[أبو جهاد الأنصاري]

كما وردت إلي رسالة أخرى من أحد الأخوة بمنتدى التوحيد معرفه (Doctosienz) حول فواصل سورة الكوثر جاء فيها :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3)

ألاحظ هنا أن الآيات الثلاث جميعهن انتهين بحرف (الراء):
وهو يندرج تحت التحدي للعرب ، فكما قال الأخ أبو جهاد الأنصاري بأن سورة الكوثر لم تأت (بيتين) بل أتت ثلاثة أبيات للدلالة على أن الرسول لم يكن شاعرا ، بل علاوة على ذلك أنتهت ءآيات السورة بحرف الراء والتحدي في ذلك أنه يعتبر بمثابة نوع من الإسفزاز الأدبي (القرآني) ، حيث أن الآيتين الأولتين عندما تُقرأ يُلمح للقارئ بأنه نوع من الشعر ولكن يُفاجئ بأنه سيجد نصف بيت حيث تنتهي الصورة عند نصف البيت وهو كما قال الأخ أبو جهاد الأنصاري .
والتلميح هنا ظهر نتيجة إنتهاء الآيتين الأولتين بنفس الحرف ..

ملاحظة أخرى تابعة لحرف الراء:
من قواعد الشعر عند العرب أنه فقط تنظيم الشعر(القوافي) يجب أن ينتهي الشطر الثاني من كل الأبيات بنفس الحرف .. ولا علاقة بالبيت الأول بذلك بإسثناء أول بيت في القصيدة يمكن أن يتشابة الحرفان الأخيران من كل نصف شطر للبيت الأول فقط ما عداهما فلا.. وعندما ننظر إلى سورة الكوثر فسنجد أن نهايتي الآيتين الأوليتين انتهت بحرف واحد هو حرف الراء وعندما ننظر الإية الثالثة التي تُمثل نصف البيت الثاني فإننا سنجدها مخالفا لنظم الشعر العربي .. حيث انتهت بحرف الراء أيضا.

ملاحظة ثالثة تابعة لحرف الراء:
القرآن تحدى العرب من ناحية بأنه أتى بشئ شبية للشعر وهو في نهاية ليس شعر بل وحي من عند الله ، فعندما تشابهت نهايات الآيات بنفس الأحرف ، وكأن الله في كتابة عندما تحدى العرب بمثل القرآن ثم خفف عليهم فقال عشر سور ثم خفف عليهم بسورة واحدة ، وعندما أتت هذه الصورة صغيرة (ثلاث آيات) يعتبر التحدي بثلاث آيات بحد ذاته تحدي عظيم لجحابذة الشعر العرب ، واذا تفحصنا السورة جيدا فنجد أنه عندما أنتهت الآيات الثلاث بنفس الحرف وهو الراء ، وكان الله يقول أنه قرب المسأله اليهم ولم يجعلها بعيدة جدا جدا عن شعرهم ، فقد أصبحت صغيرة وقريبة من طريقة شعرهم ، فهل تقدرون يا عرب على الإتيان بمثلها . وهذا هو قمة الكمال في حكمة اللة سبحانه وتعالى

فجزاه الله خيراً ، وسيكون هناك بحث متكامل عن موضوع فاصل الآيات فى هذه السورة العظيمة ، أسأل الله التيسير.