وخذ ماتبقى:
قال في "مجموع الفتاوى" (3/267): واﻹنسان متى حلّل الحرام المجمع عليه أو حرم الحرام المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافراً مرتداً باتفاق الفقهاء، وفي مثل هذا نزل قوله على أحد القولين :#﴿ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الكافرون ﴾#[المائدة:44] ؛#أي: المستحل للحكم بغير ما أنزل الله.
وقال في منهاج السنة (5/130): قال تعالى:#" فَﻼَ وَرَبِّكَ ﻻَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ ﻻَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً﴾#[النساء:65]؛ فمن لم يلتزم تحكيم الله ورسوله فيما شجر بينهم؛ فقد أقسم الله بنفسه أنه ﻻ يؤمن، وأما من كان ملتزماً لحكم الله ورسولة باطناً وظاهراً، لكن عصى واتبع هواه؛ فهذا بمنزلة أمثاله من العصاة.#وهذه اﻵية مما يحتج بها الخوارج على تكفير وﻻة اﻷمر الذين ﻻ يحكمون بما أنزل الله.
وقال في "مجموع الفتاوى" (7/312): "وإذا كان من قول السلف: (إن اﻹنسان يكون فيه إيمان ونفاق)، فكذلك في قولهم: (إنه يكون فيه إيمان وكفر) ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملّة، كما قال ابن عباس وأصحابه في قوله تعالى:﴿ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الكافرون ﴾ قالوا: كفروا كفراً ﻻ ينقل عن الملة، وقد اتّبعهم على ذلك أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة".
-#اﻹمام ابن قيم الجوزية#(المتوفى سنة :7513قال في "مدارج السالكين" (1/336): والصحيح:
أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين: اﻷصغر واﻷكبر بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة، وعدل عنه عصياناً، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة؛ فهذا كفر أصغر. وإن اعتقد أنه غير واجب، وأنه مُخيّر فيه، مع تيقُنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر. إن جهله وأخطأه، فهذا مخطئ، له حكم المخطئين.#
-#الحافظ ابن كثير#(المتوفى سنة :774قال رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (2/61):#﴿ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الكافرون ﴾#ﻷنهم جحدوا حكم الله قصداً منهم وعناداً وعمداً، وقال ههنا: ((13)-#اﻹمام الشاطبي#(المتوفى سنة :790قال في "الموافقات" (4/39): "هذه اﻵية واﻵيتان بعدها نزلت في الكفار، ومن غيّر حكم الله من اليهود، وليس في أهل اﻹسﻼم منها شيء؛ ﻷن المسلم –وإن ارتكب كبيرة- ﻻ يقال له: كافر".
)-#اﻹمام ابن أبي العز الحنفي#(المتوفى سنة :#791قال في "شرح الطحاوية" ( ص 323): وهنا أمر يجب أن يتفطن له، وهو: أن الحكم بغير ما أنزل الله قد يكون كفراً ينقل عن الملة، وقد يكون معصية: كبيرة أو صغيرة، ويكون كفراً: أما مجازاً؛ وإما كفراً أصغر، على القولين المذكورين. وذلك بحسب حال الحاكم: فإنه إن اعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب، وأنه مخير فيه، أو استهان به مع تيقنه أنه حكم الله؛ فهذا أكبر. وإن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله، وعلمه في هذه الواقعه، وعدل عنه مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة؛ فهذا عاص، ويسمى كافراً كفراً مجازيا، أو كفراً أصغر.
وإن جهل حكم الله فيها مع بذل جهده واستفراغ وسعه في معرفة الحكم وأخطأه؛ فهذا مخطئ، له أجر على اجتهاده، وخطؤه مغفور.
-#الحافظ ابن حجر العسقﻼني#(المتوفى سنة :852قال في "فتح الباري" (13/120): "إن اﻵيات، وإن كان سببها أهل الكتاب، لكن عمومها يتناول غيرهم، لكن لما تقرر من قواعد الشريعة: أن مرتكب المعصية ﻻ يسمى: كافراً، وﻻ يسمى – أيضاً – ظالماً؛ ﻷن الظلم قد فُسر بالشرك، بقيت الصفة الثالثة"؛ يعني الفسق.
-#العﻼمة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ##1293)قال في "منهاج التأسيس" ( ص 71): وإنما يحرُم إذا كان المستند إلى الشريعة باطلة تخالف الكتاب والسنة، كأحكام اليونان واﻹفرنج والتتر، وقوانينهم التي مصدرها آراؤهم وأهوائهم، وكذلك البادية وعادتهم الجارية... فمن استحل الحكم بهذا في الدماء أو غيرها؛ فهو كافر، قال تعالى :#﴿﴾#... وهذه اﻵية ذكر فيها بعض المفسرين: أن الكفر المراد هنا: كفر دون الكفر اﻷكبر؛ ﻷنهم فهموا أنها تتناول من حكم بغير ما أنزل الله، وهو غير مستحل لذلك، لكنهم ﻻ ينازعون في عمومها للمستحل، وأن كفره مخرج عن الملة".(17)-#
العﻼمة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي#(المتوفى سنة :#1307قال في "تيسير الكريم الرحمن" (2/296-297): " فالحكم بغير ما أنزل الله من أعمال أهل الكفر، وقد يكون كفرً ينقل عن الملة، وذلك إذا اعتقد حله وجوازه، وقد يكون كبيرة من كبائر الذنوب، ومن أعمال الكفر قد استحق من فعله العذاب الشديد ..#﴿﴾#قال ابن عباس: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق، فهو ظلم أكبر عند استحﻼله، وعظيمة كبيرة عند فعله غير مستحل له".
-#العﻼمة صديق حسن خان القنوجي#(المتوفى سنة :#1307قال في "الدين الخالص" (3/305): "اﻵية الكريمة الشريفة تنادي عليهم بالكفر، وتتناول كل من لم يحكم بما أنزل الله، أللهم إﻻ أن يكون اﻹكراه لمهم عذراً في ذلك، أو يعتبر اﻻستخفاف أو اﻻستحﻼل؛ ﻷن هذه القيود إذا لم تعتبر فيهم، ﻻ يكون أحد منهم ناجياً من الكفر والنار أبداً".
-#سماحة الشيخ العﻼمة محمد بن إبراهيم آل الشيخ#(المتوفى سنة :1389قال في "مجموع الفتاوى" (1/80) له:"وكذلك تحقيق معنى محمد رسول الله: من تحكيم شريعته، والتقيد بها، ونبذ ما خالفها من القوانين واﻷوضاع وسائر اﻷشياء التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي من حكم بها [يعني القوانين الوضعية] أو حاكم إليها؛ معتقداً صحة ذلك وجوازه؛ فهو كافر الكفر الناقل عن الملة، فإن فعل ذلك بدون اعتقاد ذلك وجوازه؛ فهو كافر الكفر العملي الذي ﻻ ينقل عن الملّة".
-#العﻼمة الشيخ محمد اﻷمين الشنقيطي#(المتوفى سنة :#1393قال في "أضواء البيان" (2/104):" واعلم: أن تحرير المقال في هذا البحث: أن الكفر والظلم والفسق، كل واحد منها أطلق في الشرع مراداً به المعصية تارة، والكفر المخرج من الملة أخرى:#﴿﴾#معارضاً للرسل، وإبطاﻻً ﻷحكام الله؛ فظلمه وفسقه وكفره كلها مخرج من الملة.#﴿﴾#معتقداً أنه مرتكب حراماً، فاعل قبيحاً، فكفره وظلمه وفسقه غير مخرج من الملة".
-#سماحة الشيخ العﻼمة عبد العزيز بن عبد الله بن باز#(المتوفى سنة :1420نشرت جريدة الشرق اﻷوسط في عددها (6156) بتاريخ 12/5/1416 مقالة قال فيها: "اطلعت على الجواب المفيد القيّم الذي تفضل به صاحب الفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين اﻷلباني – وفقه الله – المنشور في جريدة "الشرق اﻷوسط" وصحيفة "المسلمون" الذي أجاب به فضيلته من سأله عن تكفير من حكم بغير ما أنزل الله – من غير تفصيل -، فألفيتها كلمة قيمة قد أصاب فيه الحق، وسلك فيها سبيل المؤمنين، وأوضح – وفقه الله – أنه ﻻ يجوز ﻷحد من الناس أن يكفر من حكم بغير ما أنزل الله – بمجرد الفعل – من دون أن يعلم أنه استحلّ ذلك بقلبه، واحتج بما جاء في ذلك عن ابن عباس – رضي الله عنهما – وغيره من سلف اﻷمة.وﻻ شك أن ما ذكره في جوابه في تفسير قوله تعالى:#﴿ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الكافرون ﴾،#﴿ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الفاسقون#﴾،#﴿ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأؤلئك هم الظالمون ﴾، هو الصواب، وقد أوضح – وفقه الله – أن الكفر كفران: أكبر وأصغر، كما أن الظلم ظلمان، وهكذا الفسق فسقان: أكبر وأصغر، فمن استحل الحكم بغير ما أنزل الله أو الزنا أو الربا أو غيرهما من المحرمات المجمع على تحريمها فقد كفر كفراً أكبر، ومن فعلها بدون استحﻼل كان كفره كفراً أصغر وظلمه ظلماً أصغر وهكذا فسقه".
|