عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 2016-03-31, 02:25 PM
السلفي الإماراتي السلفي الإماراتي غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2016-01-12
المشاركات: 34
افتراضي

(12) الكارثة الكبرى: سيّد قطب يقول بالحلول ووحدة الوجود



إنّ عقيدة وحدة الوجود تعني أنّ الوجود كلّه واحد! وأنّ الخالق هو عين المخلوق!! وقد عبّر عنها إمام الكفر في عصره محيي الدين بن عربي عليه من الله ما يستحق بقوله:


وما الكلب والخنزير إلا إلهنا ****** وما الله إلا راهب في كنيسة


وهذه عقيدة كفرية بلا ريب بل هي رأس العقائد الكفرية بلا شك!
وللأسف فإنّ (الشهيد) –زعموا- سيّد قطب قد وقع في هذه العقيدة الكفرية من حيث يدري أو من حيث لا يدري!

فها هو يقول في ديوانه الشعري (ص 123)وفي قصيدته (إلى الشاطئ المجهول):


[align=center]
إلى الشاطئ المجهول والعالم الذي **** حننْتُ لمرآه إلى الضفة الأخرى
إلى حيث لاتدري إلى حيث لاترى **** معالم للأزمان والكون تُستَقْرى
إلى حيث لاحيث تميز حدوده! **** إلى حيث تنسى الناسَ والكونَ والدّهرا
وتشعر أنّالجزء و الكل واحد **** وتمزج في الحس البداهة والفكرا
فليس هنا أمس وليس هنا غد **** ولااليوم فالأزمان كالحلقة الكبرى
وليس هنا غير وليس هنا أنا **** هنا الوحدة الكبرىالتي احتجبت سرا
[/align]

وله أبيات في ص91 من ديوانه عنوانها (عبادة جديدة):
[align=center]
لك يا جمال عبادتي **** لك أنت وحدك يا جمال
وأرى الألوهة فيك تُو **** حي بالعبادة في جلال
ما أنت إلاّ مظْهرٌ **** منها تُوشِّيهِ بالعبادة في جلالْ
فإذا عَبدتُكَ لم أكنْ **** يا حُسْنُ مِنْ أهل الضّلال
بل كنتُ محمود العقيـ **** دةِ في الحقيقةِ والخيالْ
أعْنُو لمن تعنُو له **** كلُ النفوسِ بلا مثالْ
مُتفرِّقا في الكون في **** شتى المرائي والخِلالْ
فإذا تركّز ها هُنا **** بطلَ التَّمحّلُ والجِدالْ
[/align]


ولا أظنّ أنّ هذه الأبيات في حاجة إلى تعليق فرائحة الحلول ووحدة الوجود المنتنة تفوح منها !!

كما مدح سيّد قطب عقيدة النيرفانا التي تعني الفناء في الروح الأكبر (الله!) وهي عين عقيدة الحلول التي قال بها غلاة الصوفية الكفرة الفجرة وردّ على من طعن فيها بقوله في (سندباد عصري):
((...وهو يسخر بعقيدة ( النيرفانا) كسخرية زميله الانجليزي الذي يقول : ما كنت أحسب أن دينا يعد بنعمة الفناء !
ووجه الخطأ هو اعتبار (النيرفانا) فناء !
إنها كذلك في نظر الغربي الذي يصارع الطبيعة وينعزل عنها، فأما الهندي الذي يحس بنفسه ذرة منسجمة مع الطبيعة، ويعدها أما رؤوما، فيرى في فنائه في القوة العظمى(أي الله سبحانه!!) حياة وبقاء وخلودا.
وعلينا أن نفهم هذا ونعطف عليه ولا نراه بعين الغربيين، وهو يبدو في أرفع صورة في ( ساد هانا تاجور).
فلنقف خشعا أمام هذا السموّ الإلهي، ولو لحظات !!
))

هكذا يطلب منا مجدّد العصر –زعموا- أن نخشع لعقيدة النيرفانا الكفرية الحلولية وأن نذعن لها باعتبارها سموّ إلهي!!

ولا عجب من ذلك فقد كان سيّد قطب مولعاً بالقراءة واقتناء الكتب منذ صباه، فجمع خمسة وعشرين كتاباً كان مولعاً بها إلى درجة العشق ومن هذه الكتب (البردة، سيرة إبراهيم الدسوقي، السيد البدوي،عبد القادر الجيلاني، دلائل الخيرات، دعاء نصف شعبان) كتاب الخالدي (65) طفل من القرية (127) نقلا من صفحات من سيد قطب للحدادي.
وكل هذه الكتب من كتب الشرك والبدع والضلال والتصوف والخرافات والقبورية والغلو في الأولياء والحلول ووحدة الوجود.

قد يقول قائل لعلّ سيّد قطب قال هذا الكلام حين كان في مرحلته قبل الإسلامية (يعني قبل أن ينصرف إلى القراءة والتأليف في علوم الشريعة!!)

فأقول: لو كان الأمر على ما تقولون لأمر سيّد قطب بعدم إعادة طباعة ديوانه وكتبه القديمة ولكنّه لم يصنع ذلك وكان بإمكانه ذلك فهو الأوّل والأخير صاحب الحقّ في إعادة الطبع من عدمه !!

وها هو سيّد قطب بعد ما بلغ أشدّه وأصبح كهلا يصحح عقيدة الصوفية القائلين بالحلول ووحدة الوجود وذلك في تفسيره الذي لا يزال وللأسف يطبع وينشر ينصح به!!
قال سيّد في تفسير قول الله تعالى: ((هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))الحديد 3 :

"وما يكاد يفيق من تصور هذه الحقيقة الضخمة، التي تملأ الكيان البشري وتفيض، حتى تطالعه حقيقة أخرى لعلها أضخم وأقوى، حقيقة أن لا كينونة لشيء في هذا الوجود على الحقيقة، فالكينونة الواحدة الحقيقية هي لله وحده سبحانه، ومن ثم فهي محيطة بكل شيء، عليمة بكل شيء، فإذا استقرت هذه الحقيقة الكبرى في القلب؛ فما احتفاله بشيء في هذا الكون غير الله سبحانه؟!

وكل شيء لا حقيقة له ولا وجود، حتى ذلك القلب ذاته، إلا ما يستمده من تلك الحقيقة الكبرى، وكل شيء وهم ذاهب، حيث لا يكون ولا يبقى إلا الله، المتفرد بكل مقومات الكينونة والبقاء، وإن استقرار هذه الحقيقة في قلب ليحيله قطعة من هذه الحقيقة، فأما قبل أن يصل إلى هذا الاستقرار؛ فإن هذه الآية القرآنية حسبه ليعيش تدبرها وتصور مدلولها، ومحاولة الوصول إلى هذا المدلول الواحد وكفى.

ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى، وهاموا بها وفيها، وسلكوا إليها مسالك شتى،
بعضهم قال: إنه يرى الله في كل شيء في الوجود،
وبعضهم قال: إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود،
وبعضهم قال: إنه رأى الله فلم ير شيئاً غيره في الوجود،
وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة، إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال؛ إلا أن ما يؤخذ عليهم على وجه الإجمال هو أنهم أهملوا الحياة بهذا التصور.

والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها، بينما هو يقوم بالخلافة في الأرض بكل مقتضيات الخلافة من احتفال وعناية وجهاد وجهد؛ لتحقيق منهج الله في الأرض، باعتبار هذا كله ثمرة لتصور تلك الحقيقة تصوراً متزناً، متناسقاً مع فطرة الإنسان وفطرة الكون كما خلقهما الله
". في ظلال القرآن" (6/3479 – 3480).

قال الإمام ربيع السنّة حفظه الله تعالى معلّقا على هذه الحقيقة الأساسية الكبرى !!
((وهكذا يقرر سيد قطب وحدة الوجود والحلول، وينسبهما إلى أهلهما الصوفية الضالة في سياق المدح، ويدعو إلى ذلك بقوله: "والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها .. إنه يرى أن وحدة الوجود والحلول كمال لا يدركه كثير من الناس، ومن لا يصل إلى هذه المرتبة من الكمال؛ فحسبه أن يعيش في تدبُّر هذه الآية التي تدل على عظمة الله، فحولها سيد قطب إلى وحدة الوجود والحلول، أعظم أنواع الكفر بالله)).

قد يقول قائل وما أكثر أمثال هذا القائل:
لقد قرأنا في تفسير سورة البقرة لسيد قطب إبطاله لعقيدة وحدة الوجود وردّه على القائلين بها فكيف تتهمونه بما يتبرّء منه ؟!!

أقول: الجواب على هذا يأتيك من رجل أعلم أنّك لا تحبّه ولو علمتَ منزلته لتمنيت أن تقبّل يديه وتشكره على ما يقدّمه لهذه الأمّة المسكينة من النصائح والإرشادات التي قلّ أن تصدر من غيره، إنّه الإمام ربيع السنّة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى:

حيث قال:

ولقد قال (أي سيّد قطب) في تفسير سورة البقرة بإبطال وحدة الوجود، ونفاها نفياً قاطعاً، وبيَّن أنها عقيدة غير المسلم؛ فما باله يقررها هاهنا وفي تفسير سورة الإخلاص؟!

هل تسلل إليه غلاة التصوف أهل وحدة الوجود والحلول والجبر فأقنعوه بعقيدتهم فآمن بها وقررها؟!
أو أنه أمعن في دراسة كتب التصوف، فاقتنع بهذه العقيدة بنفسه، فصدع بها؟!


ويقول سيد قطب في تفسير سورة الإخلاص:

"إنها أحدية الوجود،
فليس هناك حقيقة إلا حقيقته،
وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده،
وكل موجود آخر؛ فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي،
ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية،
وهي من ثم أحدية الفاعلية،
فليس سواه فاعلاً لشيء أو فاعلاً في شيء في هذا الوجود أصلاً،
وهذه عقيدة في الضمير،
وتفسير للوجود أيضاً.
فإذا استقر هذا التفسير، ووضح هذا التصور؛ خلص القلب في كل غاشية ومن كل شائبة ومن كل تعلق بغير هذه الذات الواحدة المتفردة بحقيقة الوجود وحقيقة الفاعلية،

خلص من التعلق بشيء من اشياء هذا الوجود، إن لم يخلص من الشعور بوجود شيء من الأشياء أصلاً؛
فلا حقيقة لوجود إلا ذلك الوجود الإلهي،
ولا حقيقة لفاعلية إلا فاعلية الإرادة الإلهية؛
فعلام يتعلق القلب بما لا حقيقة لوجوده ولا لفاعليته؟!.

ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله؛
فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها،
وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه،
ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلا الله؛
لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله.

كذلك ستصحبه نفي فاعلية الأسباب، ورد كل شيء وكل حدث وكل حركة إلى السبب الأول الذي منه صدرت، وبه تأثرت، وهذه هي الحقيقة التي عني القرآن عناية كبيرة بتقريرها في التصور الإيماني، ومن ثم كان ينحي الأسباب الظاهرة دائماً، ويصل الأمور مباشرة بمشيئة الله: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) الأنفال: 17
(وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّه)ِ آل عمران: 126، الأنفال: 10
(وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ الإنسان): 30، وغيرها كثير.
وبتنحية الأسباب الظاهرة كلها، ورد الأمر إلى مشيئة الله وحدها، تنسكب في القلب الطمأنينة، ويعرف المتجه الوحيد الذي يطلب عنده ما يرغب، ويتقي عنده مايرهب، ويسكن تجاه الفواعل والمؤثرات والأسباب الظاهرة التي لا حقيقة لها ولا وجود
." في ظلال القرآن" (6/4002 – 4003)

ويقول: "في ظلال القرآن" (6/4003).

"وهذه هي مدارج الطريق التي حاولها المتصوفة،
فجذبتهم إلى بعيد!
ذلك أن الإسلام يريد من الناس أن يسلكوا الطريق إلى هذه الحقيقة وهم يكابدون الحقيقة الواقعية بكل خصائصها ويزاولون الحياة البشرية والخلافة الأرضية بكل مقوماتها،
شاعرين مع هذا أن لا حقيقة إلا الله،
وأن لا وجود إلا وجوده،
وأن لا فاعلية إلا فاعليته…
ولا يريد طريقاً غير هذا الطريق
".

ويقول"في ظلال القرآن" (6/4012):
"فالخير إذن يستند إلى القوة التي لا قوة سواها،
وإلى الحقيقة التي لا حقيقة غيرها،
يستند إلى الرب الملك الإله، والشر يستند إلى وسواس خناس، يضعف عن المواجهة، ويخنس عند اللقاء، وينهزم أمام العياذ بالله…
".

قال الإمام ربيع السنّة حفظه الله تعالى:
((وفي هذا تأكيد قوي لما قرره من وحدة الوجود في تفسير سورة الحديد:

فهل هناك أصرح في وحدة الوجود من قوله:
"إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده"؟!

وهل هناك أصرح في وحده الوجود والدعوة إليها من قوله:
"إن الإسلام يريد من الناس أن يسلكوا الطريق إلى هذه الحقيقة وهم يكابدون الحياة الواقعية بكل خصائصها، شاعرين مع هذا أن لا حقيقة إلا الله، وأن لا وجود إلا وجوده"؟!
وكذلك قوله:
"الحقيقة التي لا حقيقة غيرها".

فنسبته هذا المذهب إلى أهله، واستخدامه تعبيراتهم نفسها، ألا يدل على دراسة متعمقة ثم قناعة بهذا المذهب بعد أن نفاه وأبطله في أول "تفسيره"؟!
ماذا يقول المدافعون عن سيد قطب؟
)) (أضواء إسلامية)

أخي بارك الله فيك وفي عقلك وقلبك إنّي أدعوك يا من لا تزال تشكّك في حقيقة كون سيّد قطب قال بوحدة الوجود فإنّي أدعوك لتقارن بين كلام سيّد قطب السابق وكلام أحد أئمّة الحلول والاتحاد والزندقة والكفر أعني به ابن الفارض حيث قال في ديوانه:

جلت في تجليها الوجود لناظري **** ففي كل مرئيًّ أراها برؤية


قال العلامة الشيخ عبد الرحمن الوكيل شارحا هذين البيتين:
أي إن حقيقة معبوده بدت له ماثلة في كل عيان، فهو يراها في كل ما تراه عيناه.
فما هذه المظاهر المادية إلا أجزاء منثورة من الحقيقة الإلهية، أو هي إذا تجمعت تكون هي الحقيقة الإلهية بذاتها.
اهـ.

ألم يقل سيّد قطب: "إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده"؟!
ألم يقل: "الحقيقة التي لا حقيقة غيرها"؟!.
ألم يقل: "ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله؛
فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها،
وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه،
ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلا الله؛
لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله
".

ألا ترى معي أخي الفاضل تشابه الألفاظ والمفاهيم بين سيّد قطب وابن الفارض!؟


يتبع...
رد مع اقتباس