عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 2008-07-18, 12:31 PM
نبيل الجزائري نبيل الجزائري غير متواجد حالياً
منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-10
المشاركات: 51
افتراضي

بسم الله
أولا :بشأن الكوثر ، يدعي بما لا شك فيه : "
أن هذه الكلمة ( الكوثر ) تحمل دليل على حجية السنة النبوية من القرآن الكريم ( كيف هذا ؟ )
فعندما أحاور منكراً للسنة يؤمن أن القرآن جاء تبياناً لكل شئ ثم أسأله عن معنى الكوثر فلن يجد له تفسير فى القرآن فلابد أنه سينقطع وستنقطع به الأسباب ، وإذا سألت منكراً ثان عن معناه جاءك بشئ مخالف لما ذكر الأول وكذلك سيفعل الثالث والرابع ، ولكنك إن سألت أهل السنة جميعاً منذ بداية الإسلام وحتى قيام الساعة فسيجمعون على أنه نهر فى الجنة ، فانظر وتأمل - يرحمك الله - كيف أن البعد عن السنة يؤدى إلى تفرقة الأمة وتشتيتها. "
فهو هنا يعتبر الكوثر دليلا على حجية السنة ، و من هنا فلا يمكن أن نعود للحوار دون أن أعلق عليها ، لارتباطها بموضوع الحوار .
يدعي الأخ أن من ينكرون السنة اختلفوا في تفسيرهم لكلمة الكوثر اختلافا لا يحمدون عليه ، و أن أهل السنة أجمعوا على أن الكوثر هو نهر في الجنة . فبشأن الدعوى الأولى فليأت الأخ بما يدعيه من اختلافات لمن ينكرون حجية السنة تقيم دعواه على دليل ، كي لا يكون كلامه هنا قائما دون دليل . أما بشأن دعوى الإجماع ، فأهل السنة لم يجمعوا على أن الكوثر نهر ، يقول ابن كثير - بعد أن أورد الأحاديث الدالة على أن الكوثر نهر - : " ورواه أيضا من حديث هشيم، عن أبي بشر وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: الكوثر: الخير الكثير. "
ثم يعلق - رحمه الله - قائلا : " وهذا التفسير يعم النهر وغيره؛ لأن الكوثر من الكثرة، وهو الخير الكثير، ومن ذلك النهر كما قال ابن عباس، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد، ومحارب بن دِثَار، والحسن بن أبي الحسن البصري. حتى قال مجاهد: هو الخير الكثير في الدنيا والآخرة.
وقال عكرمة: هو النبوة والقرآن، وثواب الآخرة " ليضيف بعدها أنه روي عن ابن عباس تفسيره للكوثر بأنه نهر .

و قد أثبت السعدي في تفسيره للكوثر ما يلي : " أي: الخير الكثير، والفضل الغزير، الذي من جملته، ما يعطيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، من النهر الذي يقال له ( الكوثر ) ومن الحوض .. " ، و هناك تفصيل اكثر بشأن المعاني المختلفة للكوثر في تفسير الطبري . فدعوى الإجماع على أن الكوثر نهر ليست دقيقة .
ثانيا - ردا على دعوى الأخ بأن الكوثر دليل على حجية السنة ، أي أنه لا يمكن فهمها بدون السنة ، أوردت له تفسيرا لم يتم الاعتماد فيه على السنة ، بل على اللغة . و خلاصته أن الكوثر صيغة مبالغة في الكثرة ، و أنها الخير البالغ الكثرة لأنها عطاء الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه و سلم ، فلن يكون إلا خيرا . فالله لا يعطي غير الخير .

و إذا بالأخ يرد قائلا أن هذا الرأي في معنى الكوثر: "
مقتبس من أهل السنة ، ولن يُسمع لغيرهم فى دعواهم ، إن ما قلته بالنص هو مأخوذ بالنص من تفاسير أهل السنة ، وهناك آلاف المواضع فى القرآن يستحيل على من ترك السنة أن يفهمها من القرآن إلا بالرجوع إلى كتب أهل السنة. "

و هذا رد لافت للنظر في سياق ما نناقشه ، فهو من ناحية يسلم بأن هذا التفسير الذي أوردته له اعتبار عنده ، بغض النظر عن الأساس الذي جعله كذلك ، و هو أن أهل السنة أوردوه . و هو من ناحية اخرى لا يرى لنا حقا في هذا التفسير لأنه من أهل السنة و نحن لا نعترف بالسنة ، فلا حق لنا فيه . كأن أهل السنة لا يفسرون كتاب الله إلا بالسنة دون اللغة و قد نزل بلسان عربي مبين ، و هي - أي اللغة لا السنة - معتمد من قال أن الكوثر هو الخير البالغ الكثرة . لأن من يعتمد السنة في تفسير الكوثر لن يتجاوز بحال ما أوردته السنة بشأنه .

و الخلاصة بشأن الكوثر أنه يمكن فهم معنى الكلمة حتى و لو لم ينسب إلى النبي صلى الله عليه و سلم أي حديث بشأن معناها . فأين دلالتها على حجية السنة ؟
ثالثا : التنزيل المنجم أوردته ردا على تفسير الأخ لمؤدى كلمة "ثم" ، فهو في أول كلام له يورد أن البيان منفصل عما يبينه ، و البيان هو السنة و ما تبينه هو كتاب الله ، ثم يقول : "
ويؤكد هذا المعنى ، وذلك الفهم حرف (ثم) والتى تفيد الترتيب مع التراخى ، أى أن عملية البيان ستأتى لاحقة ومتأخرة وفى ترتيب بعيد ومنفصل عن عملية القراءة والجمع. "

فهو هنا استدل بكلمة "ثم" كدليل على رأيه بأن البيان هو السنة ، فقلت له ردا أن كلمة " ثم " تحيل إلى تراخ في نزول القرآن منجما ، لا إلى تراخ في بيانه بالسنة .
فالتنجيم ليس تفسيرا للبيان ، بل تفسيرا للتراخي في البيان ، اما البيان فتم بواسطة الذكر الذي هو الصيغة الصوتية المسموعة و المدركة للقرآن ، و هذا هو بيانه . فالبيان ليس إيضاحا و لا تفسيرا و لا بالأحرى نسخا ، بل كشف بعد خفاء و إدراك بعد عدم إدراك . و قد أدركت الالتباس الذي وقع فيه الأخ - ربما لقصور في عبارتي التي حاولت أن أوضح بها مقصودي - فحاولت أن أوضح أكثر معتذرا عما سبق من لبس . و موضع اللبس في عبارتي ، هو قولي - المنزوع من سياقه - أن البيان هو القرآن منجما ، و قد أوضحت الآن أن التنجيم هو مؤدى كلمة " ثم " أن الذكر هو مؤدى البيان .

فأرجو أن لا لبس بعد هذا : القرآن منجما هو مؤدى "ثم" ، و تنزيل القرآن ذكرا يتلى و يسمع هو بيانه .

رابعا - يقول الأخ : "الله يحدثنا عن عدة أمور ، مرحلية :
1- جمع القرآن.
2- قراءة القرآن.
ثم ......
3- بيانه.
والجمع يشمل جمعين : جمع فى الصدور ( حفظ الصدر ) وجمع فى السطور ( فى المصاحف ). وقد تحقق كلا الأمرين.
أما المرحلة الثانية : ( قرآنه ) فهى تشمل البيان الصوتى الذى يتحدث عنه الأخ وليس فى البيان كما يدعى.
ولهذا يقول ربنا : ( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ).
أما البيان فقد جاء متأخراً عن هاتين المرحلتين.
"

و البيان عنده هو السنة ، و ما أورده هو خلاف المعروف لدى أهل السنة ، فجمع القرآن جاء متأخرا عن البيان بما أن البيان هو السنة لدى الأخ ، أي أن البيان بهذا المعنى لم يأت متأخرا عن الجمع بل قبله ، هذا لدى السنة . فالأخ هنا خالف ما اجمع عليه اهل السنة .
أضف إلى هذا ، أن الجمع هنا - كما في تفسير ابن كثير مثلا - ليس هنا ليس هو الشامل للجمعين - كما يقول الأخ بالحرف - " جمع فى الصدور ( حفظ الصدر ) وجمع فى السطور ( فى المصاحف ). وقد تحقق كلا الأمرين." بل الجمع هنا هو الجمع في صدر النبي - صلى الله عليه و سلم - و هذا ما قرره ابن كثير و غيره ، و هو المعتمد لدى أهل السنة . لا كما قال الأخ أنه الجمع الشامل في الصدور و في السطور و الذي تم بعد البيان لا قبله . فأرجو أن يراجع الأخ كلامه على مصادر أهل السنة كي لا ينسب إليهم خطأ ما لم يقولوه .

خامسا - يقول الأخ : " وبرهانى على خطأ كلام محاورى أن الله سبحانه وتعالى يقول : ( بيانه ) فالضمير فى الكلمة يدل على شئ معروف سلفاً لنا وموجود بيننا ، فكيف به يُرجع الضمير إلى شئ مجهول ( وهو القرآن قبل التنزيل ) خاصة وأن الله قال قبلها : ( إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ) !!!"

قلت أن بيان القرآن هو تنزيله ذكرا يتلى و يسمع و يقرأ ، أي ذكرا يدرك . و أن هذا التنزيل جاء منجما . و أقول أن قبل نزول القرآن منجما يدركه الناس ، نزل مرة واحدة في ليلة واحدة - و هي ليلة القدر - و هذا النزول الأول ، ثم نزل منجما في ثلاث و عشرين سنة . و هذا النزول الثاني ، ففي النزول الثاني تم بيانه ، فالقرآن إذن حين النزول الثاني المنجم كان موجودا . فالضمير في كلمة " بيانه " لا تحيل " على شئ معروف سلفاً لنا وموجود بيننا " بل تحيل على شيء موجود لكنه مجهول و غير مدرك للناس و هو القرآن قبل التنزيل الثاني منجما .


و الحمد لله رب العالمين .


رد مع اقتباس