عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 2013-06-02, 05:07 PM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

قبل أن نبدأ أود التنويه أن في هذه المشاركة معلومات قد تكون دسمة على من لا يجيد العربية -كحال معظم كتاب المنتديات-، لذلك أود منك عزيزي القارئ إن استشكل عليك شيء أن تضع موضوعاً في قسم اللغة العربية وتنبهني إلى رابطه لكي أجيبك هناك إن شاء الله.

ذكرت ضيفنا الفرق بين " من " الأصلية والزائدة، وأنا لم أطلب منك هذا الأمر، فإن صدق حدسي فأود القول لك من الآن لن تفيدك هذه المقدمة.
قلت في المشاركة رقم 5 ((من : حرف جر يكون زائدا في حالتين لا ثالث لهما))، ثم قلت في المشاركة رقم 12 (((من) ممكن أن تأتي زائدة ولعلماء اللغة شرطين بذلك))، وعليه فالجملة الأولى تناقض الجملة الثانية، فالأولى تعني أن " من " تكون زائدة إما في حالة كذا أو في حالة كذا، في حين أن الثانية تعني أن " من " تكون زائدة بشرط كذا وكذا، وحرف العطف " و " يختلف في المعنى عن حرف العطف " أو ".
قلت أن " من " الزائدة لها شرطين، وهذا خطأ، والصواب أن لها ثلاثة شروط وهي:
1- أن تسبق بنفي أو نهي أو استفهام بـ " هل ".
2- أن يكون مجرورها اسماً نكرة.
3- أن يكون مجرورها إما مبتدأ أو فاعل أو مفعولاً به أو مفعولاً مطلقاً، واختلف أهل اللغة في كونه حالاً.
تساءلت في المشاركة رقم 14 وقلت ((فكيف نميز أن هذا مفعول فيه وهذا مفعول لأجله وهذا مفعول معه وهذا مفعول به؟))، فأردت أن تهرب من سؤالي فوقعت، وعليه أقول:
1- المفعول فيه، وهو ظرف زمان أو ظرف مكان، أي إن كان الاسم يذكر لبيان زمان الفعل أو مكانه، ومتضمناً لمعنى " في " صار مفعولاً فيه.
2- المفعول لأجله، وهو جواب سؤال " لم " أو " لماذا؟ "، ومثال ذلك ((أقرأ حباً في القراءة))، فلم أقرأ؟ حباً في القراءة، فـ " حباً " مفعول لأجله.
3- مفعول معه، وهو الذي يأتي بعد واو المعية.
4- المفعول به، وهو الاسم الذي يدل على من وقع عليه فعل الفاعل.
وإن أردت كيفية معرفة التمييز والحال فأنا جاهز.
قلت أن أحداً من علماء التفسير لم يتوقف عند " من " في قوله تعالى فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً ، وهذا أمر صحيح، فكتبهم كانت تكتب بالعربية، وقراء تلك الكتب كانوا يفهمون العربية حتى وإن كانوا أعاجم، ومن يفهم العربية يعلم بما لا يدع مجالاً للشك أن " من " في الآية موضع البحث لا يمكن أن تكون تبعيضية، وما كتبت هذه المقدمة الطويلة إلا لأبين على أنك لا تستطيع الحكم على شيء في اللغة العربية دون قاعدة، فمثلاً لو أنك أعربت " حباً " في المثال السابق على أنه مفعول فيه لما قبلت بكلامك، والسبب أنك خالفت القاعدة، لذلك كان طلبي منك أن تأتينا بالقاعدة لنتبعها، لكنك أبيت لأنها تهدم بنيانك، وهنا يجب أن نتساءل: ما هي هذه القاعدة؟
القاعدة تقول:
1- من علامات " من " التبعيضية أن تخلف " من " كلمة " بعض "، أو بمعنى آخر أن تستبدل " بعض " بـ " من "، ونأتي إلى المثال الذي ذكرته لنا في المشاركة رقم 5، إذ ذكرت قوله تعالى منهم من كلم الله ، وبتطبيق قاعدة التبعيض تصبح ((بعضهم من كلم الله))، وهذه جملة صحيحة.
مثالين آخرين:
قال تعالى لنريه من آياتنا فتصبح ((لنريه بعض آياتنا))
قال تعالى ومن الناس من يقول آمنا بالله فتصبح ((وبعض الناس من يقول آمنا بالله))
2- من علامات " من " البيانية (بيان الجنس) أن يخلفها اسم موصول مع ضمير يعود إلى ما قبلها إن كانت معرفة، أو الضمير وحده إن كانت نكرة، وبأخذ المثال ذاته الذي ذكرته لنا في المشاركة رقم 5، إذ استشهدت بقوله تعالى -وقد كتبت الآية بشكل خاطئ- فاجتنبوا الرجس من الأوثان ، وبتطبيق قاعدة البيان تصبح ((فاجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان)).
ومن خصائص " من " البيانية أنها تخصص جنس ما قبلها، ففي الآية السابقة " الرجس " لفظ عام يشمل الأوثان وغيرها، فالرجس يشمل أيضاً الخمر والميسر والأنصاب والأزلام، فالله سبحانه حينما قال لنا فاجتنبوا الرجس بين لنا مراده بالرجس فقال سبحانه من الأوثان .
3- لا تكون " من " زائدة إلا إن كانت لتوكيد الاستغراق أو للتنصيص على العموم، أما في باقي معاني " من " -ومنها البيانية والتبعيضية- فهي أصلية وليست زائدة.

سؤالي الآن هل اتفقنا على القاعدة؟ أم لديك كلام آخر؟

مصدر هذه المشاركة:
معظم ما كتبته في هذه المشاركة مأخوذ من قاموس النحو للدكتور مسعد محمد زياد.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس