عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2018-08-23, 03:20 PM
موحد مسلم موحد مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2018-07-19
المشاركات: 1,564
افتراضي هل قضاء الرسل كان وحيا ام كان اجتهاد منهم

بسم الله الرحمن الرحيم

من الفروق بين رسل الله وانبياءه ان بعضهم اذن الله له في اقامة دولة وبعضهم لم يكن له هذا الحظ
مثلا سيدنا ابراهيم عليه السلام اذن الله له في اقامة دولة بمعنى ان يكون له اتباع يحتكمون بامره ويقضي بينهم واناس اخرون ليسوا على دينه لكن هم من ضمن دولته

هذا مفهوم الامامة والخلافة هما بمعنى واحد
اخبرنا الله عن هذا في الايات التالية

وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)

هذه الامامة في الناس هي جعل الهي من الله لإبراهيم ان يكون خليفة او اماما بين الناس وبعضهم يمكن ان يكون مصدقا ومتبعا لابراهيم وبعضهم فقط يكون من ضمن رعيته مثلما فعل الاسلام بابناء المدن التي افتتحت فهناك من امن بالرسول وصدق وصار مسلما وهناك من لم يؤمن ولم يكن هناك جبر عليه لكن الفريقان يكونان افرادا يتبعون امام واحد

رغب سيدنا ابراهيم في ان تكون الامامة هذه في ولده فلم يكن له هذا ايضا فعاد بالطلب الى الله ان يرزق بنيه من ذرية اسماعيل في بلدهم وهذا الدعاء صحيح انه يشمل الرزق والامن لكنه يحوي ايضا طلبا اخر وهو ان يكون لذريته هؤلاء اقامة دائمة في هذه الارض ، اعطاه الله ما طلب لمدة ثم اتت خزاعة فاخرجت جرهم وعاد قصي فاخرج خزاعة ثم ظهر سيدنا محمد

ايضا من الانبياء من كانت له دولة يحكم في رعيته هو سيدنا داوود عليه السلام ففي قوله تعالى : يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)

الخلافة هنا هي الامامة لكن الفرق في اللفظ مرده الى الفرق بين ابراهيم وابنه داوود فلفضل ابراهيم كان الخطاب له بالامامة وربما يكون هناك فرق اخر وهو ان دولة ابراهيم او مملكة ابراهيم تشمل جميع الملل والاجناس من البشر بينما مملكة داوود كانت بين ابناء جنسه وهذا امر اكيد لكون اليهود هم من طلب من نبي لهم ان يجعل عليهم ملكا فاختار الله لهم طالوت ثم خلفه داوود .

انظر الايات تتكلم عن هذه القصة : أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)

كان داوود جنديا في جيش طالوت وهو من قتل جالوت : فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)

ثم اتاه الله الملك بان تنحى طالوت عن ملكه كما يقال وربما يكون مات وخلفه داوود
لا يهم كيف صار داوود ملكا لكن الذي يهم هنا هو ان الله جعله خليفة في قومه وحكما يقضي بينهم.

هذا الحكم من سليمان يقتضي لعدم وقوع اي خطأ في تطبيق العدالة ان يكون هناك تعليم الهي : وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ (79)

في قصة سيدنا موسى مع قومه ايضا واضح مفهوم الامامة والخليفة فهو منصب جعلي هنا ومن مهامه ان يقضي بين الناس وحصل في زمنه ان شخصا قتل شخصا اخر ولا بد من ان يكون هناك حكم على القاتل لكن من هو لم يخبر بني اسرائيل عنه فانزل الله تعليمه هنا لموسى في اخراج القاتل : وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)

هذه الاحكام بين الانبياء تختلف بين الامم وايضا لكل نبي شريعة مختلفة عن غيرها فلو قال قائل هل شريعة محمد تشبه شريعة عيسى نقول في المصدر اكيد لكن في الاحكام يوجد اختلاف بالتأكيد وهذا مادلت عليه الايات فليس ضروريا ان يكون لهم الشرع نفسه

وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (46) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)

لكن في الاول والاخير ان هذه الاحكام مصدرها الهي وليس بشري وما مر معنا من امثلة لا يعني ان كل رسل الله كانت لهم دولة وحكم وقضاء فهذا غير صحيح بل هناك رسل مثل يحي بن زكريا قتله قومه وعيسى ايضا زعم اليهود انهم قتلوه ولم تكن له دولة وحتى تطبيق حكم ما لا نجد .

نقصد بالدولة ان هنا جماعة من اتباع الرسول استقوت وصارت لها ارض تحكم فيها ومنها تغزو ولها وجود مؤثر مثل الصحابة بعد انتقال الرسول لجوار ربه اتت الخلافة الراشدة وصارت لهم معاركهم وفي نفس الوقت تكونت الولايات ولهم عمال اي امير ولاية ويأخذ اوامره من المدينة مع ان الولاة والولايات اصلا وجدوا في حياة الرسول او نصبهم الرسول هنا فعيسى لم تكن له دولة وحتى موسى كان بين قومه الى ان اخرجهم من مصر ثم ضرب الله عليهم التيه اربعين سنة يعني لم تكن هناك دولة لموسى مثل محمد او ابراهيم لكن كانت له احكامه وقضاءه يقضي به بين بني اسرائيل

نحن هنا في القضاء
هل قضاء الرسل كان وحيا ام كان اجتهاد منهم
رد مع اقتباس