عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2019-01-17, 02:09 PM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,734
افتراضي ذوو الاحتياجات الخاصّة ورحمة النبي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( ذوو الاحتياجات الخاصّة ورحمة النبي بهم ))

ذوو الاحتياجات الخاصّة
لقد خلق الله تعالى البشر على مستوياتٍ مختلفةٍ من الصحة والقدرات، وجعل كلاً منهم يحتاج الآخر، وتم إطلاق مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة على من يفتقدون لإحدى الحواس التي تؤثر في حياتهم، بدلاً من لفظ المعاقين لما له من أثرٍ سلبي عليهم، وزاد الاهتمام بهذه الفئة المحرومة من الأشخاص في الآونة الأخيرة، ولجأت الكثير من الدول إلى تخصيص منظّماتٍ خاصةٍ بهم بحيث تراعي شؤونهم وتلبي احتياجاتهم مثل هيئة الأمم المتحدة، فقديماً كان يُنظر إلى مثل هؤلاء الأشخاص بنظرةٍ غير جيدة، ويحاول الكثير تجنبهم وهناك من الأهالي من كانوا يحبسون أبناءهم؛ لذلك لم يجدوا فرصةً لهم لممارسة حياتهم بشكلٍ طبيعي، ولكن مع زيادة تسليط الضوء عليهم أصبحوا يمارسون حياتهم كالأصحاء ويحصلون على حقوقهم كاملةً، فقد أصدرت الأمم المتحدة المواثيق التي تضمن حمايتهم وتأمين سبل الحياة الكريمة لهم، حيث من حقهم الطبيعي الاستمتاع بالحياة كالأشخاص الأصحاء
تعريف ذوي الاحتياجات الخاصة
هم الأشخاص الذين يحتاجون إلى معاملةٍ خاصةٍ للقدرة على استيعاب ما يدور حولهم؛ بسبب إصابتهم بنوعٍ من الإعاقات التي تعيق قدرتهم على التأقلم مع الأمور كما هم الأشخاص الأصحاء، ولا يستطيع هؤلاء الأشخاص التعلّم في المدارس العادية، وإنما يحتاجون إلى أدواتٍ خاصةٍ وطرق خاصة تتناسب مع قدراتهم ويعاني أصحاب الاحتياجات الخاصة من الإعاقات منها السمعية أو البصرية، وتأخر النمو العقلي الذي قد يسبب بطء التعلّم، والاضطرابات السلوكية، والإعاقات النفسيّة، والاضطرابات اللغويّة وغيرها من الإصابات، فالمعاقون يُدرجون كفئةٍ من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة.

صفات ذوي الاحتياجات الخاصة
يشترط توافر عدّة صفات في الشّخص ليُطلَق عليه بأنّه من ذوي الاحتياجات الخاصّة، منها: وجود مَشاكل في وظائف الجسم والهيكل، وصعوبة الحركة والقيام بالأنشطة، بالإضافة إلى وجود عوائقَ تحول دون المُشاركة الطبيعيّة في الحياة.
أنواع الاحتياجات الخاصة
يُطلَق على الشّخص بأنّه من ذوي الاحتياجات الخاصّة نتيجةَ وجود اضطرابات
تُقسم إلى عدّة أنواع:
اضطرابات جسديّة، أو حسيّة، أو نفسيّة، أو عصبيّة وفكريّة.
أكثر أنواع الإعاقات انتشاراً هي الإعاقة الجسديّة يليها في المقام الثّاني الإعاقة الذهنيّة والحسيّة.
يعود سبب الإعاقة الجسديّة غالباً إلى وجود مشاكل في عمل الجهاز الدوريّ، أو التنفسيّ، أو العضليّ، أو العصبيّ، يُصاحبها ضعفٌ في السّمع والبصر. يرجع سبب الإعاقة العصبيّة والإدراكيّة لوجود تَصلُّب أو إصابات في الدّماغ، كما تُعزَى الإعاقة الفكريّة إلى صعوبة في التّفكير والتعلّم والتّواصل وتذكُّر الأشياء واستخدامها عند الحاجة، واتّخاذ القرارات وحلّ المَشاكل، ويشمل أيضاً القلق والرّهاب والاكتئاب.
يجب أن يحظى ذوو الاحتياجات الخاصّة بعناية صحيّة طبيعيّة كغيرهم من البشر لممارسة حياتهم الطبيعيّة، لكنّهم أكثر عرضةً للخطر من غيرهم، لذلك فهم بحاجةٍ إلى مُتابعةٍ حثيثةٍ من ذويهم، بالإضافة إلى إرشادهم لكيفيّة التصرّف في حال تعرّضهم للذّعر والأذى. مُعاناة أحد أفراد العائلة من إعاقة مُعيّنة قد يُؤدّي إلى إرباك العائلة بأكملها ووضعها تحت ضغطٍ نفسيّ وعصبيّ وأحياناً ماديّ كبير، لذلك يُنصَح بتلقّي الإرشادات من المُختصّين، والتزوّد بمصادرَ لمعرفة كيفيّة التّعامل مع الحالة، وتوقّع القادم والتّخطيط للمستقبل، ممّا يُساهم بشكل كبير في تحسين نمط الحياة.
الإعاقة والعجز والضّعف
الضّعف هو حدوث خسارة أو تعطُّل في بعض وظائف العمليّات الذهنيّة أو الفيزيائيّة أو التشريحيّة داخل الجسم مُقارنةً بآلية عملها لدى الأشخاص الطبيعيّين، ويتسبّب بحدوث إعاقةٍ بالرَّغم من وجود القدرة على القيام بالوظائف اليوميّة؛ فنتيجةً لوجود ضعف في الجهاز العضليّ لطفل في عمر الثّالثة لم يتمكّن من المشي كما يفعل أقرانه الذين في مثل عمره، وهذا ما يُسمّى بالإعاقة.
أما العجز فمُصطلح يُطلق عند عدم تمكّن الإنسان ذي الاحتياجات الخاصّة من العناية الشخصيّة بنفسه وتلبية احتياجاته بسبب عدم وجود المرافق والأدوات اللّازمة لذلك، فهو ليس وصفاً لحالة، بل تعبيراً عن علاقة الفرد بالبيئة المُحيطة فيه. فعلى سبيل المِثال، الشّخص المُصاب بالعمى غير قادر على القراءة، وبالتّالي لا يستطيع الذّهاب إلى المدرسة أو العمل، وهذا المقصود بالعجز، ولكن في حال توفّر المَعدّات والأجهزة اللّازمة التي تُساعده على القراءة فهو قادر على التعلّم ومُمارسة العمل بشكل سلس ومُيسّر.
هنا تجدر الإشارة بأنّ كل ذوي الاحتياجات الخاصّة يُعانون من ضعف، وكلّ العاجزين هم من ذوي الاحتياجات الخاصّة، ولكن ليس
كل ذوي الاحتياجات الخاصّة من فئة العاجزين
التّعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة
هناك عدّة أمور يجدر مُراعاتها عند التّعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصّة، منها: عدم افتراض أو تخمين احتياجاتهم أو مشاعرهم والتصرّف نيابةً عنهم، في حال الجهل بطريقة تقديم الخدمة أو المساعدة يجب سؤال صاحب الحالة، وتجنُّب تقديم المساعدة قسراً دون طلبٍ من صاحبها، وعدم الشّعور بالاستياء في حال تم رفض المُساعدة؛ فبعض ذوي الاحتياجات الخاصة يرغبون بخدمة أنفسهم دون تدخّل أشخاص آخرين، بالإضافة إلى وجوب التّعامل بشكل طبيعيّ معهم دون رفع الصّوت والتحدّث ببطء ممّا يتسبّب في جرح مشاعرهم وإحساسهم بأنّهم غير طبيعيّين.
لذلك يجب التّنويه إلى حقّ ذوي الاحتياجات الخاصّة في المُساواة مع أقرانهم الأصحّاء، بالإضافة إلى حقّهم في التّعليم والتّأهيل والرّعاية والتّشغيل دون تمييز كما جاء في إعلان هيئة الأمم المُتّحدة.
**************
رد مع اقتباس