عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 2010-10-20, 07:08 AM
see see غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-22
المكان: الغربه
المشاركات: 1,647
افتراضي

أخذوا القطار وتزودوا بالطعام الكافي وظنهم أن المتاعب ذهبت بفير رجعة
جميل أن تتخيل ولكن جهلك بالغيب يجعلك تعيش واقعا وتسلك طريقا لو عرفت آخره ما تجرأت عليه ولا بأموال الدنياكلها
انطلق المسحور وصافرته تقض مضاجع سكان اسطمبول الغربية . كان الوقت ليلا ( وكالعادة فالدرجة الثانية هي كل ما يقدرون عليه ) وليس هناك ماكن شاغر ليتمدد فيه متمدد.النوم الإجباري كالمسمار ( وأي نومخاصة بخضات المتعوس يمينا وشمالا . كان القطار أسرع قليلا ولكنه حمل موروثا شرقيا فقد بات ليله كله يجري ويصيح ولم يقدر على بلوغ الحدود البلغارية ( الإيجابية الوحيدة التي كنا نتمتع بها أيامها : دخولنا كتونسيين إلى جميع أقطار اوروبا شرقيها وغربيها بدون فيزا
مع التاسعة صباحا كنا نلامس الأراضي البلغارية ومر يوم ويومان : بلغاريا يوغوسلافيا إلى حدود إيطاليا ثم الصعود شمالا لاختراق النمسا
توقف القطار في مدينة سالسبورغ الألمانية ( على الحدود بينم النمسا وألمانيا )
أخذوا الجوازات للفحص ( نسيت أن أذكر أن جواز صاحبي مضروب )
كنا من المغضوب عليهم لدراستنا في العراق وما كان لنا حق في تغيير الجواز
لذلك تجرأ صاحبي الذي انتهت صلاحية جوازه في 1973 أن يحول الثلاثة إلى ثمانية
انتبهوا إلى التزوير لتحوطهم من كل قادم من الشرق فقد سبقتنا أحداث ميونيخ بأشهر( قتل الفريق الرياضي الصهيوني لا ردهم الله)
منعنا من الدخول وتكرموا علينا بطابع باللون الأحمر على طول الصفحة : مطرود فخسرنا التذكرة وفتح الباب ودفعنا خارجه لنجد أنفسنا في أراض نمساوية
في هذا الواقع النفسي يكون اتخاذ القرارات متسرعا وفعلا اتخذنا قرارا متسرعا
قطعنا تذاكر إلى سويسرا بنية المكوث أياما والإشتغال لتحصيل ثمن التذكرة لمواصلة الجنون
نسينا اننا سندخل سويسرا من المقاطعات الأمانية
واستقبلونا بنفس حفاوة أشباههم الألمان ( ارهابيين)
كان الزميل الثالث الذي التقيناه في اسطمبول قد حملته سيدة عراقية بعض الحلويات لابنها الموجود في السويد
وميزة هذه الحلويات أنها موضوعة في وسك كمية من السكاكر المرحية ( دقيق)
بمعنى آخر TNT عند مستقبلينا
وحوصرنا والرشاشات موجهة إلينا والإشارات إلى تلك المتفجرات ( الخردة)
التواصل بيننا معدوم لأننا لانفهم المانية وهم لا يفهمون لا فرنسي ولا أنجليزي
كان صاحبنا يحاول أن يفهمهم وداخل هذا الجو المشحون لم نتمالك من الضحك الهستيري ونحن نشاهد زميلنا وهو يأخذ شيئا من ذلك الطحين ويسفه ولكن تحت الإضطراب رشه على كامل وجهه
موقف لا يفسر ولكن داخل كل ذلك تجرأ أحدهم ومد يده وضاق الخليط ولم ينفجر فيه بل أعجب به .
تبادلوا بينهم ما تبادلوا فرفعت عنا الرشاشات وأمرونا بأخذ حوائجنا ونقلونا إلى الرصيف الثاني الذي يعيد إلى النمسا
أركبنا القطار
جاء قاطع التذاكر ورفضنا أن ندفع ( من حظنا اننا ركبنا في آخر مقطورة خالية فقطعوا عنا التدفئة)
ومع ذلك نمنا قليلا . توقف القطار في
insbruk
لم ننتبه . أخذوا أغراضنا ,انزلوها إلى الأرض . أيقضونا . نزلنا لنأخذ الأغراض ونعيد الركوب ولكن رحل القطار قبل أن نتمكن من ذلك
أين النوم؟؟ ليس أفضل من أن نظل في محطة القطارات
أذكر أنه بعد مضي بعض الوقت ونحن ممدين على الرخام أحسست ( عفوا انتهى الإحساس) بدأت الأرجل تدبس وتثقل وماعاد من السهل تحريكها من البرد فقد كادت تتجمد
وكان لا بد من الوقوف والحركة الدائمة ( الجماعة جاؤوا من درجة حرارة تجاوزت الستين ولم يخطر على بالهم أنهم سيتعرضون لكل هذا ولا يملكون حتى جاكتة ( أفضلنا : السروال والقميص)
في السادسة صباحا كان المرحبون قد وصلوا
أخذتنا الشرطة من المحطة باعتبتارنا متسكعين
وتوالى
__________________
[SIGPIC][/SIGPIC][align=center]قل للئيم الشاتم الصحابه....ياابن الخنا جهراً ولا تهابه
السابقون الاولون كالسحابه....تغيث بلقعاً تهرها كلابه
الفاتحون الغر أسود الغابه....الله راضٍ عنهم ولتقرؤا كتابه
[/align]
رد مع اقتباس