عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2011-11-17, 04:39 AM
يعرب يعرب غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-12
المكان: دار الاسلام
المشاركات: 4,144
افتراضي رد: توحيد الأسماء والصفات

ما ضد توحيد الأسماء والصفات
الدرس الخامس..
يضاد توحيد الأسماء ، والصفات الإلحادُ فيها ، ويدخل في الإلحاد التعطيلُ ، والتمثيلُ ، والتكييف ، والتفويض ، والتحريف ، والتأويل .
1- الإلحاد : الإلحاد في اللغة هو : الميل ، ومنه اللحد في القبر ، ومنه قول عمرو بن معدي كرب الزبيدي :
كم من أخ كان لي ماجدٍ ألحدته في يديَّ الثرى
وقول جرير :
دعوت الملحدين أبا خبيب جماحاً هل شفيت من الجماح
ويُقصد بالملحدين : المائلين عن الحق .
أما في الاصطلاح : فهو العدول عما يجب اعتقاده أو عمله .
والإلحاد في أسماء الله هو : العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها .
أنواع الإلحاد في أسماء الله وصفاته :
1 / أن ينكر شيئاً مما دلت عليه من الصفات كفعل المعطلة .
2 / أن يجعلها دالة على تشبيه الله بخلقه ، كفعل أهل التمثيل .
3 / أن يُسمي الله بما لم يُسمِّ به نفسه ؛ لأن أسماء الله توقيفية ، كتسمية النصارى له " أباً " وتسمية الفلاسفة إياه " علة فاعلة " أو تسميته بـ " مهندس الكون " أو " العقل المدبر " أو غير ذلك .
4 / أن يشتق من أسمائه أسماء للأصنام ، كاشتقاق " اللات " من " الإله " والعُزَّى " من " العزيز " .
5 / وصفه ـ تعالى ـ بما لا يليق به ، وبما ينزه عنه ، كقول اليهود : بأن الله تَعِبَ من خلق السماوات والأرض ، واستراح يوم السبت ، أو قولهم : إن الله فقير .
2- التعطيل : التعطيل في اللغة : مأخوذ من العطل ، الذي هو الخلو والفراغ والترك ، ومنه قوله ـ تعالى ـ : ( وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ ) [الحج : 45] ، أي : أهملها أهلها ، وتركوا وردها .
وفي الاصطلاح : هو إنكار ما يجب لله ـ تعالى ـ من الأسماء والصفات ، أو إنكار بعضه ، وهو نوعان :
أ - تعطيل كلي : كتعطيل الجهمية الذين أنكروا الصفات ، وغلاتهم ينكرون الأسماء أيضاً .
ب - تعطيل جزئي : كتعطيل الأشعرية الذين ينكرون بعض الصفات دون بعض ، وأول من عرف ذلك من هذه الأمة الجعد بن درهم .
3- التمثيل : هو : إثبات مثيل للشيء ، وفي الاصطلاح : اعتقاد أن صفات الله مثل صفات المخلوقين ، كأن يقول الشخص : لله يد كيدي .
4- التكييف : حكاية كيفية الصفة كقول القائل : يد الله أو نزوله إلى الدنيا كذا وكذا ، أو يده طويلة ، أو غير ذلك ، أو أن يسأل عن صفات الله بكيف .
5- التفويض : هو الحكم بأن معاني نصوص الصفات مجهولة غير معقولة لا يعلمها إلا الله .
أو هو إثبات الصفات وتفويض معناها وكيفيتها إلى الله ـ عز وجل ـ .
والحق أن الصفات معلومة معانيها ، أما كيفيتها فيفوض علمها إلى الله ـ عز وجل ـ .
6- التحريف : التحريف لغة : التغيير ، وفي الاصطلاح : تغيير النص لفظاً أو معنى .
والتغيير اللفظي قد يتغير معه المعنى ، وقد لا يتغير ، فهذه ثلاثة أقسام :
أ - تحريف لفظي يتغير معه المعنى ، كتحريف بعضهم قوله ـ تعالى ـ : ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً ) [النساء : 164] إلى نصب لفظ الجلالة ؛ ليكون التكليم من موسى ـ عليه السلام ـ .
ب - تحريف لفظي لا يتغير معه المعنى ، كفتح الدال من قوله ـ تعالى ـ : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) [الفاتحة : 2] ، وذلك بأن يقول : " الحمدَ لله . . . " وهذا في الغالب لا يقع إلا من جاهل ؛ إذ ليس فيه غرض مقصود لفاعله غالباً .
ج - تحريف معنوي : وهو صرف اللفظ عن ظاهره بلا دليل كتحريف معنى " اليدين " المضافتين إلى الله إلى القوة والنعمة ونحو ذلك .
7- التأويل : التأويل في اللغة يدور حول عدة معانٍ ، منها الرجوع ، والعاقبة ، والمصير ، والتفسير .
أما في الاصطلاح فيطلق على ثلاثة معانٍ ، اثنان منهما صحيحان مقبولان معلومان عند السلف ، والثالث مبتدع باطل .
وإليك بيان هذه المعاني :
المعنى الأول : التفسير ، وهو إيضاح المعنى ، وبيانه .
وهذا اصطلاح جمهور المفسرين كابن جرير وغيره ، فتراهم يقولون : تأويل هذه الآية كذا وكذا ، أي تفسيرها .
الثاني : الحقيقة التي يؤول إليها الشيء ، وهذا هو المعروف من معنى التأويل في الكتاب والسنة ، كما قال ـ تعالى ـ : (هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ ) [الأعراف : 53] ، وقوله : ( ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) [الإسراء : 35] ، وقوله عن يوسف ـ عليه السلام ـ : " هذا تأويل رؤياي من قبل " .
الثالث : صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى يخالف الظاهر .
وهذا ما اصطلح عليه المتأخرون من أهل الكلام وغيرهم .
كتأويلهم الاستواء بالاستيلاء ، واليد بالنعمة .
وهذا هو الذي ذمه السلف
يتبع....
__________________
قال أيوب السختياني رحمه الله:
من أحب أبابكر فقد أقام الدين،
ومن أحب عمر فقد أوضح السبيل،
ومن أحب عثمان فقد استنار بنور الله،
ومن أحب علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى،

ومن قال الحسنى في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فقد برئ من النفاق.

[align=center]
[/align]

رد مع اقتباس