عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2010-12-16, 06:13 PM
hamdochi hamdochi غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-11-12
المكان: المغرب
المشاركات: 179
افتراضي

شيخ السلفية الجهادية الأردني أبو محمد المقدسي ورسالته "الزرقاوي مناصرة ومناصحة"
المقدسى عارض الزرقاوي بسبب العمليات الاستشهادية والتترس
بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 رحل أبو مصعب الزرقاوي إلى هناك ليعلن جهاده ضد الاحتلال تحت راية جماعته "التوحيد والجهاد"، وهناك احتضنته جماعات من المقاومة العراقية، وقاتل الزرقاوي بشراسة مكبدا القوات الأمريكية خسائر فادحة، ولما نشطت القاعدة بالعراق لم يكن أمامه سوى التحالف معها ليذوب تنظيمه داخل "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين" وليصبح هو زعيمه.وإذا كان الزرقاوي حقق نجاحا شهدت به المقاومة العراقية والمحتل، فإن تطور القتال وتداخل أوراق اللعبة بين السنة والشيعة والاستخبارات الأمريكية أوقعه في مخالفات شرعية، منها: اعتماده على العمليات الاستشهادية كوسيلة رئيسية في الحرب، وتبريره لقتل المسلمين تحت دعوى التترس، وقد دفعت هذه المخالفات شيخ السلفية الجهادية الأردني أبو محمد المقدسي إلى المطالبة بترشيد العمليات الجهادية بالعراق، وذلك في رسالته "الزرقاوي مناصرة ومناصحة"، ليحذر فيها الزرقاوي من "التساهل فيما اعتدنا على التشديد فيه من عصمة دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، ولو كانوا عصاة أو فجارا، فإن دماء المعصومين ورطة من الورطات يوم القيامة".وطالب المقدسي في مناصحته بترشيد العمليات الاستشهادية، وحذر من عدم مراعاة الضوابط في مسألة الترس، فهي برأيه "وسيلة إنما يلجأ إليها المجاهد عند الضرورات.. فحذار من أن يتوسع فيها، وتنقلب إلى وسيلة قتالية تقليدية، فضلا عن أن تنقلب إلى غاية وهدف".

فقيه القاعدة ينقلب عليها
في عام 2007 أصدر الشيخ سيد إمام فقيه القاعدة مراجعاته الأولى "وثيقة ترشيد العمل الجهادي" موجها خلالها ضربة للقاعدة عبر إدانته لنهجها في تطبيق فتوى التترس، فالصورة التي أجازها الفقهاء للتترس -كما يوضح إمام- "هي صورة جيش للكفار وضع في مقدمته أسرى من المسلمين ليتحرج جيش المسلمين من قتلهم فيحتمي الكفار بهم كدروع بشرية.. أما ما يحدث اليوم فهو أن المسلمين المختلطين بالكفار في بلادهم ليسوا أسرى لديهم، بل مواطنين مثلهم أو مقيمين لديهم، وليسوا مع جيش في حرب ليحتاطوا لأنفسهم بالفرار من ميدان القتال، بل إنهم يقتلون على حين غرة، ومن دون سابق إنذار من جهة المهاجمين، فليست هذه هي الصورة التي أجاز فيها بعض الفقهاء قتل الترس المسلم، وهذا ليس هو الحال في تفجير الطائرات والقطارات المدنية والعمارات في بلاد الكفار، والتي يخالط فيها المسلمون غيرهم، والتي لا ضرورة تلجئ إلى القيام بها".أحد تبريرات الاعتماد على فتوى التترس هو أن حركات المقاومة على مر التاريخ كانت تحتمي بالمواطنين المدنيين لكن د.عمار علي حسن يقول "إن هذا لا يسوغ للقاعدة الاعتماد عليها؛ لأن تطبيق فكرة "التترس" في الحرب مرتبط فقط باستهداف العدو الأجنبي المحتل، وبمدى قبول المجتمع للمقاومة واحتضانه لها، فإذا اعتبرنا ما يحدث ضد القوات الأمريكية في أفغانستان والعراق مقاومة تمارس عملها ضمن محيطها الاجتماعي، ففي هذه الحالة يمكن أن نفهم مبرر أن يكون هناك ضحايا مدنيين، لكن المشكلة هو أن عمل القاعدة في هذه البلاد لا يقف عند حدود قتل الأمريكان، لكنه يمتد ليشمل المدنيين المتعاونين مع الاحتلال، والذين تدور حولهم شبهات التعاون ورموز السلطة والجيش والموظفين. فتنظيمات المقاومة التي تفجرت من الأرض العراقية.

ضحايا القاعدة المسلمين هم النسبة الأكثر حسب معظم الدراسات:

يفرض الحديث عن فتوى "التترس" نفسه على الساحة بين الحين والآخر، خاصة عندما تقوم "القاعدة" أو غيرها من التنظيمات المسلحة بتنفيذ عملية تفجيرية تودي بحياة مسلمين، والتي كان أهمهاسسلسلة التفجيرات التي تتبناها القاعدة بالعراق ويقع خلالها المئات من المسلمين بين قتيل وجريح. فقد صدرت دراسة هامة تكشف الغطاء عن بعض أخطاء القاعدة في البلاد العربية والإسلامية؛ حيث تؤكد الدراسة أن 85% من ضحايا تفجيرات القاعدة كانوامسلمين، بينما كانت نسب القتلى من الأجانب 15%، وشملت الدراسة الفترة الزمنية من 2004 إلى 2008.وفي إطار استراتيجية الرد والمواجهة نشرت مؤسسة السحاب الإعلامية التابعة للقاعدة تسجيلا صوتيا للشيخ "آدم غدن" حمل عنوان "المجاهدون لا يستهدفون المسلمين"، ينفي خلاله تعمد القاعدة قتل المسلمين.الدراسة التي صدرت عن "مركز مكافحة الإرهاب" في أكاديمية ويست بوينت العسكرية الأمريكية تحمل عنوان "طلائع الموت"، وأعدها الباحثون سكوت هيلفشتاين، وناصر عبد الله، ومحمد العبيدي، أكدت أيضا أنه في الفترة من 2006 إلى 2008 لم تتجاوز نسبة ضحايا القاعدة من الأجانب 2%، بينما حصدت التفجيرات أرواح المسلمين بنسبة 98% من إجمالي الضحايا، وقد شملت إجمالي العمليات التي رصدتها الدراسة 329 عملية في مختلف الدول الإسلامية وقامت القاعدة بإعلان المسئولية عنها.ورغبة في توخي الحياد اعتمدت الدراسة على وسائل الإعلام العربية في رصدها وإحصاءاتها، وذلك للبعد عن اتهامات التحيز التي تنال مصادر الإعلام الغربية، خاصة حينما يتعلق الأمر بما تسميه الدراسة بـ"إرهاب القاعدة" والتنظيمات الإسلامية المسلحة، وصدرت الدراسة باللغة الإنجليزية، وقامت جريدة "الجريدة" الكويتية بنشر ترجمة لها إلى اللغة العربية.وتفتح هذه النتائج المثيرة الباب للنقاش حول عدة قضايا، أولا: "هل أسرفت القاعدة في تطبيق فتوى "التترس"، واستحلال دماء المسلمين؟ وما هي الانتقادات التي وجهت لها في هذا الشأن؟ وثانيا: ما هي ردود فعل القاعدة وتبريراتها في مواجهة الأصوات الناقدة ؟ وإلى أي مدى يمكن أن يسهم هذا النقد في تفكيك أيديولوجيا القاعدة ومنظومتها الفكرية؟
رد مع اقتباس