عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2011-04-18, 08:04 PM
لين لين غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-02-20
المشاركات: 115
منقول الفرق بين لفظ زوجه ولفظ امرأه في القران الكريم



الفرق بين لفظ زوجه ولفظ ا مرأه في القرآن الكريم



عند استقراء الآيات القرآنية التي جاء فيها اللفظين ،

نلحظ أن لفظ { زوج } يُطلق

على المرأة إذا كانت الزوجية تامّة بينها وبين زوجها ،

وكان التوافق والإقتران والإنسجام تامّاً بينهما ،
بدون اختلاف ديني أو نفسي ..

فإن لم يكن التوافق والإنسجام كاملاً ، ولم تكن الزوجية متحقّقة بينهما ، فإن القرآن يطلق عليها { امرأة }

وليست زوجاً ، كأن يكون اختلاف ديني عقدي بينهما ..





ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى :-

{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون } ،
وقوله تعالى :-

{ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } .





وبهذا الإعتبار جعل القرآن حواء زوجاً لآدم ، في قوله تعالى :
{ وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } .

وبهذا الإعتبار جعل القرآن نساء النبي
{ أزواجاً } له ،

في قوله تعالى :

{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } .





فإذا لم يتحقّق الإنسجام والتشابه والتوافق بين الزوجين
لمانع من الموانع فإن القرآن يسمّي الأنثى { امرأة }

وليس { زوجاً } .





قال القرآن : امرأة نوح ، وامرأة لوط ، ولم يقل :
زوج نوح أو زوج لوط ، وهذا في قوله تعالى :-

{ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا } .

إنهما كافرتان ، مع أن كل واحدة منهما امرأة نبي ،
ولكن كفرها لم يحقّق الإنسجام والتوافق بينها وبين بعلها النبي . ولهذا ليست { زوجاً } له ، وإنما هي { امرأة } تحته .

ولهذا الإعتبار قال القرآن : امرأة فرعون ، في قوله تعالى :-
{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ } .

لأن بينها وبين فرعون مانع من الزوجية ، فهي مؤمنة وهو كافر ، ولذلك لم يتحقّق الإنسجام بينهما ،

فهي { امرأته } وليست { زوجه } .





ومن روائع التعبير القرآني العظيم في التفريق بين { زوج }
و{ امرأة } ما جرى في إخبار القرآن عن دعاء زكريا ،

عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ،
أن يرزقه ولداً يرثه . فقد كانت امرأته عاقر لا تنجب ،

وطمع هو في آية من الله تعالى ، فاستجاب الله له ، وجعل امرأته قادرة على الحمل والولادة .





عندما كانت امرأته عاقراً أطلق عليها القرآن كلمة { امرأة } ، قال تعالى على لسان زكريا :

{ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا } .

وعندما أخبره الله تعالى أنه استجاب دعاءه ،
وأنه سيرزقه بغلام ، أعاد الكلام عن عقم امرأته ،

فكيف تلد وهي عاقر ، قال تعالى :

{ قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ
وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء } .






وحكمة إطلاق كلمة { امرأة } على زوج زكريا عليه السلام أن الزوجية بينهما لم تتحقّق في أتمّ صورها وحالاتها ،

رغم أنه نبي ، ورغم أن امرأته كانت مؤمنة ،
وكانا على وفاق تامّ من الناحية الدينية الإيمانية .





ولكن عدم التوافق والإنسجام التامّ بينهما ،
كان في عدم إنجاب امرأته ، والهدف { النسلي }

من الزواج هو النسل والذرية ، فإذا وُجد مانع بيولوجي
عند أحد الزوجين يمنعه من الإنجاب ،

فإن الزوجية لم تتحقّق بصورة تامّة .

ولأن امرأة زكريا عليه السلام عاقر ،
فإن الزوجية بينهما لم تتمّ بصورة متكاملة ،

ولذلك أطلق عليها القرآن كلمة { امرأة } .





وبعدما زال المانع من الحمل ، وأصلحها الله تعالى ،
وولدت لزكريا ابنه يحيى ،

فإن القرآن لم يطلق عليها { امرأة } ،
وإنما أطلق عليها كلمة { زوج } ،

لأن الزوجية تحقّقت بينهما على أتمّ صورة . قال تعالى :

{ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } .





والخلاصة أن امرأة زكريا عليه السلام قبل ولادتها يحيى هي
{ امرأة } زكريا في القرآن ، لكنها بعد ولادتها يحيى
هي { زوج } وليست مجرّد امرأته .





وبهذا عرفنا الفرق الدقيق بين { زوجه }و{ امرأة } في التعبير القرآني العظيم ، وأنهما ليسا مترادفين

هذا والله تعالى أعلى وأعلم
رد مع اقتباس