عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-01-31, 10:00 PM
بهاء الدين السماحي بهاء الدين السماحي غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-11-28
المكان: البحرين
المشاركات: 84
افتراضي الحذر الحذر من اتباع الهوى.......

هذا ما أجمع مثله أسبوعيا وألقيه في ثلاثة مساجد


اتباع الهوى


قَالَ مَالِكٌ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى لاَ يُؤْخَذُ الْعِلْمُ عَنْ أَرْبَعَةٍ: سَفِيهٍ يُعْلِنُ السَّفَهَ، وَإِنْ كَانَ أَرْوَى النَّاسِ. وَمَنْ يَكْذِبُ فِي حَدِيثِ النَّاسِ وَإِنْ كُنْتُ لاَ أَتَّهِمُهُ فِي ْحَدِيثِ رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعَابِدٍ صَالِحٍ إِذَا كَانَ لاَ يَحْفَظُ مَا يُحَدِّثُ بِهِ وَصَاحِبِ بِدْعَةٍ يَدْعُو إِلَى هَوَاهُ.
.
والهوى من قَوْلِهِمْ: يَهْوِي، وَيَدُلُّ الخُلُوِّ وَالسُّقُوطِ.. وَمِنْ ذَلِكَ الْهَوَاءُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَكُلُّ خَالٍ هَوَاءٌ، قَالَ تَعَالَى: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} أَيْ خَالِيَةٌ لاَ تَعِي شَيْئًا.
.
والهوى: مَيْلُ النَّفْسِ إِلَى مَا تَسْتَلِذُّهُ مِنَ الشَّهَوَاتِ خلافا لما أمر به الشَّرْعِ.
.
أهل الأَهْوَاءِ: هُمْ أَهْلُ الْقِبْلَةِ الَّذِينَ لاَ يَكُونُ مُعْتَقَدُهُمُ مُعْتَقَدَ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَهُمُ الْجَبْرِيَّةُ وَالْقَدَرِيَّةُ وَالرَّوَافِضُ وَالْمُعَطِّلَةُ وَالْمُشَبِّهَةُ وغير ذلك من فرق الضلال.
.
.
اتباع الهوى هُوَ مَيْلِ النَّفْسِ إِلَى الشَّهْوَةِ وَالانْقِيَادُ لَهَا فِيمَا تَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ مَعَصِية اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

ويَقُولُ أحد السلف: إِذَا تَمَكَّنَتِ الشَّهْوَةُ مِنَ الإِنْسَانِ وَمَلَكَتْهُ وَانْقَادَ لَهَا كَانَ بِالْبَهَائِم أشبه,ِ لأَنَّ أَغْرَاضَهُ وَهِمَّتَهُ تُصرُف إِلَى الشَّهَوَاتِ وَاللَّذَّاتِ فَقَطْ، وَهَذِهِ هِيَ عَادَةُ الْبَهَائِمِ.
.
.
.
وأورد المولى عز وجل آيات كثيرة ذكر فيها الهوى على سبيل التحذير والتوبيخ قال تعالى أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ..............
وقال تعالى: أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا.............
وقال تعالى أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ............
وقال تعالى ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا.
.
.
.
الأحاديث الواردة في ذَمِّ "اتباع الهوى"
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ شَهَوَاتِ الْغَيِّ فِي بُطُونِكُمْ وَفُرُوجِكُمْ وَمُضِلاَّتِ الْهَوَى.....
وقالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ. وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا. فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادٌّ كَالْكُوزِ مُجَخِّيًّا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ. ومعنى مُجَخِّيًّا هو وصف بأنه قُلِب ونُكِس حتى لا يعلق به خيرٌ ولا حكمة.
.
.
وقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمُ اثْنَتَانِ: طُولُ الأَمَلِ وَاتِّبَاعُ الْهَوَى. فَأَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ، وَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: مَا ذَكَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابه كلمة الْهَوَى إِلاَّ على سبيل الذم.
.
.
.
قَالَ الشَّاعِرُ: إن كنت تبغي الرشاد محضاً ...... في أمر دنياك والمعــاد
فخالف النفس في هواها ........ إنّ الهوى جامع الفســاد


وقال آخر:
نون الهوان من الهوى مسروقةٌ.... فإذا هويت فقد لقيت هوانا
وإذا هويت فقد تعبّدك الهوى ....... فاخضع لإلفك كائناً من كانا
.
.
.
وعلاج الهوى: بِالْعَزْمِ الْقَوِيِّ فِي هِجْرَانِ مَا يُؤْذِي، وَالتَّدَرُّجِ فِيمَا لاَ يُؤْمَنُ أَذَاهُ، وَهَذَا يَفْتَقِرُ إِلَى صَبْرٍ وَمُجَاهَدَةٍ، وَيُهَوِّنُ ذَلِكَ عَلَى الْمُبْتَلَى باتباع الهوى أُمُورٌ هِيَ:-
1‍- التَّفَكُّرُ فِي أَنَّ الإِنْسَانَ لَمْ يُخْلَقْ لِلْهَوَى.
2‍- التَّفَكُّرُ فِي عَوَاقِبِ الْهَوَى.
3 - التَّفَكُّرُ فِي حَقِيقَةِ مَا يَنَالُهُ بِاتِّبَاعِهِ هَوَاهُ مِنَ اللَّذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ.
4- على كل إنسان أن يتَّدَبّر كثيراُ لِمَا يَحْدث لَهُ مِنْ عِزِّ الْغَلَبَةِ إِنْ هو مَلَكَ نَفْسَهُ، وكذلك أيضا لِمَا يَحْدث لَهُ مِنْ َذُلِّ الْقَهْرِ إِنْ غَلَبَتْهُ نفسه.
7‍- التَّفَكُّرُ فِي فَائِدَةِ مُخَالَفَةِ الْهَوَى مِنَ اكْتِسَابِ الذِّكْرِ الْجَمِيلِ فِي الدُّنْيَا والآخرة، وَسَلاَمَةِ النَّفْسِ وَالْعِرْضِ وتمام الاستقامة.
.
.
.
وأختم بما ذكر عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله في أمر مخالفته لهواه قصة عجيبة, فقد روي عن أعداءه من بني أمية أنهم وعدوا غلامه بألف دينار وأن يعتق إن دس له السم في طعامه ثم إنهم هددوه بالقتل إن لم يفعل، فلما كان مدفوعاً بين الترغيب والترهيب قذف السم في الشراب ثم قدمه إلى عمر فشربه فأحس عمر به منذ أن وقع في بطنه وعن مجاهد قال دعا: عمر بن عبد العزيز غلاماً له فقال: ويحك ما حملك على أن تسقيني السم؟ قال: ألف دينار أعطيتها وعلى أن أعتق، قال: ائتني بالألف فجاء بها فألقاها عمر في بيت المال. وقال: أذهب حيث لا يراك أحد وعفا عنه وهو الذي تسبب في قتله في حين أن عمرا قادر على أن يقتله شر قتلة وكان يستطيع إرغامه بالاعتراف ثم يأمر بالقصاص، بيد أنه ضرب لنا مثلا عجيبا في مخالفة الهوى فلم ينتصر لنفسه ولكنه فضل العفو على انتصاره للنفس التي سوف يفقدها من يومه طالبا من الله الأجر والثواب.
وصلى الله على وسلم وبارك على النبي محمد
__________________
أحبكم في الله
وأدعو لكل أحبابي في الله بالتوفيق
رد مع اقتباس