عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012-07-28, 03:25 PM
نبيل الجزائري نبيل الجزائري غير متواجد حالياً
منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-10
المشاركات: 51
افتراضي الرد على الدليل الثالث من ادلة حجية السنة العشرة

الدليل الثالث : يستدل الأخ فيه بآيتين:
الأولى قوله تعالى:(وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) النساء115.
والثانية قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الحشر4. يقول الأخ:
اقتباس:
أن الله تعالى هنا [في الآية الأولى] حرم مشاقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم [في قوله: ومن يشاقق الرسول] وفي الآية الأخرى [الثانية]حرم مشاقته نفسه سبحانه وتعالى، فقال: (ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب). فلو كان المراد بمشاقة الرسول مشاقته فيما جاء به من القرآن، لاستوت الآيتان ولم يكن ثمة حكمة من التفريق بينهما.
وتأمل كذلك قوله تعالى [في الآية الثانية]: ( ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ). فلو كانت مشاقة الرسول هي مشاقته فيما جاء به من القرآن، لما كان فائدة من ذكره، ولكان القول: ( ذلك بأنهم شاقوا الله ). لكن لما كانوا قد شاقوا القرآن الذي هو كلام الله والسنة التي هي كلام الرسول، حسن النص عليهما كليهما.
ما يقوله الأخ هو أن حكمة التفريق بين مشاقّة الرسول في الآية الأولى - ومن يشاقق الرسول - وبين مشاقّة الله في الآية الثانية - ومن يشاق الله - هو في افتراق موضوع المشاقّة: موضوع الآية الأولى هو السنة لهذا ذكر الرسول وحده - ومن يشاقق الرسول -، وموضوع الآية الثانية هو الكتاب لهذا ذكر الله وحده - ومن يشاقّ الله -، إذ لو كان موضوعهما نفسه وهو الكتاب لما كان ثمة حكمة من التفريق بينهما.
ثم أضاف تأملا آخر بشأن الآية الثانية مفاده أن قوله تعالى - ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ - يدل على اختلاف موضوع المشاقّة - مشاقّة الله = مشاقّة كتابه/ مشاقّة الرسول = مشاقّة سنته - إذ لو كان موضوع مشاقّة الرسول هو نفسه موضوع مشاقّة الله – أي موضوع الكتاب - لما كانت هناك فائدة من ذكرهما معا – الله ورسوله - ، ولكان القول - ذلك بأنهم شاقّوا الله - كافيا تماما، لكنه قال - ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ - ليدل على أن مشاقّة الله تعالى بمشاقّة كتابه، ومشاقّة الرسول عليه الصلاة والسلام بمشاقّة سنته.
هذا هو لب استدلال الأخ في حجته الثالثة.
ولكون الآية المستدل بها لم تأت بذكر للسنة لفظا وصراحة، فقد احتاج الأخ لاستخراج غرضه منها، وقد فعل ذلك بطريقة تلفت النظر حقا:
أولا - حالة التفريق - ومن يشاقق الرسول مرة ومن يشاق الله مرة أخرى - وجدها الأخ دليلا على اختلاف موضوع المشاقّة - مشاقّة الله = مشاقّة كتابه/ مشاقّة الرسول = مشاقّة سنته - ، وبالتالي دليلا على حجية السنة. وحالة الجمع - نقيض التفريق -: ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله - وجدها الأخ أيضا دليلا على الشيء نفسه. استوت الحالتان المتناقضتان في الدلالة على النتيجة نفسها مع أنهما متناقضتان، كيف يمكن لنقيضين أن يعطيا النتيجة نفسها؟
ثانيا – الأغرب من ذلك هو توظيف الأخ للآية: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الحشر4 فاستعمل نصفها الأول - ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ – في استدلاله بالجمع على حجية السنة، واستعمل نصفها الثاني- وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ - في استدلاله بالتفريق – نقيض الجمع – على حجية السنة، أي وظف الآية نفسها في الحالتين المتناقضتين لاستخراج النتيجة نفسها، وهذا يعني ببساطة أن حجته في نصف الآية الأول يرد حجته في نصفها الثاني لو جمع بينهما - وهو ما لم يفعله وكان ينبغي له لكونها آية واحدة - .
ثالثا – تغاضى الأخ – كما يبدو - عن آية لم تناسب غرضه في حجته في التفريق حين قال أن الحكمة من التفريق في قوله تعالى مرة – ومن يشاقق الرسول – ومرة – ومن يشاق الله- هي في الدلالة على مشاقة الرسول تكون في مشاقة سنته لا في مشاقة الكتاب، إذ لو
اقتباس:
كان المراد بمشاقة الرسول مشاقته فيما جاء به من القرآن، لاستوت الآيتان [ومن يشاقق الرسول / ومن يشاق الله]ولم يكن ثمة حكمة من التفريق بينهما.
وهذا يعني أنه لا ينبغي أن نجد في الكتاب الكريم نصا في الجمع بينهما بهذه الصيغة – ومن يشاقق الله ورسوله – وإلا لسقطت حجة الأخ هنا، وهي ساقطة، لأننا فعلا نجد هذا الجمع بهذه الصيغة في الآية التي تغاضى عنها ولم يذكرها وهي قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) الأنفال13
والحمد لله رب العالمين.

أنظر مناقشة الدليلين الأولين على الرابطين :

http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=23745

http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=34303
رد مع اقتباس