو سفيان يحقد على الإسلام والمسلمين ، فما تعرض فرصة للفتنة إلا انتهزها))!!

ثم يقول عن هند بن عتبة أم معاوية:

((ذلك أبو معاوية ، فأما أمه هند بنت عتبة ، فهي تلك التي وقفت يوم أحد تلغ في الدم إذ تنهش كبد حمزة كاللبؤة المتوحشة ، لا يشفع لها في هذه الفعلة الشنيعة حق الثأر على حمزة؛ فقد كان قد مات ، وهي التي وقفت بعد إسلام زوجها كرها بعد إذ تقررت غلبة الإسلام تصيح: ((اقتلوا الخبيث الدنس الذي لا خير فيه ، قبح من طليعة قوم ، هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم؟)).

قال الأستاذ الشيخ المؤرّخ محمود محمّد شاكر رحمه الله تعالى في ردّه على كلام الجاهل الضال سيّد قطب هذا:
((هؤلاء أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، يذكرهم كاتب مسلم بمثل هذه العبارات الغريبة النابية ، بل زاد ، فلم يعصم كثرة بني أمية من قلمه ، فطرح عليهم كل ما استطاع من صفات تجعلهم جملة واحدة براء من دين الله ، ينافقون في إسلامهم ، ونفون من حياتهم كل عنصر أخلاقي – كما سماه –
...ثمّ نقل رحمه الله تعالى بعض الأحاديث والآثار في فضل الأربعة المذكورين وسائر بني أميّة ثمّ قال:
ولو صح كل ما يذكر مما اعتمد عليه الكاتب في تمييز صفات هؤلاء الأربعة وصفة بني أمية عامة؛ لكان طريق أهل الإسلام أن يحملوه على الخطأ في الاجتهاد من الصحابي المخطيء ، ولا يدفعهم داء العصر أن يوغلوا من أجل خبر أو خبرين في نفي الدين والخلق والضمير عن قوم هم لقرب زمانهم وصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلّم أولى أهل الإسلام بأن يعرفوا حق الله وحق رسوله ، وأن يعلموا من دين الله ما لم يعلمه مجترئ عليهم طعان فيهم.
وأختم كلمتي هذه بقول النووي في شرح مسلم (16/93): ((اعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات ، سواء من لابس الفتن منهم وغيره؛ لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون ، وقال القاضي: سب أحدهم من المعاصي الكبائر ، ومذهبنا ومذهب الجمهور أن يعزر ولا يقتل ، وقال بعض المالكية يقتل
)).

وأسدي النصحية لمن كتب هذا وشبهه أن يبرأ إلى الله علانية مما كتب ، وأن يتوب توبة المؤمنين مما فرط منه ، وأن ينزه لسانه ويعصم نفسه ويطهر قلبه ، وأن يدعو بدعاء أهل الإيمان: ((رَبَّنا اغفِرْ لَنا ولإخوانِنا الَذينَ سَبَقُونا بالإيمانِ ولا تَجعَل في قُلوبِنا غِلا للذينَ آمَنُوا رَبّنا إنَكَ رَؤوفٌ رحِيمٌ)) اهـ (من كتاب مطاعن سيّد قطب في أصحاب النبي للإمام ربيع المدخلي حفظه الله)


وبالمناسبة أنقل للقارئ الكريم بعض ما قاله أهل العلم والإيمان فيمن ينتقص معاوية رضي الله عنه:

قال الإمام الخلال في كتابه السنّة الذي لا يسمع به كثير من الشباب المخدوعين:
أخبرني محمد بن الحسين أن الفضل بن زياد حدثهم قال سمعت أبا عبدالله (أي إمام أهل السنّة أحمد بن حنبل رضي الله عنه) وسئل عن رجل انتقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي؟
فقال:إنه لم يجترىء عليهما إلا وله خبيئة سوء ما انتقص أحد أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا له داخلة سوء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني.
اهـ قال المحقق: في إسناده محمد بن الحسين لم يميزه. (690)

وقال كذلك: أخبرني محمد بن موسى قال سمعت أبا بكر بن سندي قرابة إبراهيم الحربي قال كنت أو حضرت أو سمعت أبا عبدالله وسأله رجل يا أبا عبدالله لي خال ذكر أنه ينتقص معاوية وربما أكلت معه فقال أبو عبد الله مبادرا:لا تأكل معه. اهـ (693)

وروى ابن أبي الدنيا بسنده إلى عمر بن عبد العزيز أنه قال: (( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم في المنام وأبو بكر وعمر جالسان عنده، فسلمت عليه وجلست، فبينا أنا جالس أُتيَ بعليّ ومعاوية فأدخلا بيتاً وأجيف الباب، وأنا أنظر، فما كان بأسرع من أن خرج عليّ وهو يقول: قضي لي ورب الكعبة، ثم ما كان بأسرع من أن خرج معاوية وهو يقول: غفر لي ورب الكعبة )).

وروى ابن عساكر عن أبي زرعة الرازي: (( أنه قال له رجل: إني أبغض معاوية، فقال له: ولِمَ؟ قال: لأنه قاتل علياً، فقال له أبو زرعة: ويحك إن رب معاوية رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فأيش دخولك أنت بينهما، رضي الله تعالى عنهما )).
نقلا عن (من أقوال المنصفين في معاوية للعلامة عبد المحسن العبّاد حفظه الله تعالى)

وقد قال أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي رحمه الله تعالى: (( إن معاوية بن أبي سفيان ستر لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم فمن كشف الستر اجترأ على ما وراءه )). انظر البداية والنهاية (8/139).

قال علامة المدينة النبوية حرسها الله الشيخ المحدّث عبد المحسن العباد حفظه الله تعالى: فالذي يتكلم في معاوية ويجرؤ على أن يتكلم فيه بكلام لا يليق فإنه من السهل عليه أن يتكلم في غيره.


يتبع...
(انظر مقدّمة كتابه من أقوال المنصفين في الصحابي الخليفة معاوية)
رد مع اقتباس