[أبو ياسر عبد الوهاب]

الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على محمد نبيه وعبده وصفيه من خلقه وخليله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ثم أما بعد:
أخي في الله إن المسألة هذه من أخطر المسائل ، وهي ليست وليدة اليوم ولكنها قد استشرت في هذا الزمن لأسباب عدة.
وأذكر كلمة مهمة هنا للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله قال:"إن العلماء علموا الشّباب المنهج السلفي فأصبح هؤلاء الشباب يحكمون على العلماء بهذا سلفي وهذا ليس بسلفي".
وهذه الكلمة هي عين الحقيقة التي نراها ونعايشها في هذا الزمن ، قد أصبح الواحد من الشباب يريد أن يطير ولما يريّش فقبل أن يطلب العلم الشرعي ويتأصل فيه ، يتجه إلى أسواق تستباح فيها أعراض العلماء ، وتصبح عرضة لكل متهوّك ، وهذه الأسواق هي منتديات لم تُفتح لنشر السنة ولا تعليمها ولا الدفاع عليها ، وإنما فتحت للسّباب والشتيمة والوقوع في الأعراض .
إذا أخطأ عالم أو طالب علم ساروا وراء ذلك الخطأ وأخذوه ساخنا قبل أن يبرد، ويعرضونه في السوق لمن يزيد عليه وكأنها مزايدة ، ولكن مزايدة لا بالمال ولكن من يزيد بذكر الأخطاء ، فما سمعوا من صالح دفنوا وما علموا من سيء طاروا به فرحا، وقد رأينا مواضيع في منتديات وتجمع فيها الأخطاء من هنا وهناك وتبتر العبارات ، وتأوّل المقولات، ويحكم بسرائر القلوب بما سطرته الأقلام ، فلا يحمل القول على ما يليق به ولكن يقال:"إنما أراد به فلانا وعلانا...وعلى ذلك فقس"
هذه المهاترات إنا تولدت عن عصبيات ، وجهالات ولو سكت من لا يعلم لقل الخلاف، وكم سمعنا من عالمين تخاصما بسبب هذه النقولات التي بترت من مواضعها أو حمّلت ما لم يقصد بها ، وكم رأينا من دعاة أريد إسقاطهم لمجرد أنه جالس فلانا أو أثنى على فلان أو ذكر اسما لمن يعد مبتدعا أو نقل له قولا في كتاب ، والأمر يطول والواقع مرير ولو أردنا ذكر كل ما في الواقع لسطرت مجلدات...