عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 2011-07-23, 07:41 AM
Alneho99 Alneho99 غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-07-20
المشاركات: 3
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو جهاد الأنصاري مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين ، وعلى آله ومن اتبعوه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد،،


مقدمة


هذا باب جديد من أبواب العلم أطرقه لأول مرة ، وإن كنت تعايشت معه طويلاً ، منذ بداية دراستى لعلوم السنة النبوية الشريفة. وقد مكننى هذا الباب من فهم الكثير من مفردات الواقع الذى نحياه الآن ، وما يدور فيه من صراعات ، وما يقع فيه من تحزبات وتكتلات وافتراقات وغير ذلك مما هو مشاهد لنا فى العصر الحديث.

فكنت أتأمل أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم وأعيش مع ألفاظه وعباراته ، فأجد فيها – بحول الله وقوته – من الفهم ما يغيب عن الكثيرين. فتتشكل عندى رؤية كاملة وشمولية للواقع بل وللمستقبل أيضاً.

ولكننى عزمت على أن أزيد الأمر تفصيلاً وتأصيلاً. ولاشك أن مسألة الإعجاز فى السنة النبوية من الأمور التى تزيد يقين الإنسان بأن دين الإسلام هو الدين الحق ، دون باقى الأديان ، وأن منهج أهل السنة والجماعة هو المنهج الحق دون باقى فرق الأمة.

ولعل هذا من أهداف هذا البحث ، والذى سأحاول التركيز عليها جيداً. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يكون هذا البحث دعاية حق للدين الحق وللمنهج الحق. آمين.

أولاً: تعريف المصطلحات والمفاهيم.

(1) الإعجاز : هو مصدر الفعل (أعجز) والعجز هو الضعف وافتقاد القدرة على الإتيان بموضوع المعاجزة.

وحد الإعجاز : هو عدم قدرة المعاجَزين عن الإتيان بموضوع المعاجزة فى الزمان والمكان والكيفية المحددة.

والمقصود بالمعاجَزين هنا هم من توجه إليهم التحدى والإعجاز ، وهم فى الإسلام جميع الثقلين : الإنس والجن.

ولما كان الإسلام هو الدين الخاتم لكل زمان ولكل مكان ولجميع الأجناس ، فهنا زمان المعاجزة ممتد أبداً ، ومكان المعاجزة فى كل مكان.

وعندما نقول أن بالسنة النبوية إعجاز غيبى فمعنى هذا أننا نقول أنه لن يستطيع أن يأتى إنسان أياً ما كان (ولو اجتمعوا له) أن يخبروا بأمور غيبية على النحو الذى أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم.

(2) الغيب : هو ما خفى عنا وغاب بسبب اختلاف الزمان أو المكان أو لغلبة الجهل.

والغيب أنواع : فقد يكون غيباً زمانياً ، أومكانياً ، أو معرفياً.

أما الغيب الزمانى فيتمثل فى جهلنا بأحوال الأمم البائدة ، أو الآتية.

والغيب المكانى ينشأ عن التباعد بين الأماكن والبلدان والحواجز الجغرافية الواسعة.

أما الغيب المعرفى : فيظهر عندما نسوق مثالاً ، فلو قلنا أن شخصاً معا يجلس على شاطئ البحر ويدلى فيه ساقيه فهل يعرف كم عدد ما به من كائنات؟ هذا رغم تواجده فى نفس الزمان وفى نفس المكان.

(3) السنة : لها تعريفات عدة : تعريف فقهى وآخر لغوى وثالث أصولى ورابع حديثى. ويكون اختيار المعنى حسب السياق.

وسوف نسير فى بحثنا هذا على المعنى الحديثى للسنة (أى كما هو فى علم مصطلح الحديث الشريف).

تعريف السنة فى علم مصطلح الحديث الشريف هى : أقوال وأفعال وتقريرات النبى صلى الله عليه وسلم ، وصفاته الخُلُقية والخِلقية.

ذلك أن الإعجاز الغيبى فى السنة النبوية المطهرة يتمحور حول ما أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم فى سنته من أمور سوف تقع فى الزمان بعده وحتى قيام الساعة.

وغنى عن البيان أنا قد لا نتطرق إلى مسائل من قبيل أفعال أو تقريرات النبى صلى الله عليه وسلم أوصفاته الخلقية والخلقية أبداً وإن احتيج إليها فسيكون نذراً يسيراً.

أما المعول عليه فى باب الإعجاز الغيبى فى السنة النبوية هو ما أخبرنا به النبى صلى الله عليه وسلم ، يعنى أقواله صلى الله عليه وسلم.

يتعلق بهذه المسألة مسالة أخرى مهمة ألا وهى تلك الأحاديث التى رواها أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم موقوفة عليهم ولم يرفعوها إلى النبى صلى الله عليه وسلم وفيها إخبار بأمور غيبية ، فهذه - ولا شك – لها حكم الحديث المرفوع (مرفوع حكماً) وعلى هذا جمهور العلماء شريطة أن تكون إخباراً بمغيب ولا تكون مما يقال من قبيل الرأى.

ذلك أن أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم لا يقولون على الله بغير علم ولا يتحدثون بحديث كذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شك أن ما أخبروا به يكونون قد علموه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا طبعاً بعد أن يصح إسناد الحديث أو الأثر الذى رووه.
========

من ملامح وخصائص الإعجاز الغيبى فى السنة النبوية المطهرة:

لاشك أن الإعجاز الغيبى فى السنة هو فرع من الإعجاز فى السنة كاملاً ، وهذا بدوره فرع من الإعجاز فى الإسلام والذى يشمل القرآن والسنة.

وهناك سمات وخصائص مشتركة بين كافة أوجه الإعجاز على تباين أشكالها قرآناً وسنة. ولكنى هنا أركز الضوء على الإعجاز الغيبى فى السنة حيث أنه محور الحديث. فمن سمات هذا الضرب من الإعجاز:

1- قطعية الوقوع: فطالما صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج مخرج الإخبار بمغيب فلا محالة أنه سوف يقع. يعنى المسألة ستكون مسألة وقت لا غير.

2- دقة الألفاظ والعبارات: وهذه سيكون لها دور كبير جداً فى اكتشاف مواطن الإعجاز وتوضيح الأحداث ، وكذلك تشكيل الرؤية المستقبلية بناءً على ما أخبر به المعصوم صلى الله عليه وسلم.

3- شمولية الأحداث: فرسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا بأمور مسرح أحداثها هى الكرة الأرضية جمعاء. وقد يخبر بأمور هى من شأن قوم دون آخرين. وهذه لا شك لا تقل عن نظيرتها فالعبرة أن كليهما إخبار بمغيب لم يكن على عهد النبى صلى الله عليه وسلم وليس لأحد القدرة على الإخبار به غيره صلى الله عليه وسلم.

4- السلامة من الخلل و الاضطراب: فلا يمكن أن ينشأ ثمة تعارض بين أمرين أو حديثين أخبر بهما النبى صلى الله عليه وسلم ، وإن بدا تعارض فهو ظاهرى ويحتاج إلى فهم صحيح وجمع للأدلة لإزالة ذلك التعارض.

يتبع ...
Appreciate the info, it’s good to know.
رد مع اقتباس