عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2022-12-07, 07:43 PM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,734
افتراضي حديث: تصدقوا عليه

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-

حديث:(( تصدقوا عليه ))

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أُصيب رجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمار ابتاعها، فكثُر دينُه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدقوا عليه، فتصدق الناس عليه ولم يبلغ ذلك وفاءَ دينه، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم لغرمائه: خُذوا ما وجدتم، وليس لكم إلا ذلك؛ رواه مسلم.
*

المفردات:

«أصيب رجل»؛ أي ابتُلي رجل.

«ابتاعها»؛ أي اشتراها.

«ولم يبلغ ذلك» اللفظ الذي في مسلم: فلم يبلغ ذلك؛ أي ما جمع له من الصدقة.

«لغرمائه»؛ أي لدائنيه.

«خذوا ما وجدتم»؛ يعني مما تصدق به عليه، وما بقي من الثمار إن كان بقي منها شيء.

«وليس لكم إلا ذلك»؛ أي وليس لكم تعزيره أو عقوبته أو النيل من عرضه.



البحث:

تقدم في بحث الحديث السادس من أحاديث باب الرخصة في العرايا وبيع الأصول والثمار - الإشارة إلى أن حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه هذا ليس من باب وضع الجوائح، وأن إصابة الرجل في الثمار التي ابتاعها قد تكون بسبب كثرة ما اشتراه، ثم هبوط الأسعار قبل أن يبيعها، ومثل هذا المصاب ينبغي الرفق به والإحسان إليه وعدم عقوبته؛ لأنه لم يرتكب ما يعاقب عليه، والأمر بالإحسان للمعسرين والرفق بهم، جاء في القرآن الكريم وفي سنة رسول الله صل الله عليه وسلم، فإن الله تعالى يقول: ﴿ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 280]، وذكر رسول الله صل الله عليه وسلم أن من أنظر معسرًا، أو وضع عنه، أظله الله في ظله، كما روى ذلك مسلم من حديث أبي اليسر رضي الله عنه، كما روى مسلم من طريق عبد الله بن أبي قتادة أن أبا قتادة طلب غريمًا له، فتوارى عنه ثم وجده، فقال: إني معسر، فقال: آلله؟ قال: الله، قال: فإني سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: من سرَّه أن ينجيه الله من كُرب يوم القيامة، فليُنفس عن معسر أو يضع عنه، كما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صل الله عليه وسلم سمع صوت خصوم بالباب عالية أصواتهما، وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء وهو يقول: والله لا أفعل، فخرج سول الله صل الله عليه وسلم فقال: أين المتألي على الله لا يفعل المعروف؟ قال: أنا يا رسول الله، فله أي ذلك أحب. وفي لفظ لمسلم من طريق عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه أنه تقاضى ابن أبي حدرد دينًا كان له عليه في عهد رسول الله صل الله عليه وسلم في المسجد، فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله صل الله عليه وسلم وهو في بيته، فخرج إليهما رسول الله صل الله عليه وسلم حتى كشف سجف حجرته، ونادى كعب بن مالك، فقال: يا كعب، فقال: لبيك يا رسول الله! فأشار إليه بيده أن ضع الشطر من دينك، قال كعب: قد فعلت يا رسول الله، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: قمْ فاقْضِه، وفي رواية للبخاري ومسلم واللفظ لمسلم عن كعب بن مالك أنه كان له مال على عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، فلقيه فلزمه، فتكلما حتى ارتفعت أصواتهما، فمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا كعب، فأشار بيده كأنه يقول: النصف، فأخذ نصفًا مما عليه وترك نصفًا.

ما يفيده الحديث:

1– استحباب التصدق على المدين المعسر.

2– أنه يُستحب للدائن أن يترك بعض حقه للمدين المعسر.

3– أنه ليس للغرماء طلب سجن المدين المفلس.

4– أنه لا يحق للغرماء أن ينالوا من عرض المدين المفلس.

5– أنه يجب على المدين المفلس إذا كان عنده بعض الحق الذي عليه أن يُسلمه للغرماء فورًا.

§§§§§§§§§§§§§§§
رد مع اقتباس