عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2009-05-06, 10:06 PM
ان الحكم الا لله ان الحكم الا لله غير متواجد حالياً
عضو إباضى
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-28
المشاركات: 26
افتراضي

الشيخ سالم بن حمود بن شامس السيابي


اعلم أن الخلفاء الأربعة عند الإباضية يقولون إن أبا بكر وعمر إمامان رضيان مرضيان توليا أمر المسلمين بإجماع الأمة لم يعب أحد عليهما شيئاً إلا التقوى والإخلاص وحسن السيرة وصفاء السريرة ، قاما على ذلك في المسلمين وماتا عليه ، والكل عنهما راض رضي الله عنهما وأرضاهما ، وقد صدقا ظن رسول الله عليه الصلاة والسلام فيهما ، وحققا أمنيته ، وفازا بتوفيق الله والحمد الله .

وأما عثمان فأخذ الإمامة وعليه عهد الله ورسوله من زعيم شورى المسلمين عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه . إذ أولاها إياه أن يسير فيها مسيرة صاحبيه أبي بكر وعمر وبايعوه على ذلك .

ثم عتبوا عليه أشياء وانتقدوا عليه أخرى . وأنكروا عليه أموراً حصروه عليها حتى قتلوه والكل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يخالطهم من الإباضية أحد فالمقتول عبد صحابي وقاتلوه كذلك وهم أعلم بما هنالك والإباضية خليون من دمه وماله ، وأظن لم يحضر قتله أحد منهم .

ولما قتلوه بايعوا علي بن أبي طالب على ما بايعوا عليه من قبله . وألزموه سيرة الخليفتين أبي بكر وعمر . ثم اختلفوا عليه ، فشاركوه سياسته ، وتلاعبوا بأمره حتى ذهب أدراج الرياح ، إلى أن جاء منهم من قتله وما أظن كذلك إباضياً شارك في قتله ، فهم القاتلون وهم المقتولون والحكم الله عز وجل بينهم يوم القيامة .

هذا خلاصة القول في هذا المقام الحرج . نسأل الله سلامة ديننا ودنيانا من أمور لم يكلفنا بها في حال من الأحوال (( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون )) .


ومن كلامنا نقتطف ما جاء في عثمان وعلي




( في عثمان )
وقام ذو النورين يوما بعده =وكان خطبها عليه أثقلا
به رأى الخصم لها مبتدأ =فافتتح الشر وكان مقفلا
فاختلفت آراؤهم واضطربت =أحوالهم فنال منهم مدخلا
واندفعت رجالها حائرة =عبر محيطها لما قد أذهلا
وهاجت الشحنا وماجت الورى =لها وكل لأخيه ضللا
وابتدأت دوراً جديداً آخذا =في نقض ما كان لها تأصلا






( في علي )
قام بها حيدرة ضرغاما =من لا يرى الذعر لديه موئلا
أكرم به ليثاً هماماً قامعا =أعدائها وفضله لن يجهلا
بحر من العلم إذا ما أشكلت =عويصة لها تراه حللا
قمقامها إمامها زعيمها =إن حميت نار الوغى لها اصطلا
من لا تروعه الخطوب إن أتت =بذي الفقار خطبها قد زيلا
قد خلق الله رجالاً للوغا =يغشونها دعاقها لهم حلا
ولسياسات رجال غيرهم =وللدها وفيه بعض أوغلا
إن تلتقي الأبطال وسط أزمة =وجهاً لوجه لعلي ن العلى
ما اغتر بالبيضاء والصفراء في =إقبالها بل لسواها أقبلا
مجتهد في دينه مصدق =لخدنه متبع ما أنزلا
لكن مروق البعض من رجاله =ألوى عليه حبله فانفتلا
يظن فيه الصدق قد تأصلت =له حقائق ومن سوء خلا
والمرء قد يغره مختدعا =له أخوه وبه قد يبتلى
يتبعه قولا وفعلا ولقد =مشى بآراء لها تمحلا
ومن كل شخص له بطانة =يظن فيها الصدق والصدق خلا
بذا على خاض طبعا فتنا =جرت عليه من مساعيه البلا
والمرء في الدنيا رهين خطبها =والله يدري مصلحا والمبطلا
رد مع اقتباس