عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 2008-01-07, 05:24 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,400
افتراضي

رد الشبهة السادسة عشرة :



اقتباس:
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=6 width="100%" border=0><TBODY><TR><TD class=alt2 style="BORDER-RIGHT: 1px inset; BORDER-TOP: 1px inset; BORDER-LEFT: 1px inset; BORDER-BOTTOM: 1px inset">أو قوله :إن هدى الله هو الهدى أم قوله :" إن الهدى هدى الله " ؟؟!!!!

</TD></TR></TBODY></TABLE>
والشبهة كسابقتها. أنه إذا ثبت صواب إحداها فيعنى خطأ الأخرى.
[الرد:]
ولهذه أيضاً نقول : كل واحدة منهما صواب فى موضعها ، ولا يجوز لإحداهما أن تحل محل الأخرى ،

وعلى من أراد التعرف على معنى الإعجاز أن يتأمل مثل هذه الآيات التى تتشابه فى أغلب مفرداتها وتختلف فى بعض الحروف أو فى تقديم كلمة على أخرى ، أو تعريف وتنكير ، أو تذكير وتأنيث وهكذا.....
وعندها يتحقق للمرء فهم عالٍ ، وإدراك كبير ، ويتعرف ما هو الحد بين كلام الله وكلام البشر ، بل من أراد أن يسبق نظراءه وأمثاله فى الفهم والوعى والإدراك ، فليس عليه إلا أن يتأمل النص القرآنى وخاصة أمثال هذه الآيات المعجزة.
وهنا أذكر بقاعدة سبق أن ذكرناها فى الرد على بعض الشبهات السابقة وهى أن:
الفعل وما فى حكمه يكون مطلقاً ، فإن قيد بشئ قُيد به.
وهنا كلمة (هدى) جاءت على هذين الوجهين:
الأول : مطلقة (غير مقيدة بشئ) : كما فى كلمة (الهدى) الأولى من قوله تعالى :
(قل إن الهدى هدى الله) وقد جاءت على هذا النحو فى موضع واحد فى القرآن [آل عمران : 73]
الثانية : مقيدة كما فى قوله تعالى :
(قل إن هدى الله هو الهدى) وقد جاءت فى موضعين فى القرآن وهما : [البقرة : 120] ، [الأنعام : 71]
وإذا ما استخدمنا القاعدة السابقة فى فهم هذه الآيات سهل علينا رد هذه الشبهة.
فقوله تعالى : (إن الهدى هدى الله) يفيد أن الهداية الحقة والمطلقة هى هداية الله. ويعين على هذا الفهم تدبر السياق الذى جاءت فيه هذه الآية.
قال تعالى : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73)) [آل عمران]
فسياق الآيات هنا يتحدث عن الإيمان ذاته والهداية ذاتها ، أى الهداية المطلقة وبيان أن الهداية الحقة هى هدى الله ولا غير.
أما قوله تعالى : (قل إن هدى الله هو الهدى). فمحور الكلام عن هداية الله بصفة خاصة ، وأنها جاءت للمفارقة بينها وبين هدايات أخرى باطلة والتأكيد على أنها هى الهدى الحق.
ولنتأمل السياق:
1- فى سورة البقرة : (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (120)).
إذن هنا هدى الله فى مقابل هدى أهل الباطل من اليهود والنصارى.
2- وفى سورة الأنعام : (قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71))
وهنا أيضاً هدى الله فى مقابل هدى شياطين الإنس والجن.
وبعد هذا البيان لا يبقى المجال لمؤمن إلا أن يقول : "حقاً هذا مصداق قوله تعالى : (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7)) [آل عمران].
[والله أعلم].
<!-- / message --><!-- sig -->
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس