عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2007-07-26, 10:15 PM
مجاهد مجاهد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-23
المشاركات: 141
افتراضي

ثم يستطرد الإمام الذهبى فىسيرةالإمام البخارى فيقول :

(([من شهادة العلماء للإمام البخاري]

.....
وقال محمد بن أبي حاتم : وسمعت سليم بن مجاهد يقول : كنت عند محمد بن سلام البيكندي فقال لي: لو جئتَ قبلُ لرأيت صبياً يحفظ سبعين ألف حديث!
قال: فخرجت في طلبه وتلقّيته فقلت: أنت الذي تقول: أنا أحفظ سبعين ألف حديث؟ قال: "نعم وأكثر ولا أجيئك بحديث عن الصحابة والتابعين إلا عرفت مولد أكثرهم ووفاتهم ومساكنهم! ولست أروي حديثاً من حديث الصحابة أو التابعين إلا ولي في ذلك أصل أحفظه حفظاً عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".

....
وقال محمد بن أبي حاتم الوراق : كان أبو عبد الله إذا كنت معه في سفر يجمعنا بيتٌ واحد إلا في القيظ أحياناً. فكنت أراه يقوم في ليلة واحدة خمس عشرة مرة إلى عشرين مرة في كل ذلك يأخذ القداحة فيوري ناراً ويُسرج ثم يُخرِج أحاديث فيُعلم عليها ثم يضع رأسه......

.....
وقال إبراهيم بن معقل : سمعته يقول : ما أدخلت في الجامع إلا ما صح وتركت من الصحاح لأجل الطول".


وقال محمد بن أبي حاتم : قلت لأبي عبد الله : تحفظ جميع ما في المصنف؟ قال : لا يخفى علي جميع ما فيه ولو نشر بعض أساتذي هؤلاء لم يفهموا كتاب التاريخ ولا عرفوه! ثم قال : صنفته ثلاث مرات.


وقد أخذه ابن راهويه فأدخله على عبد الله بن طاهر فقال : أيها الأمير ألا أريك سحراً. فنظر فيه عبد الله فتعجب منه وقال: لست أفهم تصنيفه!

.....


وقال خلف الخيام: سمعت أبا عمرو بن نصر الخفاف يقول: محمد بن إسماعيل أعلم في الحديث من أحمد وإسحاق بعشرين درجة ومن قال فيه شيء فمني عليه ألف لعنة، ولو دخل من هذا الباب لملئت منه رعباً.


وقال أبو عيسى الترمذي : كان محمد بن إسماعيل عند عبد الله بن منير فلما
قام من عنده قال له : "يا أبا عبد الله جعلك الله زين هذه الأمة". قال أبو عيسى: استجيب له فيه.


وقال جعفر بن محمد المستغفري في "تاريخ نسف" وذكر البخاري: لو جاز لي لفضّلته على من لقي من مشايخه ولقلت: ما رأى بعينه مثل نفسه! دخل نسفَ سنة ست وخمسين وحدث بها بجامعه الصحيح وخرج إلى سمرقند لعشر بقين من رمضان ومات بقرية خرتنك ليلة الفطر".


وقال الحاكم: "أول ما ورد البخاري نيسابور سنة تسع ومائتين ووردها في الأخير سنة خمسين ومائتين فأقام بها خمس سنين يحدث على الدوام".))

قال محمد بن أبي حاتم: بلغني أن أبا عبد الله شرب البلاذر للحفظ فقلت له : هل من دواء يشربه الرجل للحفظ فقال: لا أعلم . ثم أقبل علي وقال: لا أعلم شيئاً أنفع لحفظ من نهمة الرجل ومداومة النظر، وذلك أني كنت بنيسابور مقيماً فكان يرد إلي من بخارى كتبٌ وكُنَّ قراباتٍ لي يقرئن سلامهن في الكتب فكنت أكتب إلى بخارى وأردت أن أقرئهن سلامي فذهب علي أساميهن حين كتبت كتابي ولم أقرئهن سلامي! وما أقل ما يذهب عني في العلم".

يعني: ما أقل ما يذهب عنه من العلم لمداومة النظر والاشتغال وهذه قراباته قد نسي أسماءهن! وغالب الناس بخلاف ذلك؛ فتراهم يحفظون أسماء أقاربهم ومعارفهم ولا يحفظون إلا اليسير من العلم!

قال محمد بن أبي حاتم : وسمعته يقول: لم يكن كتابي للحديث كما يكتب هؤلاء، كنتُ إذا كتبتُ عن رجل سألته عن اسمه وكنيته ونسبه وعلة الحديث إن كان فهِماً فإن لم يكن فهِماً سألته أن يخرج إلى أصله ونسخته . فأما الآخرون فإنهم لا يبالون ما يكتبون وكيف يكتبون.

وسمعت العباس الدوري يقول : ما رأيت أحداً يحسن طلب الحديث مثل محمد بن إسماعيل . كان لا يدع أصلاً أو فرعاً إلا قلعه! ثم قال لنا عباس : لا تدعوا شيئاً من كلامه إلا كتبتموه!

.....
فصل في ذكائه وسعة علمه
......
وقال محمد بن أبي حاتم : قرأ علينا أبو عبد الله كتاب الهبة فقال : ليس في هبة وكيع إلا حديثان مسندان أو ثلاثة وفي كتاب عبد الله بن المبارك خمسة أو نحوها وفي كتابي هذا خمسمائة حديث أو أكثر.

وسمعت أبا عبد الله يقول: ما قدمت على أحد إلا كان انتفاعه بي أكثر من انتفاعي به.

قال محمد بن أبي حاتم : سمعت سليم بن مجاهد يقول : سمعت أبا الأزهر يقول : "كان بسمرقند أربعمائة ممن يطلبون الحديث فاجتمعوا سبعة أيام وأحبوا مغالطة محمد بن إسماعيل فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق وإسناد اليمن في إسناد الحرمين فما تعلقوا منه بسقطة لا في الإسناد ولا في المتن!!".
وقد ذكرت حكاية البغداديين في مثل هذا.

.....

وقال محمد بن أبي حاتم : سمعت أبا عبد الله يقول : "ما نمت البارحة حتى عددت كم أدخلت في مصنفاتي من الحديث فإذا نحو مائتي ألف حديث مسندة".

وسمعته يقول: ما كتبت حكاية قط كنت أتحفظها. وسمعته يقول: لا أعلم شيئاً يُحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة". فقلت له: يمكن معرفة ذلك كله؟ قال: نعم!

وسمعته يقول : كنت في مجلس الفريابي فقال: ثنا سفيان عن أبي عروة عن أبي الخطاب عن أنس: "أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يطوف على نسائه في غسل واحد"، فلم يعرف أحد في المجالس أبا عروة ولا أبا الخطاب، قال : أما أبو عروة فمعمر وأبو الخطاب قتادة. قال: وكان الثوري فعولاً لهذا يكني المشهورين.

....
وقال ابن أبي حاتم وراق أبي عبد الله : قال أبو عبد الله : سئل إسحاق بن إبراهيم عمن طلّق ناسياً فسكت . فقلت : قال النبي صلى الله عليه و سلم : "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم" . وإنما يراد مباشرة هذه الثلاث : العمل والقلب أو الكلام والقلب وهذا لم يعتقد بقلبه، فقال إسحاق : قويتني . وأفتى به.

قال : وسمعت أبا عبد الله البخاري يقول : "ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم وحتى نظرت في عامة كتب الرأي وحتى دخلت البصرة خمس مرات أو نحوها فما تركت بها حديثا صحيحا إلا كتبته إلا ما لم يظهر لي".

وسمعت بعض أصحابي يقول : كنت عند محمد بن سلام البيكندي فدخل محمد بن إسماعيل فلما خرج قال محمد بن سلام : كلما دخل علي هذا الصبي تحيرت والتبس علي أمر الحديث ولا أزال خائفاً منه ما لم يخرج".))
رد مع اقتباس