عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2010-07-10, 06:22 PM
aslam aslam غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-08
المشاركات: 803
Post



ذكر بعض ما ورد في الصحيحين والمسانيد مما له تعلّق بشأن المهدي (عليه السلام):
1 - روى البخاري في باب نزول عيسى بن مريم (عليه السلام): عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم"؟(1)
2 - روى مسلم في صحيحه عن جابر أنه سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: "لا تزال طائفة من أمّتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة". قال: فينزل عيسى بن مريم (عليه السلام) فيقول أميرهم: تعال صلّ لنا. فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمّة.(2)
وفي هذه الرواية والتي سبقتها وإن لم يكن تصريح باسم المهدي (عليه السلام)، ولكن يتضح المقصود منهما بعد ملاحظة سائر الروايات الواردة في هذا الباب.
3 - عن ابن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا تذهب الدنيا ولا تنقضي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي".(3) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي.
4 - وعنه أيضاً بلفظ: "يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم، لطوّل الله ذلك اليوم حتى يلي".(4)
5 - وعن أم سلمة (رض) قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: "المهدي من عترتي من ولد فاطمة".
رواه أبو داود وابن ماجة والحاكم في المستدرك(5). ورمز السيوطي لصحته، وقال الألباني: إسناده جيّد.
6 - وعن أبي هريرة قال: ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المهدي فقال: "يكون في أمّتي المهدي إن قصر فسبع، وإلاّ فتسع. فتنعم فيه امتي نعمة لم ينعموا مثلها قط".(6)
رواه البزاز ورجاله ثقات - قاله الشوكاني -.
7 - وعنه أيضاً بلفظ: "لو لم يبق من الدنيا إلاّ ليلة لطوّل الله تلك الليلة حتى يلي رجل من أهل بيتي".(7)
8 - وقد عقد أبو داود في سننه كتاباً أفرد فيه روايات المهدي، وأورد فيه ثلاثة عشر حديثاً. صدّرها بحديث جابر بن سمرة قال: "سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة".(8)
وقال السيوطي في آخر جزء [العرف الوردي في اخبار المهدي]: في ذلك إشارة إلى ما قاله العلماء أن المهدي أحد الاثني عشر.
9 - وعن سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "المهدي منّي أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، ويملك سبع سنين".(9)
10 - وعنه أيضاً، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "أبشّركم بالمهدي يُبعث في أمّتي على اختلاف من الناس، وزلازل، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحاً". أي بالسوية - رواه أحمد في مسنده.(10)
11 - ما في الجامع الصغير عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): "المهدي رجل من ولدي، وجهه كالكوكب الدرّي".(11)
12 - أبو داود في سننه: "لا تذهب [أو لا تنقضي] الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي".(12)
13 - أحمد بن حنبل في مسنده عن زر بن حبيش عن عبدالله، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي"(13).
إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة التي لا مجال لنقلها كلها. والنتيجة التي لابدّ وأن يخرج بها الناظر لمجموع أحاديث المهدي (عج) هي أنه (عج) لابدّ وأن يكون مطابقاً لما يقوله أهل البيت (عليهم السلام) من أنه هو محمد بن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) بالخصوص، وذلك يتّضح باختصار من ملاحظة مايلي:
أ - أحاديث (اثنا عشر أميراً) التي تواترت بما لا يقبل الشك، بعد أن رواها البخاري ومسلم وباقي الأئمة (عليهم السلام)، وقد جاء في بعضها (اثنا عشر خليفة) وصرّحت بأنهم - من قريش -.
وهذه الأحاديث لا يمكن أن تطبّق واقعاً على غير الأئمة المعصومين من أهل البيت (عليهم السلام)، وإلاّ لزم أن يدخل في خلافة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمثال يزيد والوليد.
ب - يمكننا أن نأخذ مقياس التطابق من روايات متواترة اُخرى، هي أحاديث الثقلين: "إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض".
فهذه الروايات تعيّن المشار إليه في أحاديث الاثنا عشر أميراً أولاً، وتعطي مقياساً لانطباقها على الأئمة (عليهم السلام) ثانياً: وهو عدم الافتراق عن القرآن. وهذا تاريخ أهل البيت (عليهم السلام) وتلكم رواياتهم الصحيحة، والمقبولة لدى أئمة المذاهب جميعاً، سوى بعض السلفية، الذين لم يستطيعوا أن يطعنوا رغم ذلك في نزاهتهم. كل تلك شاهدة على أن المقياس لا ينطبق إلاّ عليهم (عليهم السلام)، مع ضمّ الإمام المهدي (عج) إليهم تماماً كما أخبروا هم (عليهم السلام).
ج - التصريح في الروايات الكثيرة باسمه (عج)، فقد جاء فيها: وأما نسبه فإنه من أهل بيت رسول الله
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------لمنكرون والمشكّكون
أما بالنسبة للمنكرين والمشكّكين فلم نقف على أحد من الماضين ممّن أنكر أحاديث المهدي (عج) أو تردّد فيها سوى رجلين:
1 - أبو محمد بن الوليد البغدادي، كما نقل عنه ابن تيميّة في كتابه [منهاج السنّة]. وذكر أنه قد اعتمد في ذلك على حديث: لا مهدي إلاّ عيسى بن مريم. ثم قال: وليس مما يعتمد عليه لضعفه.
2 - عبد الرحمن بن خلدون المغربي المؤرّخ المشهور، وهو الذي اشتهر بين الناس بتضعيفه لأحاديث المهدي، ويبدو للمتأمّل في كلامه في [المقدمة] التهافت والتناقض، حيث يعترف أولاً بظهور المهدي (عج) وأنه لابدّ منه. قال ما لفظه: اعلم أن في المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممرّ الأعصار أنه لابدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيّد الدين، ويظهر العدل، ويتّبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويسمّى بالمهدي. ويكون خروج الدجّال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وأن عيسى ينزل من بعده، فيقتل الدجال، أو ينزل معه فيساعده على قتله، ويأتمّ بالمهدي في صلاته.... إلخ.
ثم ذكر ثانياً ما يفيد تردّده في أمر المهدي (عج) وكأنه نسي ما شهد به أولاً من أن الاعتقاد بخروج المهدي (عج) هو المشهور بين الكافة من أهل الاسلام على ممرّ الأعصار.
وهل هذا إلاّ الشذوذ في الرأي واللامبالاة في القول، بعد العلم بأن المسلمين كافة على ممرّ العصور على خلافه؟ وهل يمكن دعوى اتّفاق الجميع على الخطأ وأن المصيب هو ابن خلدون فحسب؟! وخاصة بعد أن لم يكن الأمر اجتهادياً، وإنما هو أمر غيبي - كما أسلفناه - لا يسوّغ لأحد إثباته إلاّ بدليل من كتاب أو سنّة، وقد ذكرنا بعض الأحاديث، ومن ادّعى التواتر فيها.

------------------------------------------------------------------------------------

الأحاديث التي ربما يتوّهم تعارضها مع الروايات الواردة في المهدي (عليه السلام):
أ - ما أخرجه محمد بن خالد الجندي عن أنس بلفظ: لا مهدي إلاّ عيسى. قال الشوكاني: سنده مختلف عليه، وفيه راو مجهول، وضعّفه الحفّاظ، وفيه اضطراب وانقطاع - كما قال الحافظ ابن القيّم - وأحاديث المهدي أصحّ اسناداً منه.
وقال السفاريني: الصواب الذي عليه أهل الحق: أن المهدي غير عيسى، وأنه يخرج قبل نزوله (عليه السلام).
وقد كثرت بخروجه الروايات حتى بلغت حد التواتر المعنوي، وشاع ذلك بين علماء السنّة حتى عُدّ من معتقداتهم.
ب - ما أخرجه الدارقطني في الإفراد والخطيب وابن عساكر، عن عمار بن ياسر بلفظ: يا عباس إن الله بدأ بي هذا الأمر، وسيختمه بغلام من ولدك يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً، وهو الذي يصلّي بعيسى بن مريم.
وأخرج أيضاً بلفظ: المهدي من ولد عباس عمّي.
وعن أبي هريرة بلفظ: يا عم إن الله ابتدأ الإسلام بي، وسيختمه بغلام من ولدك، وهو الذي يتقدم عيسى بن مريم. أخرجه أبو نعيم في الحلية.
وقد جمع الشوكاني في التوضيح بين هذه الروايات الثلاث الدالّة على أن المهدي من ولد العباس عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). وما تقدم من الروايات الصحيحة الدالّة على أن المهدي من عترته (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن ذرية فاطمة (عليها السلام) (إن المهدي من ولد العباس من جهة أمّه). فإن أمكن الجمع فبهذا، وإلاّ فالأحاديث أنه من ولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أرجح.
--------------------------------------------------------1 - كنزل العمال: 14: 334، ح 38845، عن صحيح مسلم والبخاري.
2 - مسند أحمد 3: 345، وبنفس اللفظ 3: 384 و 4: 217. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان: 247.
3 - مسند أحمد: 1: 432 و 376 و 377 و 448. والترمذي، كتاب الفتن باب 52. وسنن أبو داود 4: 107.
4 - الترمذي، باب الفتن 52: 438، ح 2331. }
5 - سنن أبي داود 2: 107، ح 4284. وسنن ابن ماجة 2، ح 4086. ومستدرك الحاكم 4: 557. كتاب الفتن والملاحم.
6 - كنز العمال 14، ح 38706. بلفظ مقارب. والحاكم في المستدرك 4: 557. وسنن ابن ماجة في كتاب الفتن: ح 4083.
7 - كنز العمال 14، ح 38684.
8 - سنن أبي داود 4: 106.
9 - كنز العمال 14، ح 38665. وسنن أبو داود 4: 107.
10 - مسند أحمد 3: 52. والدر المنثور للسيوطي 6: 57.
11 - كنز العمال: 14، ح 38666. وأخرجه البروياني في مسنده عن حذيفة.
12 - سنن أبو داود، كتاب الفتن 4: 107، ح 4382.
13 - مسند أحمد 1: 488 و 14، ح 38707.
-----------------------------------------------------------
اللهم اعنا على قول الحق وفعل الحق
اني أحبكم في الله

__________________
إسلام
رد مع اقتباس